كافة الحقوق محفوظة © 2021.
إسبانيا تحلم بالعودة إلى مجدها في مونديال قطر
الدوحة – يسعى المنتخب الإسباني خلال مشاركته في نهائيات بطولة كأس العالم قطر 2022، التي ستقام في شهري تشرين الثاني وكانون الأول المقبلين، للعودة إلى أيام مجده، بعد مرور 12 عاما على الفوز بكأس العالم لأول مرة في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.
وستخوض إسبانيا غمار نهائيات مونديال قطر في المجموعة الخامسة بجانب منتخبات المانيا واليابان وكوستاريكا، وستبدأ مشوارها في كأس العالم بمواجهة كوستاريكا يوم 23 تشرين الثاني المقبل.
ويبدو أن استعدادات منتخب إسبانيا لخوض غمار نهائيات كأس العالم قطر 2022، مختلفة تماما عن مشاركته في مونديال روسيا 2018، التي تعادل فيها أمام البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، وفاز بفارق هدف وحيد على إيران، وتعادل بصعوبة أمام المغرب لحسم تأهله إلى الدور ثمن النهائي، حيث سقط بركلات الترجيح أمام روسيا، البلد المضيف.
وبعد أن أعاد المدرب لويس إنريكي بناء المنتخب الإسباني في غضون أربع سنوات، تلوح إسبانيا في الأفق كأحد المنتخبات الذي يمكن أن تنافس على اللقب بفضل جيل شاب يدعمه لاعبون مخضرمون، وأظهرت بالفعل شخصيتها التنافسية بعد أن بلغت نهائي دوري الأمم الأوروبية ونصف نهائي يورو 2020.
وتعيش كتيبة المنتخب الاسباني أياما هادئة بعد تقديم أوراق اعتمادها من خلال تحقيق انطلاقة جيدة في النسخة الجديدة من دوري الأمم الأوروبية، وتطلعها إلى مواصلة هذه المسيرة الناجحة في أيلول حين ستواجه منتخبي سويسرا والبرتغال.
وبعد ضخ دماء جديدة في الفريق، سيتعين الانتباه إلى مجموعة من اللاعبين الواعدين الذين يمكن أن يكون لهم تأثير فوري على الحاضر، ولن يكون من المفاجئ أن تصل إسبانيا، بقيادة لويس إنريكي، إلى الأدوار النهائية في مونديال قطر بعد ثلاثة أشهر.
وسلط الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، على موقعه الرسمي، الضوء على أبرز العناصر التي ستخوض غمار نهائيات بطولة كأس العالم قطر 2022 رفقة المنتخب الإسباني يتقدمها حارس المرمى أوناي سيمون (25 عاما) حارس مرمى أتلتيك بيلباو، الذي أصبح أحد الأعمدة الجديدة لمنتخب بلاده، وخطف الأضواء في بطولة كأس أوروبا الأخيرة بفضل شخصيته القوية بعد أن تمكن من استعادة التوازن من خطإ ارتكبه ضد كرواتيا في ثمن نهائي يورو 2020، حينما وصلت إسبانيا إلى الدور نصف النهائي بفضل تصدياته الرائعة خلال الوقت الأصلي، وأيضا في ركلات الترجيح ضد سويسرا.
ونجح سيمون في التفوق على دي خيا وروبرت سانشيز، اللذين يشكلان ثلاثي حراس المرمى الذي عادة ما يستدعيه لويس إنريكي، ويعد هذا الحارس الأساسي بلا منازع الحلقة الأولى التي تعتمد عليها إسبانيا في بناء الهجمات انطلاقا من موهبته في لعب الكرة بقدميه، وبفضل الثقة التي يضعها فيه المدرب.
ومن العناصر التي ستدافع عن ألوان منتخب إسبانيا في قطر، المدافع إيمريك لابورت (28 عاما) الذي سارع إنريكي لاستدعائه لحل المشاكل الدفاعية في المنتخب، وفي ظل عدم استدعاء سيرجيو راموس وتراجع مستوى جيرارد بيكيه، ما جعل لابورت يصبح عنصرا أساسيا ويلعب كل دقائق مباريات “لاروخا” في يورو 2020، حيث قدم مستوى رائعا، بعدما تلقى تكوينه لسنوات في أتليتيك كلوب إثر انتقاله إلى إسبانيا في سن الـ16، ويحط الرحال في كانون الثاني 2018 بمانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا.
ويعد لابورت، الغائب حاليا عن الملاعب حتى نهاية أيلول الحالي بسبب إصابة في الركبة خضع على إثرها لعملية جراحية، عنصرا أساسيا في تشكيلة فريقه الإنجليزي الفائز بالدوري الموسم الماضي.
وأصبح اللاعب الصغير غافي، صاحب الـ19 عاما، من العناصر الأساسية في تشكيلة منتخب إسبانيا بعد تألقه في بطولة كأس أوروبا الأخيرة وهو يبلغ من العمر 18 عاما، وبات من الواضح أن مستقبل هذا اللاعب، سواء في منتخب بلاده أو بناديه برشلونة، ليس له حدود، فهو أحد أعظم المواهب في كرة القدم العالمية لما يتمتع به من جودة فنية رائعة تنضاف إلى ذكائه في اكتشاف المساحات وشغلها واستغلالها.
وبفضل سلوكه ومهارته وثقته بالنفس، أظهر بيدري شخصيته القوية لحمل مسؤولية اثنين من أهم القمصان في كرة القدم العالمية، كما أنه متعدد المواهب يستفيد من فهمه للعب للاضطلاع بأدوار مختلفة كلاعب خط وسط أو لاعب محوري أو جناح، حسب الحاجة.
ويعد هذا اللاعب من الجيل الصاعد بقوة حيث كسب، في سن الـ18 فقط، ثقة لويس إنريكي الذي راهن عليه بالرغم من الانتقادات التي طالته إثر قراره، حيث لم يكتف باستدعاء، بل اعتمد عليه أساسيا، وعلى الرغم من موهبته الطبيعية لا يخجل جافي من التضحية لاستعادة الكرة، وهو العامل الذي يميز أحد اللاعبين المدللين لتشافي في كامب نو، إذ يقول عنه لويس إنريكي “إنه بركان ثائر.. ومن الصعب جدا ألا تقع في حب غافي”.
وسيكون سيرجيو بوسكيتس (34 عاما) من العناصر الأساسية في مونديال قطر، وهو العنصر الوحيد في التشكيلة الذين كان له شرف التتويج بمونديال جنوب أفريقيا 2010.
ويرمز بوسكيتس إلى التجربة داخل فريق إسباني متجدد، وعلى الرغم من عمره، إلا أنه يعد عنصرا لا غنى عنه سواء في كتيبة لويس إنريكي أو في فريق تشافي ببرشلونة، فهذا اللاعب الداهية يعرف كل أسرار كرة القدم دون أن يتمتع بقوة بدنية خارقة، حيث حول هذا اللاعب الأسطورة مركز خط الوسط ببساطته كمدير أوركسترا في فرقه، وسيكون له، باعتباره أحد أفضل اللاعبين في التاريخ، دور قيادي في مونديال قطر.
كما يعد اللاعب الشاب فيران توريس (22 عاما) أحد مفاتيح خط هجوم منتخب إسبانيا في كأس العالم قطر 2022، فإصابته في دوري الأمم الأوروبية التي حرمته من خوض المباراتين الحاسمة ضد اليونان والسويد، لا تحجب كل ما قدمه قبل ذلك، فهو أفضل هدافي المنتخب تحت إمرة لويس إنريكي، وأيضا اللاعب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في هذه التصفيات برصيد أربعة أهداف، كما أنه يعد عنصرا أساسيا في الترسانة الهجومية لمدرب كتيبة “لاروخا”.
بدوره، عاد توريس إلى الميادين بعد الإصابة التي تعرض لها في تموز الماضي وأبعدته عن المواجهتين ضد اليونان والسويد، إذ يمكن لهذا اللاعب متعدد المواهب هجوميا أن يلعب في عدة مراكز ويضطلع بأدوار مختلفة خلال نفس المباراة.
وعلى الرغم من أدائه المتذبذب نوعا ما منذ انتقاله إلى برشلونة قادما من مانشستر سيتي، فإن مساهمته في استغلال المساحات وحسه التهديفي مهمان للغاية بالنسبة لمنتخب بلاده الذي لا يزال يبحث عن رأس حربة ناجع في كأس العالم قطر 2022، حيث يجيد اللعب في مركز جناح أيمن، ويسهم في صنع الكثير من الفرص بفضل عمقه ومراوغاته، فضلا عن قدرته على هز شباك الخصم. (قنا)