كافة الحقوق محفوظة © 2021.
أزقة قريتي… بقلم : د. منتهى الطراونة
لم تكن أزقة القرية آنذاك ، ولا ساحاتها مؤهلة للعب الأطفال ، وكثيرًا ما تعثرت الخطى بأكوام الحجارة !
كنت أحرص على اللعب في محيط دكان والدي ؛ فهي المساحة الوحيدة التي تشعرني بالأمان ، وإنْ سقطت ، (وكثيرًا ما كان يحدث) ، كل ما كنتُ أفعله أن أهرب إليه ، أشكو ألم الركبة التي كان اصطدامها بحجر مسنن عميقًا ، وموجعًا لدرجة الصراخ ، والخوف من منظر الدم !
كل ما كان والدي يفعله ؛ هو أن يمسح الجرح بمنديل قماش كان يحمله ، وخصصه لمسح زجاج نظارته ! ثم ينفخ عليه فيختفي الألم ، ويقول لي (انتبهي) ، وأنطلقُ لتلك الساحة أكمل اللعب ، وكأنّ شيئًا لم يكن !
اعذرني يا أبي ، مرّ كل هذا العمر ، وما زلت لا أنتبه ، وما زلت أتعثر !
اختفت الحجارة ، وسُوّيَت الطرقات ، والشوارع ، والساحات ، وأصبح التعثر (بالبشر) ، هو الأكثر وجعًا ، وأشدّ وقعًا على النفس ، وما من أحد يا أبي ينفخ على القلب ليهدأ ، ويسكُن ، وما من أحد يمسح الجرح ، ولو بمنديل من ورق !
الصورة مخطط لتلك القرية ….