سراب سبورت
مجلة رياضية

فرح … سيدي…د. إبراهيم صبيح

 

 

 

أعلم أنك ولدت في العام 1938 في الناصرة فلسطين حيث يعانق هلال المسجد صليب الكنيسة و اعلم كذلك أنك هاجرت مع أهلك في العام 1948 الى الأردن ….. الأردن الذي شربت من مائه ومشيت فوق ترابه وتنفست هوائه ودرست في مدارسه، الأردن الذي أحببته فأحبك. أعلم أيضاً أنك سافرت لدراسة الطب في انجلترا و المانيا وتخصصت في الأمراض النسائية وجراحتها فأبدعت. عدت بعدها بسيارتك “الفوكس” الى عمان من ألمانيا وافتتحت عيادة صغيرة في مجال اطفال الانابيب فقام بعضهم بحرقها لك (بفعل فاعل) . لم يثني ذلك من عزمك فأنشأت مركزاً صغيراً تحول رويداً رويداً ليصبح سادس مركز في العالم فكنت مثل السنديانه التي ضربت جذورها في الناصرة و امتدت فروعها فوق عمان. أصبحت رائداً من رواد العالم و اعترف العالم كله بذلك عندما أسست أول جمعية للأطفال والجينات في الأردن والعالم العربي ورفعت أسم الأردن عالياً عندما نشرت الكثير من الكتب والأبحاث الطبية وقمت باختراع الكثير من الطرق الجراحية والأدوات الطبية التي عرفت بأسمك.

لم تبخل بعلمك عن زملائك الأطباء و تلاميذك الذين علمتهم معنى العفة و الشرف في التعامل مع الانثى: الانثى الأخت والابنة والام والجدة والخالة والعمه، لم تبخل على مرضاك بالحنان والمحبة والعطف فلامست حياة الناس وأدخلت الفرح الى قلوب آلاف العائلات التي رزقت بالأبناء والبنات بعد طول انتظار.

أما بالنسبة لي كطبيب ناشئ في ذلك الوقت فقد كنت انظر اليك والى زملائك الرواد الاوائل، أنتم الذين رفعتم علم الأردن عالياً في سماء الطب والجراحة كنت أنظر اليكم كمثل أعلى لي ولزملائي و النبراس الذي نهتدي به في دروب التفوق ، فقد حفرتم الصخر بأياديكم فارتفعت قاماتكم وجعلتم من اكتافكم مكاناً لنا لنقف هناك حتى يرانا العالم كله.

رافقتك في رحلاتك العلمية الكثيرة الى اوروبا واميركا واليابان وباقي العالم وكانت سفرياتك لهدف واحد: أن يبقى اسم الاردن يتردد عالياً في المحافل الدولية. كنت أنظر الى شحوب وجهك فأشفق عليك وأحبك أكثر.

تابعت نجاحاتكم و تعلمت منكم الكثير، لقد علمتني يا سيدي ” أن العلم علية زكاة و زكاة العلم نشره”.

أردت أن تفتح الباب لنجاحات أخرى في تخصصات طبية مختلفة فأنشأت مستشفى فرح ليقف بجانب مستشفى الأمومة والطفولة. فقام بعضهم بحرق المبنى والمعدات القيمة فيه قبل افتتاحه (بفعل فاعل). لم يزيدك ذلك سوى عزماً وتصميماً فأصبح مستشفى فرح صرحاً شامخاً مثل فندق ذو نجوم سبعة باحتوائه على أحدث الأجهزة والمعدات المتطورة.

في مشفاك هذا، مستشفى فرح، قمت أنا باجراء أكبر العمليات في جراحة قاعدة الجمجمة و قاع الدماغ مثل زملائي الذين أجروا أعقد العمليات في جراحة القلب والكلى والعظام والتخصصات الاخرى، كل ذلك تحت نظرك وسمعك تشجيعك وكلماتك المرحة وطيبة قلبك.

جاء إعصار كوفيد (كورونا) و لمدة عامين عانى المستشفى ما عاناه فتدهورت صحتك التي لم تكن أنت تعتني بها لانشغالك بمساعدة مرضاك و تدريب زملائك. رأيناك تذوب أمام أعيننا كالشمعة المضيئة و فجأة فقدناك فحملناك إلى مثواك الأخير حيث حضر أهل عمان من كل حدب وصوب حضر مرضاك و زملائك الأطباء و الممرضين من مستشفيات المملكة كافة، جاءوا الى مقبرة ام الحيران ليقولو وداعاً أيها المعلم الكبير، وداعاً ايها الاب والاخ الحنون . رأينا وجهك قبل دفنك فرأينا الراحة والرضى والطمأنينة، رضى من أدى واجبه و نشر الفرحة في قلوب الناس.

