كافة الحقوق محفوظة © 2021.
عنف الملاعب. . . استبداد وديمقراطية !!
الكاتب الصحفي حسين الذكر
الرياضة كانت وما زالت برغم كل التغيرات على جوهر الأسس والاهداف التي قامت بها .. الا انها ما زالت تمثل كل معان العنوان الابدي : ( طاعة وفن واحترام ) .. فمهما تعددت الآراء وتشعبت مصادر التمويل وأدوات التنفيذ يجب ان لا يخرج المفهوم الرياضي من ذلك التنميط القيمي والأخلاقي غير القابل للتمطط ..
في عالم اليوم وفي عصر العولمة وما تعنيه الحرب الناعمة والثقافة المجتمعية المستهدفة والوسائل التكنلوجية الدبلوماسية وبرغم هيمنتها على الراي العام ومحاولة التأليب واللعب به وخلط أوراقه وبعثرت مفاهيمه خارجيا وداخليا لاهداف لا تتعلق بالرياضة فحسب … الا ان الرياضة ( كروح رياضية ) تبقى هي الرمز والمعول والعنوان والهدف السائد والمسيطر في اداراة دفة جانب المنافسة الشريف فيه .. فلا عداء ولا خصومة في ميدان فني مهاري اداري انضباطي أخلاقي .. بل ملف وطني بحت ..
قبل 2003 والذاكرة مازالت راسخة متقدة لا تنسى احداثها سريعا لم نكن نرى احداث سب وشتم وتعدي على المال الرياضي العام … الا ما ندر وبصورة شخصية ضيقة وتعالج فورا وبنطاقها المحدود من قبل فصيل حماية جهاز الشرطة المحلية المخصص لهذا الغرض والتي لا تتعدى قوة افرادها اكثر من عشرة الى خمسة عشر شخص يراسهم نائب ضابط في اغلب الأحيان وتجري وتنتهي اغلب المباريات تحت قيادتهم وانظارهم دون الحاجة الى اكثر من ذلك ..
اليوم برغم توسع وتضخم عدد قوات الحماية المدججة بالسلاح وكذلك حماية المنشئات بشبابها ومنتسبيها واغلبهم رياضيين ويتحلون بالخلق … الا ان الاحداث تتسارع وتتنوع وتتعدد وتتسع … حتى فلتت من السيطرة .. وأصبحت ظاهرة يشار لها بالبنان .. لدرجة لم يعد السكوت عليها مفهوما … اذ يجب ان تدرس على مستوى الدولة لانها حالة ثقافية عامة وراي عام ظاهري .. تعد فيه المشاهد المنقولة والمسجلة حالة قيس يمكن ان نستقرا ونستشف منه الكثير مما يعانيه شبابنا واولادنا وملاعبنا ..
يخطئ من يحمل الأندية او الاتحاد ولا حتى الجماهير الرياضية وروابط المشجعين او الحكام واللاعبين … ما حدث ويحدث .. ولا يمكن معالجته بسجن واعتقال وعقوبات البعض مالية او إدارية فقد ولت تلك السبل العقيمة ول تعد تجدي مع ظاهرة الاستفحال .. بل ينبغي دراسة الظاهرة بصورة مؤسساتية بحثية … من قبل اعلى جهات وأجهزة الدولة وان تأخذ جميع ابعادها النفسية والمادية والمعنوية والدينية والأخلاقية والوطنية … ثم فلسفتها قدر الامكان ووضع الحلول المناسبة التي لا ينبغي ان ترتبط او تحصر في الملاعب فحسب … فان معانات الشباب عامة وليس خاصة … والله ولي التوفيق !!