كافة الحقوق محفوظة © 2021.
خليجي البصرة .. سياسة وليس وناسة !!
الكاتب الصحفي حسين الذكر
العالم يخطو بطفرات متجاوزة لروتين التقليد محلقة بعيدا عن الواقع .. وهنا لا اقصد الخيال بقدر ما آراه من حركات تطوي المراحل وتبتعد لتغوص باعماق المستقبل … في ما نحن ما زلنا نحبو بل نزحف بامية وجهل مفروض علينا باجندات عدة .. وقد قيل ان الرياضة تعدت وتخطت مقولة مرحلة الأداة السياسية .. بعد ان أصبحت هي السياسة بحد ذاتها سيما في ظل الهيمنة التامة على الراي العام العالمي عبر وسائل التواصل ومشاهد الفن الكروي والفواصل المهارية .. كما ابهرتنا عمليات إدارة الملف الكروي في التسويق والاستثمار والرعاية والإنتاج … في سوق تجارية رياضية بحتة غدت هي الممول الاول لميزانية بعض الدول ..
بعيدا عن منطق التآمر والتدخل واستخدام الورقة الرياضية للضغط وتحقيق اهداف سياسية – وان لا يستبعد ذلك في ظل عالم سياسي متغلغل بكل شيء – الا اني هنا لا انحو ولا اقصد ذلك ولا يعنيني كباحث بالشان الرياضي قدر ما يهمني في تطوير القطاع الرياضي وتاثيره الإيجابي على المجتمع والبيئة قبل كل شيء … لذا فان السياسة المعنية يجب ان تكون أداة للرقي الاجتماعي وتحقيق اهداف أخفقت السياسية بعنوانها الكبير الواسع من تحقيقها .. مما صار لازما علينا نحن البيت الرياضي ان نجعل من بطولة خليجي البصرة بوابة لتحقيق ما فات على السياسيين .. وهذا يجب ان يتم ويبنى ويفهم ويسعى لتنفيذه على يد المختصين من اهل النوايا الطيبة في البيت الرياضي والعقل الاستثماري والحس الوطني المسؤول .. وللصالح العام قبل الخاص ..
بطولة خليجي البصرة فرصة لادارة ملفها بعقلية الحرب الباردة وتكنلوجيا الأدوات والأساليب الناعمة .. فان بلاد النهرين ما زالت ارضها خصبة وخيراتها رطبة واجوائها طيبة .. وجماهيرها بشرائح واسعة ومتغلغلة .. لا نريد ان نجعل من البطولة بكل همنا مجرد لعبة ( طوبة ) .. بل لتكن ميدان ثقافي نحمل به كل ادواتنا المتاحة ونعززها باسلحتنا الناعمة الممكنة في خدمة الوطن والشعب .. فخليجي البصرة أرباحها فوائدها متعددة وخيراتها كثيرة لمن يجيد فن التعاطي مع الملفات ويملك افق واسع وخيال محلقة غارق في خدمة الوطن والذات المقدسة ..
البصرة بحاجة لنا وستكون رمز ونيا توحيديا بكل معنى الكملة كما كانت تاريخيا مفتاح للحرب والاستقرار .. لذا اول ما استهدفها الطامعون بكل مسمياتهم واجنداتهم .. فلنجعل من البصرة عنوان انفتاح ومحبة وبناء قيمي وبنى تحتية وفوقية وانطلاق نحو اجادة فن متعالي بجميع ملفاته التي أتمنى ان لا تحسر تحت زاوية كرة القدم التي تغلغلت ما يكفي حتى غدت ملف انساني حضاري .. تام شريطة ان يدار بعقلية شمولية لا ضيق وانحسار فيها ..