حبس 20 مشجعا أهلاويا واتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية.. ورابطة الزمالك تدعو لمقاطعة المباريات

سراب سبورت – منير حرب

قال محامون حقوقيون مصريون، إن نيابة أمن الدولة العليا قررت حبس ما يقارب من عشرين من مشجعي النادي الأهلي، لمدة خمسة عشر يومًا على ذمة القضية رقم 708 لسنة 2023 حصر أمن دولة عليا.
ووجهت النيابة لهم اتهامات بالانضمام لجماعة ألتراس الإرهابية.
كان قد ألقى القبض على هؤلاء المشجعين يوم 22 أبريل/ نيسان الجاري، أثناء تواجدهم في استاد القاهرة لمشاهدة مباراة النادي الأهلي والرجاء المغربي ضمن مباريات كأس رابطة الأبطال الأفريقية، وتم اصطحابهم إلى قسم شرطة مدينة نصر ثان، وعرضوا في اليوم التالي على نيابة مدينة نصر ثان وحصلوا على قرار بإخلاء سبيلهم بكفالة قدرها 500 جنيه.
وأكد المحامون، أن المشجعين سددوا الكفالة في نفس اليوم، قبل أن يتم تدويرهم على ذمة قضية جديدة تابعة لنيابة أمن الدولة العليا.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر عناصر أمنية يرتدون ملابس مدنية وهم يلقون القبض على عدد من المشجعين ويطالبون الجمهور بعدم التشجيع واقتصار وجودهم على مشاهدة المباراة، ما أثار استياء المشجعين.
ودفعت الأحداث التي شهدتها مباراة الأهلي والرجاء المغربي، ألتراس وايت نايتس “رابطة مشجعي نادي الزمالك المصري”، إلى إصدار بيان، طالبت فيه المشجعين بمقاطعة المباريات.
وقال الألتراس في بيانه، إن الغباء هو تكرار فعل نفس الشيء عدة مرات وتوقع نتائج مختلفة.
وأضاف: “شاهد الجميع ما حدث في مباراة النادي الأهلي والرجاء البيضاوي المغربي في مدرجات استاد القاهرة الدولي، كان المشهد يبدو جديداً وغير مألوف أو مفاجئ لمعظم جماهير كرة القدم داخل مصر أو خارجها، وهذا المشهد قد تكرر في مباراة الزمالك وشباب بلوزداد الجزائري في استاد القاهرة أيضاً عندما هتف جزء من جماهير الزمالك ضد رئيس النادي ليقوم رجال الأمن بتوجيه أعوانهم من المرشدين في المدرجات بالاعتداء على الجماهير، لكن من يهتمون بأمر المدرجات المصرية وما يحدث داخلها منذ سنوات يعرفون جيداً ما يحدث ومن يقف وراء هذا ويقوم بحمايته ومن هم الذين في مصلحتهم استمرار مثل هذه المشاهد القبيحة والمستفزة التي تعبر وتعكس صورة مأساوية لجماهير كرة القدم وعشاقها داخل مصر”.
وواصل البيان: “تحدثنا من قبل كثيراً وكررنا مناشدتنا كثيراً لجموع جماهير الكرة المصرية بأن الأوضاع الحالية التي يملأها القمع والتضييق لا يجب أن تمر مرور الكرام، ولا يمكن لأي شخص يمتلك كرامة أن يقبل الذل والإهانة في مقابل المتعة التي هدفها الأول هو إرضاء وإشباع الروح عن طريق مساندة فريقه فكيف يحدث هذا الشيء وأنت كمشجع تعامل بهكذا إهانة وتحكم”.
وزاد: لم نمل من الحديث في هذا الشيء وتطرقنا في أكثر من مناسبة منذ بداية “مسرحية” عودة الجماهير عن كيف تم الترتيب لتلك العودة المشبوهة وما هو المقابل الذى طلب من أعضاء مجموعات الأولتراس وهناك من قبلوا بتلك الخيانة والرضوخ في مقابل الحياة وهناك أيضا من تمسكوا بمبادئهم، وهذا ليس بجديد على مجموعة أولتراس وايت نايتس فنحن منذ عام ٢٠١٤ اقترحنا العديد من المبادرات التي تؤدي لعودة الجماهير في إطار يحفظ للمشجع كرامته ويساعد في عودة الحياة للمدرجات، وطالبنا بشكل واضح إبعاد الداخلية عن تنظيم المباريات عن طريق وقفات شاركت فيها جميع مجموعات وجماهير الأندية المصرية كل منها أمام ناديه، لكننا نرفض بشكل قاطع العودة للمدرجات في هذا التوقيت وتحت الشروط المفروضة فنحن كما عرفنا الجميع منذ البداية ننتصر لكرامتنا ومبادئنا قبل أي شيء.
