كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حِينَ جارَ الزَّمانُ … الشاعر : أكثم حرب
لُذتُ بالقَبرِ ، حِينَ جارَ الزَّمانُ
وتَفَسَّحتُ حِينَ ضاقَ المَكانُ
لُذتُ بالقَبرِ أَذرِفُ الدَّمعَ ، أَبكي
فالأَعِزَّاءُ بَعدَ ظَعنِكَ هانوا
والمُلِمَّاتُ بَعدَ نَأْيِكَ هَزلٌ
ساخِرًا مِنْ حُتوفِها الإِنسانُ
والدي ، ضاقَتِ الحياةُ عَلينا
بَعدَما للرَّحيلِ آنَ الأَوانُ
بَعدَ أَنْ جَفَّتِ المآقي مِنَ الدَّمـ
ـعِ وغَابَتْ عَنْ ناظِرَيَّ الجِنانُ
أَقطَعُ اليَومَ ذاهِلًا وأُناجي الـ
ـقَبرَ يَرثي لِمُهجَتي الصَّوَّانُ
لَمْ أُسِغْ بَعدَكَ الحياةَ ، فحالي
لَمْ يَصِلْهُ الغَداةَ إِنسٌ وجانُ
فانظُرِ الرَّبعَ ، كَيفَ صارَ كَئِيبًا
وارمُقِ الشَّملَ كَيفَ كُنَّا ، وكانوا ؟
كَيفَ قَد أَطبقَ الظَّلامُ على الدُّنـ
ـيا ، وغَابَتْ عنَّا الوُجوهُ الحِسانُ ؟
بَعدَكَ الصَّحبُ أَخلَفوا كُلَّ وَعدٍ
وكذا مَنْ وَثِقْتُ فِيهمْ فَخانوا
كُلُّ شَيءٍ في الكَونِ يَربُطني فِيـ
ـكَ فَأَنتَ الملاذُ ، أَنتَ الحَنانُ
حِينَ أُمسي ، وحِينَ أُصبِحُ أَبكي
وأُناجِيكَ حِينَ يَعلو الأَذانُ
كُنتُ راهَنتُ أَنْ تَظَلَّ جِواري
خَسِرَ اليَومَ يا حَبيبي الرِّهانُ !