سراب سبورت
مجلة رياضية

بندورة “زغيرة”… زينة المعاني

هناك على الرصيف الخلفي لشارع عبدون، مررتُ بطفلين.
أخوان: (طفل رجل) و(طفل طفل) يتمدان على الأرض، بينما ارتكزت خلف ظهريهما حبّات البدورة “الزغيرة” وميزانٌ قديمٌ.. كلاهما يرتدي “بيجاما” رياضية، غير ان “البلوزة” لا تمتّ للبنطال بصلة.. برتقالي وأخضر.. رمادي وأحمر.. وعلى الفور، رنّت ذكرى طفولتي على بالي، فأنا لم أرتدِ في البيت أو الحارة طقماً كاملاً.. وكان الأمر لا يهمني فكلّ أطفال الحارة مثلي.. كلنا يرتدي ما يجفّ أولاً بغض النظر عن “التلبيق”.. وكانت هذه هي القاعدة الأساسية غير المحكية..
سألت الطفل الأكبر:
-كم كيلو البندورة حبيبي؟
لم يفرح الطفل الرجل بمخاطبتي له ب”حبيبي” بينما خجل الطفل الصغير وقال: “خمس وسبعين قرش خالة!”..
-أعطني 2 كيلو اذا ممكن وهاك خمسة دنانير
-“معيش فكة خمسا خالة”
-لا بأس .. أعطني 2 كيلو ثم نتفاهم..
بدآ باختيار البندورة “الزغيرة”، الأخ الأكبر يعلّم الأصغر كيف ينتقي، ويرمي الحبات البالية بعيداً ويصبّ الطفل الصغير كل اهتمامه ليتعلّم من أخيه الذي بدا في عيونه الملجأ والمحبة والأمان..
أخذت 2 كيلو بندورة “زغيرة” وقبل أن يفكّرا بالباقي، حرّكت السيارة وودّعتهما.. وناظرتهما بمرآة سيارتي وهما يتبادلان كفوف الفرحة بالدنانير ويعودان الى التمدّد..
لا أطرح هذا الطرح هنا لأشير الى عملٍ قمت به؛ الطفلان هما من تبرّعا لي، وتصدّقا عليّ ب 2كيلو من السعادة “الزغيرة” وأنا هنا أشكرهما على عملهما الخيريّ هذا الذي انتشلني من كآبةٍ بدت سخيفة.. نظرتُ لنفسي وكم تمنيت أن أعود الى منزلي وأنزع عني مظاهر مادياتنا الزائفة وأرتدي أي شيء يشبههما..
كم أظهرت هذه البندورة “الزغيرة” زيف ما أراه هنا من شفاه متفجّرة ، وحواجب تحلّق في السماء، وخدود تشبه البلالين، ودلعٍ زائف مبتذل، وبناطيل ساحلة وسيارات قاربت ناطحات السحب، والعلاقات التي تبدأ وتنتهي في لحظة، وسهولة الوصول التي لا تصدق، واستباحة بساطة الإنسانية البشرية بكلّ معانيها.. استباحة الحقيقة .. حقيقة من نكون؛ بشرٌ أم مادة؟ قلبٌ أم دينار؟ شكل أم روح؟
فشكراً .. شكراً للبندورة “الزغيرة” وشكراً للطفل الرجل الموجود في كل عائلة، وشكراً بحجم السماء للطفل الصغير الموجود في داخل كلٍّ منا.. ويأبى أن يكبر.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
"رياضة اليرموك" تحتفي بإنجاز منتخب النشامى بندوة بعنوان "من الحلم إلى الحقيقة" – صور 2026 عام الذهب العربي لألعاب القوى.. بطولات ولجان بطموح استثنائي قرارات تنظيمية جديدة من اتحاد السلة لمباراتي الفيصلي والوحدات.. وإطلاق "تذكرة العائلة" سراب سبورت تشارك الحكم الدولي والخبير الفني في الاتحاد الدولي للملاكمة أحزانه بوفاة عمه نبيل التلي: إنجاز الكرة الأردنية ثمرة تعب الأندية… والدعم هو طريق الاستدامة الجزيرة يتوّج بلقب دوري الرديف قبل جولة من الختام نادي الزمالك ... في مهب الريح ... بقلم : منير حرب نادي بيت يافا بطل المملكة خارج الدعم… تساؤلات حول تقييم الأندية في وزارة الشباب إهانة الحكم أمام اللاعبين… صراخ وتهديد بالقوة الأمنية داخل الملعب دون أي موقف رسمي اصبع زياش .. نرجسية الضخ وتقنين التفائل ! .. حسين الذكر لجنة المسابقات في كرة اليد الأردنية… تدقيق لغوي بلا مسابقات حقيقية! إدارة نادي السلط تُعيّن عبدالكريم القضاة رئيسًا لنشاط كرة القدم الدكتور هاشم الكيلاني يعلن عن المؤتمر العلمي الدولي الرابع للجمعية العربية للميكانيكا الحيوية في الر... مبادرة وطنية لدعم كرة الطائرة الأردنية… إسماعيل توفيق يحوّل التحدي إلى انطلاقة نسوية جديدة أندية المحترفين ... شركة الكرة حل مهم ... بقلم : منير حرب الرئيس السابق يتحمّل مسؤولية خسارة اتحاد غرب آسيا… المقعد ضاع والمقر عواد حجازي رئيسًا للاتحاد الأردني لكرة الطاولة ابتسامات مبابي مصطلح الحقل وعقلانية البيدر ! ... حسين الذكر صورة لا تُشبه المنتخب… حين يخذل الإعلام البصري كرة اليد الأردنية د. خليل العدوان عضواً في اللجنة الإعلامية بالاتحاد العربي لألعاب القوى اضاءات في الدوحة.. الرميحي والمحمود والجوكر وعلي ! ... حسين الذكر الكرة الأردنية بين الإنجاز والتحدي… دعم الأندية هو الضمانة للاستمرار عقد مروان معتوق على طاولة الانتظار… من يحسم القرار قبل نهاية كانون الأول؟ بدون شجرة عيد الميلاد»… رسالة مفتوحة إلى الأمين العام ومديرة الاتحادات الرياضية نجوم منتخب النشامى نماذج راقية وأيقونات متلألئة باحارث عضواً في اللجنة الإعلامية بالاتحاد العربي لألعاب القوى شمس الكرة السورية .... تشرق من جديد .. بقلم : منير حرب وزير الشباب والرياضة القطري يزور نجمنا أدهم القرشي… وقطر فخر العرب محافظة نينوى العراقية تستضيف البطولة العربية الـ28 لاختراق الضاحية خبراء الكرة العراقية يقرعون جرس الإنذار: تدهور غير مسبوق يستدعي إصلاحًا جذريًا