وواصل البيان: بعد ما شاهدنا من معاملة غير آدمية لجماهير الأهلي وهو المشهد الذي تكرر كثيراً حتى داخل مدرجات جماهير الزمالك من اعتداءات بالقوة على أفراد من الجماهير سواءً من رجال الأمن والمباحث الذين يتواجدون داخل المدرجات بدون أدني حق أو عن طريق ممثليهم من المرشدين المطبعين المحسوبين على الجماهير داخل المدرجات. نعلن تضامناً كامل مع جماهير الأهلي وجميع الجماهير المصرية التي تتعرض لمثل هذه التصرفات، ونطالب جميع الجماهير الحرة وأصحاب الكرامة بمقاطعة حضور المباريات في ظل تلك الأجواء التي لا تضمن للمشجع أبسط حقوقه من كرامة وحرية داخل بلاده ومدرجات ناديه بينما يتم توفيرها لجميع الضيوف.
وأكد الألتراس، أن استمرار الوضع بهذا شكل لا يضمن أمن أو أمان بل يزيد من الاحتقان والشحن داخل نفوس الكثير من الشباب الذين لا يجدون أماكن أنسب من الأستاد وكرة القدم لتفريغ طاقتهم وتعبيرهم عن حبهم لأنديتهم، وأن تلك الأساليب تم ممارستها في الماضي كثيراً ولم تؤد إلا إلى الفشل أيضا والكوارث داخل المدرجات وخارجها.
ولعبت روابط الألتراس، خاصة روابط مشجعي أندية الأهلي والزمالك، أكبر الأندية المصرية، دورا في الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، من خلال مشاركتها في ثورة يناير/ كانون الثاني 2015.
ومنذ ذلك الحين، وتتعالى الأصوات التي تتهم روابط مشجعي الأندية بالانتماءات السياسية، حيث اتهم الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، جماعة الإخوان المسلمين باختراق الألتراس الأهلاوي، والسلفيون باختراق الألتراس الزمالكاوي. وهو الاتهام الذي دأبت روابط مشجعي كرة القدم على نفيه، معتبرة أنها تعاقب على مشاركتها في ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، والمواجهات المستمرة مع جهاز الشرطة خلال مباريات كرة القدم.
وفي عام 2015، أصدرت محكمة قرارا بحظر روابط الألتراس على مستوى البلاد، كما نص قانون الرياضة الذي صدر عام 2017، بمعاقبة كل من يتسبب في الشغب داخل الملاعب سواء بالسب، أو باستخدام الألعاب النارية، وغيرها، بالسجن لمدد مختلفة، تبدأ من 6 شهور إلى سنتين.
وكانت محكمة جنايات القاهرة، في سبتمبر/ أيلول 2017، عاقبت سيد مشاغب، كابو “ألتراس وايت نايتس” و4 آخرين بالسجن المشدد 7 سنوات، فضلا عن اثنين بالسجن المؤبد، و3 بالسجن 10 سنوات، و3 بالسجن 3 سنوات، وقياديا آخر بالسجن سنتين، فيما قضت ببراءة اثنين، وذلك في اتهامهم بالقضية المعروفة إعلاميا بـ”أحداث الدفاع الجوي” وتم تأييد الأحكام في النقض.
وتوفي 22 مشجعا، حسب حصيلة لوزارة الصحة، في 8 فبراير/ شباط 2015، وفي الوقت الذي قالت الأجهزة الأمنية، إن الوفيات والإصابات جاءت بسبب التدافع، قالت الرابطة وقتها إن مصادمات بين المشجعين وقوات الأمن، قبيل مباراة لفريق الزمالك في مسابقة الدوري العام، تسببت في الوفيات.
لم تكن واقعة الدفاع الجوي، هي الأولى التي يتعرض لها مشجعو كرة القدم، فقبل حادث الدفاع الجوي، حيث قتل 72 من أعضاء رابطة ألتراس أهلاوي، في فبراير/ شباط 2012 بعد مباراة بين ناديي الأهلي والمصري في مدينة بورسعيد، شمال شرق مصر، وهي الأحداث التي عرفت إعلاميا بـ”مذبحة بورسعيد”. ومنذ هذه المذبحة، منعت أجهزة الأمن المصرية حضور الجماهير مباريات كرة القدم، باستثناء مباريات المنتخب والمشاركات في البطولات الافريقية، قبل أن تقرر عودة الجماهير تدريجيا، وسمحت خلال موسم 2021 بحضور 2000 مشجع لكل فريق في مباريات الدوري.
وجرى إسناد مهمة بيع تذاكر المباريات لشركة “تذكرتي” التي يتطلب الحصول على تذكرة حضور المباراة التسجيل على موقعها والحصول على بطاقة خاصة بحضور المباريات، لتكون بيانات الحاضرين أي مباراة في حوزة الشركة.