كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“الفيفا”.. غياب المعيار الأخلاقي …ريما العبادي
سارع الاتحاد الدولي لكرة القدم، الى تجميد مخصصات مالية لاتحاد الكرة الإندونيسي، في إطار سلسلة عقوبات يفرضها “الفيفا” على الاتحاد الإندونيسي، وذلك على خلفية رفض إندونيسيا إستقبال فريق الكيان الصهيوني على أراضيها، للمشاركة في كأس العالم تحت 20 سنة.
وسبق أن قرر “الفيفا” تجريد إندونيسيا من حق تنظيم كأس العالم للشباب، التي كان من المقرر إقامتها خلال شهر أيار المقبل.
يتذرع الاتحاد الدولي لكرة القدم في مناسبات عديدة، بحرصه على فصل الرياضة عن السياسية، وهو أمر يبدو منطقيا لو أن “الفيفا” يتبع هذا النهج على الدوام، لكن الذي يحدث على أرض الواقع هو العكس، حيث يمارس “الفيفا” سياسة الكيل بمكيالين في هذا الجانب، خصوصا عندما يكون الكيان الصهيوني طرفا في اشكالية ما، حيث بالغ الاتحاد الدولي في “معاقبة” إندونيسيا على قرار سيادي يخصها.
ربما لو اكتفى “الفيفا” بسحب تنظيم كأس العالم للشباب من إندونيسيا؛ سيجد مبررا يدافع عنه أمام بعض الجهات، لكنه لجأ إلى اعتماد جملة عقوبات إدارية صومالية في حق الكرة في اندونيسيا، في محاولة لاسترضاء الكيان الصهيوني، الذي لم يتخذ ضده الاتحاد الدولي اي عقوبة رغم تاريخه القدامى في حق الكرة الفلسطينية، وفي حق الشعب الفلسطيني بشكل عام، حيث أن الحواجز الأمنية الاسرائيلية في مناطق الضفة الغربية، تحول دون تنقل الفرق بين مدن الضفة بشكل سلس، لخوض مبارياتها ضمن الدوري الفلسطيني، عدا عن منع فرق قطاع غزة من التنقل للعب مباريات في مناطق الضفة الغربية، والعكس صحيح، بل ومنع اللاعبين احيانا “من الضفة والقطاع” من السفر للمشاركة مع المنتخب الفلسطيني في البطولات والتصفيات الخارجية.
ورغم الشكاوى العديدة التي رفعها اتحاد الكرة الفلسطيني إلى “الفيفا”، التي توضح الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفرق واللاعبين الفلسطينيين، لكن “الفيفا” كعادته تجاهل تلك الشكاوى، ولم يتجرأ على فرض عقوبات على الكيان الصهيوني، كما فعل من المنتخب وفرق الأندية الروسية، حين جمد مشاركة المنتخب الروسي في كأس العالم الماضية في قطر، ومنع الأندية الروسية من المشاركة في البطولات الأوروبية، على خلفية الحرب الروسية- الأوكرانية.