كافة الحقوق محفوظة © 2021.
ميسي وصناعة الفحط الإعلامي ..!… حسين الذكر
خلال سنوات أخيرة وبعد انتشار مواقع التواصل والصحف الالكترونية أصبحت ظاهرة استقطاب وتوقيع اللاعبين المحترفين من الماضي سيما أولئك النجوم المهيمنين على الساحة الإعلامية . اذ كانت الجماهير سابقا تتلقى الاخبار السارة والمفاجئة في ذلك .. دون مقدمات ولطالما اعلن عن صفقات كبرى تحت عنوان مفاجئة .. الا ان الزمن تغير وماتت معه الصحافة الورقية والإذاعة وحتى الفضائيات … بعد ان اتسع رحم الانترنيت والكومبيوتر بانواع الأساليب الصحفية الأسرع والاحدث والأكثر تاثير بالراي العام والتفاعل التواصلي ..
خلال مواسم أخيرة ولا يشذ عنها الموسم الحالي شهدت جولات وجولات من المفاوضات وما يرافقها ويسبقها ويلحقها من موجة اخبار اغلبها تضليلة توهيمية تسير باتجاه وهدف – على ما يبدو – حدده سلفا قادة الاخبار والتواصل والراي العام العالمين .. اذ اصبح من العسير ان تكون هناك صفقة تعلن دون مقدمات واخبار ومطاردات وتفاعلات ومحركات قصدية يومية واسبوعية وشهرية وربما سنوية كما حدث مع ملف ميسي .
فجميع المتابعين والمهتمين بالشأن الكروي يتذكرون قصة ذهاب ميسي الى باريس سان جيرمان وكيف تم ادارة ملف التعاطي الاخباري فيها ووظفت بطريقة احترافية غاية بالدقة لتصنع من الحدث احداث متلاطمة متلاحقة متولادة لا تتوقف بحدود الرياضة وكرة القدم والملاعب … بل تتعداها الى ابعد من ذلك في تاثيرات واضحة على الوضع الاقتصادي والاخباري والسياحي والاحترافي بل والسياسي والمعنوي والنفسي … وامور أخرى كثيرة قد نجهل تفاصيل مغزاها الذي يحاك خلف الستار وتحت يافطة النجوم والملاعب .. لكننا بحكم التتبع والتحري الخبري والمعايشة الإعلامي والدراسة التاريخية … اصبحنا نعي تمام ان ما يجري من صناعة اخبار رياضية لا تخرج من ذات نطاق الهيمنة الإعلامية العالمية .
وقد تابع العالم باهتمام بالغ منذ اكثر من سنة احتمالية عودة ميسي الى برشلونة وما يعنيه مسي من رقم تشجيعي قياسي عالمي وقيمة تسويقية كبرى فضلا عن هيمنة وسيطرة الشعار البرشلوني على نصف سكان الكرة الارضية تقريبا تقاسما مع الغريم الملكي ريال مدريد .. وما تعنيه هذه الأرقام والحقائق المذهلة وكيفية ادارتها والإفادة منها بامور قد لا تخطر على المتلقي والمشجع البريء الذي يطارد مسي كي يبدع باقدمه ويهز الشباك بكراته .. فيما الدولة العالمية العميقة لا تعني لها هذه المسائل الكثير … بقدر ما تحققه من اهداف معدة ومحددة سلفا بدقة وبعناية فائقة والتي يمكن لها ان تعد وتجعل كلامنا من الطوباويات في أحلام السفهاء والضاحكين على الذقون .
وفقا لذلك فاننا لا نبريء الرئيس البرشلوني لامبورتا ولا النجم العالمي ميسي من المشاركة في مهرجان ولعبة ( الفحط الإعلامي ) ان جازت تسميته كلعبة تستهوي المختصين وهم يتلاعبون بالراء العام العالمي ويتحكمون بمدخلاته فضلا عن مخرجاته .. بصورة تحعل من ميسي بيدقا لا يملك من قدره الا ان يستجيب لقدر مخطط بشكل تام ومسيطر عليه وان ظهر او بدى هو ومدير اعماله مملكته بغير ما ذهبنا اليه .. فيحال على العقل الإنساني ان يركن بسهولة ويستسلم ويبدو بريء مسالم في عالمنا العولمي وقبله القبلي … وان يترك المال والحال … سائبا دون خيل وسلاح وغزو ..