كافة الحقوق محفوظة © 2021.
شرف المهنة الصحفية .. فارق بين الغل والمسؤولية !
الكاتب الصحفي حسين الذكر
لا اريد اتحدث هنا عن ماهية الصحافة وما هو الصحفي وواجباته وشروطه الموضوعية .. فذلك موضوع خارج النص المراد فضلا عن اختلاط الحابل بالنابل سيما في البيئات غير الرسمية او الانفلاتية او التي تعاني ضعف المركزية وربما غياب الرؤية وما يحيط ذاك من اجندات وجهل وموارد أخرى لسنا بصدد تعدادها هنا ..
لكن ثمة مشتركات تفرض نفسها في العمل الصحفي بنوعيه .. الأول ما يخص العمل المؤسساتي او الاحترافي او المعاشي – اذا جازت التسمية – وغير ذلك من عناوين تدور كلها حول محور راس المال الداعم باعتبار ان الصحفي مجرد موظف في المؤسسة حاله كبقية الموظفين الذين يعتاشون على المؤسسة يتقاضون رواتبهم منها .. وما يتطلب بعد ذلك – وفقا للمنطق – تنفيذ أوامرها وتعليماتها وكل ما يحقق أهدافها بمعزل عن النظر الى الجوانب الأخرى من قبيل الحيادية والموضوعية وتطابق الرؤى … والشعبية مع الرسمية …
لا نريد التدخل في شؤون المؤسسة واغراضها وأهدافها والعاملين فيها – أي مؤسسة كانت – فتلك لها محددات ظرفية ومكانية ومعاشية وامور اخرى .. لكن العجب كل العجب بمن يعتقد نفسه حرا وبلا تبعية ولا منية من احد .. فيما نراه يتعاطى مع المواضيع من دون أوامر صادرة اليه من جهات او مؤسسات ولا ينتظر دفع او فائدة .. كانه يعبر عن انتماء ومرجعية ذاتية همها الأول والأخير الغل والمرض والتهجم على المصالح الوطنية والمجتمعية التي لا يسلم منها احد .. فنراه ينقل الاخبار بشكل مسموم يكون فيها ادهى وانقع من المؤسسات المملوكة الى جهات تنافسية سياسية او فكرية او دولية ..
فبعضهم يتابع منذ ظهوره الإعلامي والظروف الخفية الصانعة له .. يدخل تحت عنوان الفوضى والتخريب والتسقيط والتشهير والسب والشتم والاساء لا يسلم منه ملف ولا جزيئية .. فالكل تحت المطرقة اللسانية والقلمية ما دامه بعيدا عن سلطة القانون او متقوي بيافطة وعنوان ما يمكن له ان يحميه من العقوبات الانية .. لكن لا سلطان له على قلوب القراء الذين يفرزون الغث من السمين .. فلا يمكن لغير الصحفي والإعلامي ان يندرج تحت هذا العنوان المقدس فيما نراه ذلك الابتزازي الحامل لمفرداته البذيئة وسمومه وشروره يلطخ بها المشهد ويسقط القيم وينال من الوطن والمواطن كل بمسمى وموقع معين ..
على سبيل المثال تناول اداري في تنظيم بطولة ما او نقد مدرب لم يوفق في مباراة ما او التهجم على حكم اخطأ بلحظة وتحت ضغط ما .. والكثير الكثير مما ينبغي تناوله بطريقة صحفية موضوعية حيادية ادواتها الطرح النزيه والتحليل العلمي والمهني والنقد البناء …. شريطة ان يكون جل غايته ما يصب في تصحيح المسار وتحسين المشهد وبناء الوطن واخذ بنظر الاعتبار مصالحه العليا قبل جيب الشخص الفلاني وبطنه وتخمته ..
هناك فارق كبير بين ان يكون الصحفي والإعلامي رسولا يحمل مشعل المسؤولية الأخلاقية والوطنية فضلا عن فخر ورمزية المهنية .. وبين من يجعل من قلمه ولسانه سلاح ظرفي يفتك بكل شيء يتعارض مع فرجه وبطنه وجيبه .. وهو يعلم ان الدنيا دوارة ولا يمكن ان تستقر على حال والسلطات والقوى تتغير والناس تعي وتفرز ولا تنسى من يسيء لها ويلحق الضرر بسمعتها ووطنها .. ابدا .. والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين !