كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حان موعد تصحيح المسار
حان موعد تصحيح المسار
بقلم الرياضية المحامية
تالا الموج زرو
نشرت الرياضية المحامية تالا الموج زرو على صفحتها على فيسبوك ما يلي:
استوقفني مشهد ما حصل يوم الاحد 28/8/ 2022 ضمن فعاليات دوري كرة السلة النسوية بين فريق نادي شباب الفحيص والنادي الأرثوذكسي، في صالة النادي الأرثوذكسي، ضمن سلسلة مباريات النهائي. وأتمنى من كل شخص يقرأ منشوري او يقوم بمشاركته، ان يأخذه على محمل الجد وبكل صدر رحب، ويفكر فيه بكل حق ونعمة واستقامة ومحبة.
نحن اليوم وصلنا القاع! لأننا كمجتمع رياضي بكافة فئاته، فشلنا في كل شيء يستحق ان نسعى ونعمل نطمح ونعيش من اجله. خسرنا الاحترام، وخسرنا العدالة، وخسرنا المسائلة وخسرنا المحبة. وفشلنا امام الأجيال الصاعدة التي تراقب عن بعد، وخسرنا امام أنفسنا وامام الجماهير، وخسرنا امام المشاهدين والمتابعين من الاردن وخارجها. فشلنا في ان نقدم للاعباتنا مساحة آمنة ومفرحة. قتلنا الامل وزرعنا محله حقد وبؤس وغضب وحزن، بدل الفرح والفخر والاعتزاز والاحترام وشرف اللعبة. برأي كل هذه الامور السلبية يجب ان تكون دافعا قويا وشجاعا لقول وفعل الحق. أتأمل ان تكون هذه نقطة انطلاق في الاتجاه الصحيح، في أخذ موقف موحد من قبل المجتمع الرياضي الذي فرقته الخلافات، والعمل باتجاه التغيير الايجابي والذي يصب بمصلحة الفئة الاكثر تأثراً وتضرراً وهم كل الرياضيين إناث وزكور وبكافة فئاتهم العمرية.
خلفية القصة بدأت بدوري كرة السلة للسيدات الطويل والمرهق بسبب تفاوت مستوى الفرق المشاركة بشكل واضح لظروف قد يعلم البعض منا أسبابها من ترهل في أداء معظم القائمين على اللعبة اتجاه اللاعبين واللاعبات، وضعف المنظومة التشريعية وغياب الرقابة والمسائلة. هذا ليس تجريح بل واقع يعيشه القطاع الرياضي بالأردن بشكل عام وكرة السلة بشكل خاص، ومنذ سنوات طويلة. وقد آن الأوان لنكون صادقين وصرحين وعادلين بتناول هذا الموضوع بكل حيادية وجدية وحزم وعدل، لنتمكن من المشاركة في تقديم مستقبل أفضل للعبة وكل اللاعبات واللاعبين حيث ان ما حدث يوم الاحد ما هو إلا مؤشر صارخ لما وصلنا اليه من مستوى اداري وتنظيمي واخلاقي محزن.
اليكم نبذة سريعة عن وقائع ومجريات ما حدث بالفعل كوني كنت في قلب الحدث، فخلال دوري كرة السلة النسوية لهذا الموسم وبمشاركة كل من نادي شباب الفحيص والنادي الرياضي، والنادي الأرثوذكسي، ولاعبات المنتخب الأردني تحت سن 18 ، تمكنت سيدات فريق نادي شباب الفحيص من حصد الفوز دون منازع وبفروقات شاسعة بكل مباريات الذهاب والإياب و ذلك جاء كنتيجة للعمل الدؤوب الذي قدمه نادي شباب الفحيص للاعباته، والاستثمار والاهتمام المستمر بجاهزية واعداد اللاعبات من الناحية الفنية والبدنية والذهنية النابعة من إيمان والتزام نادي شباب الفحيص برسالته ورؤيته وحلمه بوضع اسم النادي واسم الأردن على الخريطة الوطنية والعربية. حيث حقق نادي شباب الفحيص اسم لامع لنفسه وللاعباته على مدى السنوات الماضية رغم كل التحديات التي واجهها، وأكبر دليل على ذلك تحقيق مراكز وبطولات إقليمية للنادي وانضمام لاعبات مخضرمات من فرق اردنية أخرى ومحترفات من مستوى رفيع. وبرأي هذه أكبر شهادة للمستوى الذي وصل اليه نادي شباب الفحيص وبغض النظر عما يصدر من فبركات ومقالات واعلام يشوبه التجريح والانحياز وتحريف للواقع والحقائق، لخدمة اجندات ومصالح خاصة بعيدة كل البعد عن خدمة المصلحة العامة واللعبة واللاعبات واللاعبين كونهم المتأثرين بالدرجة الأولى. والحمد لله ان حسن اخلاق فرقنا والنتائج التي حققتها فرق سيدات نادي شباب الفحيص وعلى رأسهم فريق السيدات وفريق تحت سن 18 هو أكبر برهان على قدراتهن. والباقي حكي جرايد!
اليوم جاء موعد تصحيح المسار وبشكل جذري ومستدام، خصوصاً ان هنالك الكثير من المشاكل التي لا يمكن تجاهلها أكثر، رغم تمسك البعض بتجاهلها واثارة النعرات والمشاكل. بس هذه المرة لا يمكن لنا ان نسكت أكثر! اليوم وأكثر من أي وقت مضى علينا واجب وطني بأن نضع أيدينا بأيدي بعض حتى نرتقي باللعبة ، وننعم جميعاً بالتغيير الإيجابي المبني على الاحترام المتبادل والرقي الأخلاقي والرياضي الذي بالنهاية يصب بمصلحة أبناء وبنات هذا البلد.