الليلة الماضية وبعد أن علمت ما يجري بحق مشفاك ، مشفى فرح ، اردت ان اذهب الى مقبرة ام الحيران حيث قبرك والظلام الدامس وحيث البرد والمطر والخوف لكي أضع رأسي على مدخل قبرك واهمس لك “نحن ابنائك واخوانك وزملائك لا ننسى جميلك الذي نحمله كالتاج على رؤوسنا لقد اجزلت العطاء ياسيدي فلن يخذلك الأردن. نحن نحترم قانون البلاد ولكننا في نفس الوقت ندعو الله ان يزرع الرحمة في قلوب الناس لكي لا ينسوا عطائك وتاريخك وقدرك”.

(اللهم يارب السموات والارض، ارحم عبدك زيد الكيلاني واعطف على أهل بيته وارحمهم فهذا الرجل وعائلته لا يستحقون سوى الاحترام والاجلال والاكبار).

سيدي أبا سند الحبيب لا تجزع في قبرك و لا تخف فمن أحبه الله أحبه الناس ولا بد لهذا الليل الطويل أن ينجلي، وسيبقى مستشفى فرح أن شاء الله رمزاً للعصامية و العلم و العطاء والإمل و الفرح.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
مدير شباب إربد يتفقد عدداً من المرافق الرياضية والشبابية في المحافظة الكرمل يُتوَّج بطلاً لدوري الدرجة الأولى بالعلامة الكاملة بطولة الشركات السياحية: مليون يفوز باللقب على حساب نيشان منتخب الطائرة في معسكر "الألغاز"... غيابات وتأشيرات وتحكيم غائب وسهرات سوق واقف وتخبط مستشار الاتحاد... بيب غوارديولا مدرب يصنع المجد في الملاعب ويمنح ضمير العالم صوتاً جديداً فحماوي يحصد البرونزية في بطولة قطر الدولية المصنّفة G1 "نداء من الأغوار إلى وزير الشباب: فريق المشارع بلا صالة تدريب قبل أيام من الدوري الممتاز" نادي عيرا يثمّن دعم وزارة الشباب ويشيد بجهود الدكتور مازن أبو بقر سباق أندية لواء الشونة الجنوبية ينطلق السبت برعاية وزير الشباب بسمان يلتحق بركب الممتاز بعد فوز مستحق على فوعرا المدرب الأصغر عمر حرز الله… يقود يرموك الشونة للتألّق ويتصدّر مجموعته بثبات الفارس منصور فالح البنيان يتوَّج بالمركز الأول في سباق 100 كم دولي بوادي رم طلبة عمّان الأهلية يتألقون في دورة ألعاب التضامن الإسلامي بالرياض ويضيفون إنجازات جديدة للرياضة الأر... مدير شباب إربد يتفقد عدداً من المرافق الرياضية والشبابية في المحافظة العدوان يرعى انطلاق بطولة غرب آسيا للجودو… والعواملة: جاهزون لاستقبال أبطال القارة اتحاد الكاراتيه: الكاتا ضمن الأولويات… وميزانية خاصة وخطة فنية لاستقطاب مدرب أجنبي اليوم منتخب تونس يخوض مقابلة ودية هامة ضد البرازيل بملعب بيار موروا في فرنسا تخريج الفوج الثاني لبرنامج المسار الوطني للشباب التقني "تكنو شباب" المدرب الأجنبي… بداية مرحلة جديدة في كرة اليد الأردنية حدثتني العصفورة… عن أستاذٍ يُدرّس من السماء! تعزيز الشراكة الرياضية… رئيس اتحاد ألعاب القوى يزور مؤسسة ولي العهد لبحث التعاون المشترك بدر تُشيد بتصريحات النائب نور أبو غوش حول دور الكشافة والمرشدات في بناء الشخصية مطالبات بترسيخ المهنية في بث دوري كرة السلة الأردني: المعلّقون والمحلّلون بلا عقود ولا أجور! طائرة الرجال… خيبات تتواصل في معسكر قطر وسط إصابات وغيابات وقرارات مثيرة للجدل "بطل العرب" د. عبدالعزيز رضا رئيسًا تنفيذيًا لمنتدى إدارة المخاطر الأردني عمر عبسي… الرامي الذي أُقصي رغم كفاءته معسكر الطائرة في قطر… قرارات ارتجالية ومزاجية مستشار! الإنجاز لا يُصنع بـ"أخذ الخواطر" ولا جوائز الت... تعاون رياضي–أمني يعزز تطوير ألعاب القوى الأردنية تكريم الأردني د.حامد كنعان في المؤتمر الكشفي العربي الـ31 زيد العواملة يشارك في سباق 100 متر بدورة التضامن الإسلامي بالسعودية