كافة الحقوق محفوظة © 2021.
لبنان يفكّك المنتخب الوطني الأردني في تصفيات كأس العالم
كتب د. نخلة أبو ياغي
فكك المنتخب اللبناني لكرة السلة المنظومة الهشة لكرة السلة الأردنية و حقق فوزا كبيرا على نظيره الأردني ٨٩-٧٠ في بيروت ضمن النافذة الخامسة لتصفيات كأس العالم، معيدا للأذهان مباراة مماثلة بين المنتخبين في بيروت أيضا قبل أكثر من عشرين سنة عندما قاد نجم “الإن بي إيه” روني صيقلي لبنان لتدمير نظيره الأردني في بطولة غرب آسيا في مشهد سريالي لم نتمنى تكراره مجددا.
وكما اختارت صحافة الاردن المكتوبة تجاهل التاريخ (قدمت تقارير صحفية مقربة من رئيس لجنة الاتحاد المؤقتة حسبة لتاريخ لقاءات المنتخبين ابتداءا من سنة ٢٠٠٣)، فمن المتوقع ان تنبري ذات الاقلام في قادم الايام لتوضيح “المكتسبات” الوهمية التي جناها المنتخب (الذي نسخت اللجنة اسمه حديثا إلى الصقور) من هذه الخسارة المذلّة… و لذا فاستعدوا لما هو قادم!
وظهر الفارق جليا بين الفريقين في مباراة من طرف لبناني ناضج يقابل منتخبا تائها دخل المنافسة يلفه غموض كقصص أجاثا كريستي البوليسية… فرغم ان الفريق الاردني عسكر في مصر، لكن التشكيلة التي ظهرت اليوم اختلفت كليا عن الأسماء التي حاول الجهاز الفني المهزوز “إعطاءها الفرصة للتجهيز”، كما و بقدرة قادر عاد اللاعبون المصابون كلهم دفعة واحدة من إصاباتهم التي لا نعرف عنها شيئا، لكنهم كانوا أشباحا في الملعب بلا روح و لا هدف مرسوم، و هم لم يخوضوا معا دون أدنى شك، اي لقاء إعدادي معتبر…
و رغم أن المنتخب اللبناني تأخر بالدخول في أجواء المباراة تاركا الأردن يتقدم بفارق ستة نقاط في الربع الاول، لكن رجال الأرز حسموا المباراة فعليا في الربع الثاني الذي انتهى ٣١- ٧ للبنان وسط ضياع فني و نفسي في الفريق الأردني و عجز كبير لدى الجهاز الفني لتدارك الموقف.
و لم يتطلب الربعان الأخيران من نجوم لبنان الا الاستمرار بوضعية “الطيار الآلي”، فيما استمر الفريق الأردني باسلوبه الفردي المعتمد على الإرتجال لتنتهي المباراة بهزيمة ثقيلة جدا أعادت الأردن للمركز الثالث في المجموعة و صعدت بلبنان لقمة يستحقها.
و يتوجب على المنتخب الأردني الفوز على اندونيسيا في جاكارتا بعد ثلاثة أيام ليحافظ على حظوظه في التأهل لكأس العالم والتي تظل وافرة بسبب انسحاب كوريا الجنوبية من المنافسات رغم الخسارة المريرة أمام لبنان، لكن الموقف اليوم أمام جمهور بيروت الغفير لا يمكن تلطيفه، فقد عرّى المنتخب اللبناني المنظومة الهشة لكرة السلة الأردنية التي ظلت تختصر نفسها في صورة المنتخب الوطني الأول، فهل ستقدم اللجنة “المؤبدة” استقالتها بعد فضيحة اليوم؟
الجواب على الأغلب هو لا، أولا لأن الانسحاب الكوري منح اللجنة المؤقتة طوق النجاة، و ثانيا و هو الأهم، لأن غياب المأسسة في العمل و المحاسبة الممنهجة اعتمادا على مخرجات متفق عليها وقابلة للقياس و النقد البناء ستعني أن كرة السلة الأردنية ستبقى تتخبط و تختصر نفسها في انجازات آنية (فيما تكنس تحت سجادة الحقيقة إخفاقات الفئات العمرية و مشاكل الأندية حواضن اللعبة و الدوري المحلي “المسخ” الخالي من المواهب الا فيما ندر) حتى تقوم ثورة غيورة تحاسب التقصير الإداري و الفني لاصلاح واقع الحال الذي لا يرضي عدوا و لا صديقا في بلدنا الذي نحب.