كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مشاهدات من مونديال قطر…المهندس صالح الغويري
م.صالح الغويري نائب سمو رئيسة إتحاد الجمباز
لا يمكن لأحد أن يتجاهل أو ينكر ما تميز به مونديال قطر الذي أقيم في الفتره من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022، والذي يعد أفضل نسخه لبطولة كأس العالم منذ انطلاقتها عام 1930 بشهادة الـ(FIFA)، مع أن الشكوك كانت دائما ما تدور حول إمكانية نجاح دولة عربيه في تنظيم مثل هذه البطولة، لكن دولة قطر الشقيقة وباعتراف الجميع أظهرت وجه آخر للعرب حضارياً وإنسانياً وثقافياً، والأخير هو الأهم، وحظي بمتابعة غير مسبوقة، وخصوصاً المباراة النهائية التي جمعت بين الأرجنتين وفرنسا وتابعها أكثر من 4 مليار شخص من كافة أرجاء المعمورة.
وهنا لا بد لنا أن نسجل لقطر بعض المشاهدات التي تم رصدها من خلال المشاهدة أو القراءة والتي تميز بها هذا المونديال وصححت صورة العربي أمام نفسه أولاً ، وأمام الغرب الذي اعتاد أن ينظر نظرة متعالية لدول المنطقة وشعوبها.
- اثارة حفيظة الغرب المتعالي والمستصغر لكل فعل عربي، من خلال التنظيم المحكم والبنية التحتية الرائعة ، والبعد الحضاري والإنساني والإبداع على المستويات قاطبة.
- تعتبر الخطوة الأولى في طريق الألف ميل لاستعادة العرب دورهم التاريخي في صنع الحضارة الإنسانية على مختلف المستويات، فنحن لا تنقصنا الموارد البشرية والمادية للنهوض من جديد.
- لفت النظر لقضايا مغيبه عن الإهتمام العالمي لإعتبارات مختلفة، مثل القضية الفلسطينية، فالعلم الفلسطيني رفع في جميع المباريات وفي الكواليس، حيث كادت فلسطين تكون الدولة رقم 33 التي تشارك في البطولة.
- فشل أكذوبة التطبيع الشعبي التي كانت تروج لها الماكينة الإعلامية لدولة الإحتلال.
- وقوف قطر بحزم أمام حملة شعارات ذوي المثلية الجنسية، باعتباره أمراً ضد تقاليد بلادنا العربية ومخالفة لجميع الأديان السماوية ، وضد الطبيعة الكونية.
- الاستقبال المثالي للقطريين وكرم الضيافة للمشجعين الذين جاءوا من كافة أرجاء المعمورة من جنسيات وميول سياسية ودينية مختلفة، مما عكس صورة مشرقة للإنسان العربي.
- كسر احتكار المركزية الدولية لتنظيم فعاليات دولية بحجم كأس العالم.
- غيرت نظرة العالم وبوأت الإنسان العربي المكان الذي يستحق، رغم أن دوره
قائم الذات منذ قرون في بناء الحضارة الإنسانية ، لا بل إعادة إدخالنا إلى العصر الذي خرجنا منه ومن أوسع أبوابه. - فشل وسائل الإعلام اليمينية المغرضة تشويه صورة العربي رغم ماكينتها الإعلامية الضخمة.
- إمكانية متابعه أكثر من مباراة في نفس اليوم، وهذا لم يحدث سابقاً ولن يحدث مستقبلاً.
- تجاوز مقولة شرف المشاركة، من خلال النتائج المشرفة التي حققها المنتخب المغربي، والتي كسرت الرعب وفتحت الباب للفرق العربية والإفريقية للتفكير مستقبلاً بالحصول على الكأس.
- الصورة الرائعة التي ظهر بها لاعبي المنتخب المغربي مع أمهاتهم، حيث أظهرت للعالم مدى احترام الشعب العربي لذويهم ، ومدى تماسك الأسرة العربية مما أدى إلى تفاعل العالم بعد سماعهم وفاة والدة اللاعب المغربي التي شاركته فرحة الفوز.
وفي الختام نقول وبالفم المليان (بيض الله وجهكم) قطر أميراً ، وحكومةً وشعباً على الصورة الجميلة الحضارية التي قدمتم بها أنفسكم ، وأعدتمونا جميعاً إلى السكة.