كافة الحقوق محفوظة © 2021.
المحطة الأخيرة… بقلم : رنين عبدالحميد قزاز
وأرسلَ لها..
كان يمكن أن يفرحَ القلب أكثر ، كان يمكن أن تجمعنا غمامةٌ الآن ، نسترقُ من خلالها النظرَ إلى عاشقينِ امتزجا حتى أمسيَا كتمثالٍ بديع ، يتبادلان الحبَّ والمشاعر ، كان يمكن أن تجمعنا محطةُ قطارٍ ما ، فنلتقي كما يلتقي العابرون ونتبادلُ الأنظارَ كما يتبادلون ، أنظرُ إليكِ فتهربينَ بعينيكِ إلى الآفاق خجلى ، حتى تمسي كبدرٍ التحفَ الغيومَ خجلاً من عيوني ، فأنظرُ إلى حيثُ تنظرين ، وكل شيءٍ يسَّاقطُ عليه بصرُكِ يمسي جنةً بديعة ، وكأن عينيكِ من تَهبان الأشياءَ زينتها وبَهرَجها ، فتنظرين إليَّ ، ألمحُكِ عبرَ انعكاس النافذةِ تتجاوزين المسافاتِ بمد بصركِ نحوي ، كما تتجاوزُ ظبيةٌ حسناءُ شباكَ وأسهمَ الصيادين المترفينَ إلى حضنِ ذلك الراعي البسيط ، ما ساق قدميها إليه سوى الرحمةُ والأمان ، فأطيلُ النظرَ أكثر ، كي تطيلي النظرَ أكثر ، فإذا بصوتِ السائق العصبي يباغتُ صفوَ حبّنا !
“وصلنا المحطَّة الأخيرة ، هنا نهايةُ الطريق”
وكأنه يقول :
هنا نهايةُ الحلم ، نهايةُ الشعور ، نهايةُ السعادة ، انزلوا عن قطارِ الأحلام ، لم يعد لأحلامكم متَّسعٌ في الذاكرة !
فيصرخُ ملاكُ الحب النائم في داخلنا :
” يا أيها السائق العصبي ، أرجعنا إلى البدايات ، نريدُ أن نحلُمَ أكثر.. ! “