كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الله المعين… بقلم : د. منتهى الطراونة
ما زلت أذكر تلك الشجرة الجارة ؛ (النيم ذات العطر الأجمل بين العطور) ؛ التي اقتحمت علينا مدخل بيتنا في الإمارات ، بحيث لا نستطيع رفعها إلا بقوة أكبر من طاقتنا ، فقد تدلت أغصانها الضخمة من أعلى فتحة ؛ فيما يسمى (الحوش) الضيق ؛ الذي فرحت به بعد انتقالنا من شقة في الطابق الرابع ؛ إلى بيت أرضي مستقل ؛ فأنا (بحسب نشأتي القروية) ؛ لا أحب الشقق المعلّقة مثل الأقفاص ؛ يُحشَر فيها الناس ، تفقدهم حريتهم ، وتربطهم في مصعد يحملهم ، أو يلقي بهم ، أو ربما يخذلهم فجأة ؛ فيتوقف بين طابقين لحين لطف الله وفرجه .
اقتحمت تلك الجارة المساحة الضيقة ، فحشرت نفسها فيها ؛ ومنعت الضوء ، والهواء !
ضقنا بها ذرعًا ، ونسينا جمالها وعطرها ؛ (طبع البشر حين تتعارض مصلحتك مع مصالحهم) ، ولم نستطع فعل شيء !
دعوت ربي بيقين الواثق ؛ أن تتدخل قوته في رفعها ؛ فليس لنا حيلة حينها !
لم تتأخر الإجابة كثيرًا ، وذات مساء (لاهب) ؛ هبت ريح عاتية ، دامت ساعة ، أو ربما أقل ، ولا أدري كيف أخرجت تلك الضخمة وكل أغصانها ؛ التي أزعجتنا ، وأشغلتنا أيامًا !
قلت في نفسي ؛ سبحان الله ! ريح تلملم ما تبعثر منك ، وتعيد ترتيب شتاتك ؛ يأمرها الله فتخالف فطرتها لأجلك !!
دع عنك البشر ، ولا تبالغ في التوقعات ، ولا ترفع سقفها ؛ فقد يتخلّوا عنك بكل بساطة ، ودون أسباب ، وثِق بربك ، وتوكل عليه ؛ فهو سبحانه الذي لا يخذلك ، ولا يُسلِمك لغير رحمته ، ولطفه ..