كافة الحقوق محفوظة © 2021.
عالم افتراضي شئت ، أم أبيت ! … بقلم : د. منتهى الطراونة
تحاول أن تعيش لحظاتك كلها بواقعية ؛ فيأبى الناس إلا أن يكونوا افتراضيين !
تدعوهم لاحتساء فنجان قهوة تشاركهم جوّها ، ورائحتها ، وأحاديثها ؛ فيرفضون ؛ لأن لقاءات الافتراضي تغنيهم !
تدعوهم لمناسبة ؛ فيقضوا معك لحظات رائعة ، وبعد مغادرتهم ينقلبوا افتراضيين !
يخجلون منك ، ويصمتون في حضرتك ، ويظهرون لك كل محبة وود ، وخلف الشاشات تفاجأ بجرأة تصعقك !
يشاركونك مناسباتك المحزنة والمفرحة ؛ ب(لايك) ، أو (تعليق آلي) ، وهم على بعد خطوات منك !
يعلنون غضبهم عليك ، ويلمزونك ، ويسيمونك الخسف ؛ ويمنعونك النصف ؛ فتنفصل العرى ، والروابط على صفحاته !
حتى العائلات والأقارب ؛ أصبح جامعها هو مجموعة افتراضية ، ما تلبث أن ينفرط عقدها عند أول خلاف تافه ، فلا ترى إلا فلان غادر المجموعة ، وفلان فعل كذا !
والأدهى من كل ذلك والأمّر ؛ أن مؤامرات تُحاك عليه ؛ لإفساد علاقة ما بينك ، وبين أصدقائك ، ومعارفك ، وجيرانك ، ومن أدنيتهم منك ، وأدخلتهم عالمك بعفويتك ، ونقائك ، ونواياك الطيبة ، بدافع الغيرة ، والحسد !
يظهرون أحبة ، وأوفياء ، وأصدقاء على صفحاته ، وهم في الواقع ؛ من ألدّ الخصام !
سوء تفسير الكلام ؛ يحسبون كل صيحة عليهم !
حروب بين البلدان اشتعلت بسبب ؛ اختراق ، وكذب ، وتغريدات !
مناسبات ، ولقاءات ، وعلاقات ، ومواقف تقام من أجل التصوير ، والنشر فحسب !
عالم حوّلنا إلى (ريبوتات) جوفاء ، تعمل بلا مشاعر ، ولا أحاسيس ؛ تتوقف عند إغلاق الشاشة ، أو نفاد الطاقة !
ملاحظة : الصورة المرافقة حقيقية ؛ التقطها هاتفي من الشمال التركي.
فمتى يصلح الحال ؟!