التراكمات السلبية التي أدت الى احداث يوم الاحد 28/8/2022 بين نادي شباب الفحيص والنادي الأرثوذكسي كشفت عن عيوب وثغرات متعددة لا يمكن تجاهلها والسكوت عنها، حيث قام مدرب النادي الأرثوذكسي اللبناني (يعني ضيف عنا) بتلفظ عبارات نابية وغير أخلاقية خلال مجريات اللعبة وعلى مسمع عدد من الشهود خلال مجريات اللعبة مما أدى طبعاً الى مشاحنات واضحة بين الفريقين، ويمكن مشاهدتها عبر التسجيل على صفحة اتحاد كرة السلة الأردنية، وللأسف ورغم تواجد الحكام، وحكام الطاولة، ومراقب/مدير الاتحاد وعدد من أعضاء اللجنة الموقتة الا ان كل هؤلاء لم يتمكنوا من اتخاذ أي إجراء صائب وعادل فيه مسائلة وتطبيق صارم وصحيح للتشريعات الناظمة بما يضمن معالجة الموقف بحكمة وحزم، لضمان استمرار اللعبة وانزال العقوبات الواجبة وتوفير بيئة آمنة وصحية للاعبات. بل قد أخطأ الاتحاد بالسير في مراسم التتويج وتكريم لاعبات النادي الأرثوذكسي رغم انسحابهم بالدقائق الأخيرة مخالفين بذلك تعليمات (FIBA) والعرف السائد (كون هنالك فراغ تنظيمي) والذي كان يفترض على الاتحاد تغريم وحرمان النادي المنسحب، لضمان عدم تكرار هكذا تصرفات يضر بالعبة واللاعبات على الجانبين.
كل هذه الأمور التي ذكرتها، ورغم خطورتها وأثرها السلبي على الجميع الا انها ليس أساس الخلل، بل مجرد عوارض للمشاكل الجذرية المتراكمة والمتأصلة. وهي لا تعنينا بحد ذاتها، كونها تصرفات عابرة رغم انها متكررة، مما يؤكد على وجود مشكلة جذرية تحتاج معالجة لتصحيح المسار! وتصحيح المسار يحتاج الى العمل على التغيير الذي طال انتظاره وآن اوانه.
وتبعاً وتأكيداً على القيم والثوابت التي وردت على صفحة اللجنة الأولمبية: (” الروح الرياضية، الصداقة، التوازن، التفوق، الطموح والاحترام، هي القيم التي نسير عليها في اللجنة الأولمبية الأردنية(JOC) ، وهي القيم نفسها التي نعلمها للاعبينا، لتكون داعماً في إعدادهم ليكونوا منافسين أشدّاء على المستوى الدولي.”) وكون هذه القيم هي جزء أساسي تقوم عليه المنظومة الرياضية، كون كافة الاتحادات مرتبطة باللجنة الاولمبية كونها الجهة الناظمة للاتحادات الرياضية فإن على اللجنة الأولمبية اتخاذ الإجراءات اللازمة لتصويب أوضاع الاتحاد الأردني لكرة السلة وانهاء دور اللجنة المؤقتة التي تم تعينها بتاريخ 11/7/20017 ،يعني تجاوزت مدة خدمتها الأربع سنوات، لم تتمكن خلاله من تحديث النظام الأساسي لاتحاد كرة السلة بشكل منهجي وعلمي، مبني على مخرجات دراسة تقييم الأثر والتشاور مع أصحاب المصالح والمتأثرين حتى تتمكن من افراز نظام عادل ومتكامل يضمن الحقوق ويحمي المصالح وينظم اللعبة، ولم تتمكن اللجنة المؤقتة من العمل على اعداد ما يلزم لإفراز اتحاد شاب نشط ومتمكن، مدرك لأهمية القيم التي جاء ذكرها، يعمل ضمن إطار تنظيمي مُمأسس، ومحاور واهداف واضحة، لتكون متماشية مع توجيهات جلالة سيدنا الملك عبدالله وسمو الأمير الحسين وتوصياتهم المستمرة بتفعيل ودعم دور الشباب في كل المجالات.
وبالنهاية بحب أقول لكل شخص او كاتب او إعلامي تسرع في توجيه أصابع الاتهام لجهة او لأخرى كمحاولة بائسة لتشويه الحقيقة وسمعة نادي شباب الفحيص ورئيسه واللاعبة التي تعرضت الى اعتداء لفظي والذي هو فعل يعاقب عليه القانون كونه “قدح وذم وتحقير” من قبل مدرب النادي الأرثوذكسي وبوجود ما يكفي من ادلة مادية تثبت ذلك. الا ان الخوض في هذه الامور من شأنها ان تهدم بدل ما تبني وهذا لا يعنينا، خصوصاً ان سوء اختيار المدرب تقع نتائجه على الجهة التي اختارته. والمدربين بروحو وبيجو وبتنقلوا من نادي لنادي، وبالنهاية سمعتهم هي التي تنتقل معهم وكل واحد مسؤول عن سمعته وتصرفاته.
احنا اللي بهمنا اليوم بناتنا وشبابنا، سيدات ورجال، ومستقبل الرياضة بهذا البلد بكل جوانبها. وواجبنا كلنا ان نخدمهم ونهتم فيهم ونرعاهم ونحميهم من أي إيذاء او ما لا يصب بمصلحتهم او بمصلحة اللعبة.