الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي.. يعطيك العافية 

أ.د. أنس راتب السعود

لم أعتد الكتابة في مديح شخص، لم ولن أفعل. لكن أجد نفسي مضطراً لأشهد شهادة حق في شخصية أكاديمية فذة، تعلمت منها الكثير رغم انه لا تربطني بها علاقة عمل لا من قريب ولا من بعيد. لذا فشهادتي بإذن الله محايدة.

أتحدث اليوم عن قامة أكاديمية أردنية مميزة، انه الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي. الذي يغادر موقعه كرئيس لجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، الجامعة الأردنية التي يحق لكل أردني أن يفخر بها وبمستواها العالمي. الدكتور الرفاعي والذي استمر في رئاسة الجامعة لمدة ثمان سنوات متتالية، حققت خلالها الجامعة قفزات نوعية أعتقد أنها الأكبر والأهم في تاريخ الجامعة سواء على الصعيد المحلي أو الاقليمي أو العالمي.

الذي يعرف الدكتور الرفاعي، يدرك مدى فهمه لرؤية واستراتيجية جامعته ويعلم تماماً كيف كان حريصاً ومحترفاً في تنفيذ رؤى صاحبة السمو الأميرة سمية بنت الحسن حفظها الله.

من خلال معرفتي بهذه الشخصية الفريدة، كنت ارى مدى الاستشراف في فهم متطلبات سوق العمل سواء المحلية او الاقليمية او حتى الدولية. وهذا ما ساهم فيه الدكتور الرفاعي خلال فترة توليه مهام رئاسة الجامعة. ففي عام 2015، تم استحداث برنامج الدكتوراه في علم الحاسوب. وفي عام 2017، تم استحداث برنامج ماجستير علم البيانات ليكون من بين التخصصات النادرة التي تستحدث في الجامعات الأردنية. وفي عام 2018، تم استحداث برنامج بكالوريوس علم البيانات والذكاء الاصطناعي. وفي عام 2019 تم استحداث برنامج ماجستير مشترك في الإدارة الهندسية بالتعاون مع جامعة أريزونا توسان الأمريكية. وفي عام 2019 تم استحداث برنامج ماجستير تحليل الأعمال.

وفي عام 2020 تم استحداث برنامج بكالوريوس الأمن السيبراني. وفي عام 2021 تم استحداث برنامج بكالوريوس انترنت الأشياء – هندسة الاتصالات، وبرنامج ماجستير تكنولوجيا المعلومات الصحية، وبرنامج ماجستير التسويق الالكتروني.

أما المتابع لتطور الجامعة في ملف التصنيف يدرك تماماً انه هنالك إدارة ناجحة ونتاج سنوات من العمل الدؤوب والمتابعة الحثيثة لكافة معايير التصنيفات العالمية المختلفة، وهذا ما لمسته من الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي الذي كنت أجده أمامي في كافة المحافل الدولية الخاصة بالتصنيف والذي كان يحرص شخصياً خلالها على التشبيك مع مختلف الاكاديميين والمختصين في التصنيف للتعريف بالجامعة واظهار جامعة الأميرة سمية بأبهى صورها، مما يضمن حصولها على تأييد عالمي ينعكس على تحسين السمعة الأكاديمية للجامعة. لذلك نرى اليوم جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا في المرتبة الثانية محلياً بعد الجامعة الأردنية في تصنيف كيو أس العالمي للجامعات 2023-QS وضمن الفئة 801-1000 عالمياً، وبالمرتبة 45 عربياً في تصنيف كيو أس للجامعات العربية والذي يشمل اكثر من ١٣٠٠ جامعة عربية.

لم يقل تميز الجامعة في التصنيف عن تميزها في الاعتمادات الدولية البرامجية، فقد حصلت الجامعة خلال فترة ادارته على تمديد الاعتماد الدولي ABET لكافة تخصصات الهندسة وتقنية المعلومات وبالاضافة لحصولها لأول مرة على الاعتماد الدولي AACSB لكلية الأعمال.

أتمنى من القلب التوفيق والنجاح الدائم لعطوفة الأخ الكبير الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي في محطاته القادمة، وانا على يقين تام أنه سيسهم في نجاح أي مؤسسة يكون جزءاً منها وانه سيستمر بخدمة وطنه بكل تفاني واخلاص كعادته في ظل راعي المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله.