كافة الحقوق محفوظة © 2021.
شؤون كروية .. بين التنشئة والنتائج ..!
الكاتب الصحفي حسين الذكر
قبل الخوض في الحديث عن سيل الانتقادات التي لاحت منتخب الناشئين اثر خسارته مع نظيره السعودي سواء ما شن على الاتحاد كهجوم معتاد ومتوقع او ما لحق الملاك التدريبي واللاعبين .. هنا لسنا بصدد الدفاع عن جهة والرد على جهة .. بقدر ما نتمنى ان نملا فراغ الموضوعية بقليل مما يمكن ان نسميه رسالة صحفية في ظل انفعالات بعضها ثورية واخرى تحاملية او عواطف اندفاعية .. دعونا نسال سؤال ثم بعد الاجابة نحاول نبين اوجه الفوارق بين الكرة العراقية وشقيقتها السعودية ..
لنحتكم بعدها بهدوء للمنطق والعمل ثم العمل ثم العمل .. الذي لا بديل عنه لتحقيق الامال واسعاد الجماهير..
السؤال ببساطة وهدوء يتحدث عن ماهية المشاركات الكروية للفئات العمرية لكل الدول المتحضرة عالميا .. هل يصب الجهد فيها لتحقيق النتائج ام للاطمئنان على ركائز الكرة ودعامات المنتخب ومستقبل اللعبة العام للبلد ..
هنا تتمحور الاجابة عن طريقين ( الفني المختص بما يحمل من خبرة استشارية ونظرة موضوعية وحرص مهني … والاخر المشجع الجماهيري بكل انفعالاته وحضوره وحبه الوطني ) ..
المشجع مع حرصه على تطوير الكرة ورفد المنتخبات بلاعبين جدد لكن الاولوية تنحصر لديه وفقا لدوافع غريزية تشجيعية ووطنية تجعله بقدم النتائج على كل شيء .. اما الخبير المختص العارف بمعنى التنشئة الصحيحة فبالتاكيد الاولوية تحصر عنده بحسن الاداء وبناء فريق بلاعبين موهوبين جدد يشكلون نواة جيل كروي قادر على تحقيق النتائج والانجاز ..
دعونا نعرج على فوارق جدية بين الشقيقين العراقي والسعودي تعد مخرجاتها طبيعية وتتسق مع احصاءاتها .. فالسعودية اصبحت من حاجزي المقعد الاسيوي بكل كاس عالم خلال البطولات الاخيرة في اشارة واضحة الى ما بلغته من مستوى متطور في التخطيط وبناء المنتخبات الوطنية .. الذي هو نتاج استقرار الدولة ودعم الحكومة ونجاح الاندية وقوة الدوري وفعالية المؤسسات بما يسهم ويساعد ويؤدي الى نجاح التخطيط بابعاده المعهودة ..
واقع الحال العراقي العام يشرح وضعه وحاله السياسي والامني قبل البنى التحتية والشروط المهنية والصحية والقانونية والامنية والمنشئاتية .. وحال الاندية وأنفلات التلاعب بالبيانات وغير ذلك الكثير مما يعرفه المختص ولا يفوت على اكثر المشجعين ..
وفقا لهذه المقدمتين الاساسية الثابتة .. علينا كاوساط اعلامية ان نحث الخطى ونبحث عن الاحدث من اجل خلق بيئة موضوعية تتناسب مع المقدمات لتتحسن النتائج وذلك يتاتى عبر مزيد النقد البناء وتسليط الضوء على الاسباب المتعددة والمتفرعة ومحالة تقليل الفوارق وتحسين الاحوال وتقديم ما يمكن تقديمه من دعم للمنتخبات واللاعبين والمدربين والملاكات الاخرى الساندة .. كي نخفف من ضغط وتبعات الواقع السياسي والتدهور الامني فضلا عن الخلل البيئي ..
بذات الاتجاه البناء يجب الدعوة الى مزيد الندوات المتخصصة من قبل اهل البيت الكروي تضم مؤسسة كروية اتحادية وادارات اندية ومدربين ومستشارين وأكاديميين واخرين … من اصحاب العلاقة ..اذا ما اردنا ان نخفف الخسائر ونحصر الاضرار وامكانية رفع الامال والمعنويات في ظل مشاركات ونتائج تعد سلبية في وقت سيء وربما حظ اسوء ..
والله من وراء القصد ..