كافة الحقوق محفوظة © 2021.
هي حكايات نحكيها… بقلم : غاده محمود المعايطه
بالنهاية هي حكايات في الكتب , منها ما نمر به مرور الكرام فتكون قراءة القفز , ومنها ما يثير الشغف ويلامس القلب , تختزنها الذاكرة وربما تتسلل وتؤثر على مسار الحياة .
ويحدث أحيانا أن نقرأ ما يبهرنا ويروق لنا فنكتب على صفحة الفيس بوك : من أجمل ما قرأت , على الرغم من اعتراض البعض على قضية ( كوبي بيست ) .
ولكن حتما ستكون متعة وإضافة للمخزون الثقافي والفكري .
يلح الحاضر للخروج من القمقم العربي بما فيه من فوضى وصخب هي مؤكد إحدى مراحل الصحوة والبحث عن الذات , إذ الهوية موجودة أصلا.
الكاتبة الانجليزية ( آن مورغان ) وضعت نفسها في التحدي وقررت قراءة كتاب من كل دولة من دول العالم وذلك خلال عام واحد , قامت بعمل رابط بعنوان ( عام واحد لقراءة العالم ) تضمن الطلب أسماء كتب يمكن قراءتها باللغة الانجليزية , فكان التجاوب الكبير , انهالت كتب , وخطط مرسومة وافكار , ودور نشر وصحف أرسلت لها كتبا لم تترجم بعد , بل وحظيت بمن ترجم لها كتبا من لغات مغمورة. إضافة إلى الزيارات التي قامت بها لبعض المجتمعات التي تفتقر إلى أعمال مكتوبة وخرجت بمخزون من الأساطير رواها كبار السن .
تصفحت العالم من خلال معظم شعوبه وأجناسه , وقلب تفتحت حجراته على مشاعر الآخر بألوانه , أدركت انها ليست جزءا منفصلا بل جزءا ممتدا , مع كل كتاب ومع كل دولة تحول الأسم إلى وجود وتاريخ وكيان وقصص وحكايا ومرح وأسى وخوف ورجاء وثورة ونصر . مساحات كانت بعيدة , اقتربت بالمشاركة الانسانية , وتقارب عله ينقذ العالم .
أعجب ما في القراءة , أن تصادف فكرة , أو موقفا , او انفعالا أو تجربة كنت تعتقد أنها تخصك فقط , وها أنت تقرأ شخصا آخر لا تعرفه , يطل من بين الأحرف من زمن آخر وعالم آخر ليجسد ذلك كله , يمد إليك يدا تختصر التجربة البشرية . وهذا ما ينطبق على التاريخ إذ قرائته تؤكد ذات الحقيقة , من لا يقرأه حتما يجهل الكثير , كورقة تجهل كونها جزءا من شجرة.
كم تلهم الكتب …ومواقف يمر بها الآخر تحثك على الكتابة .. راق لي دائرتان , دوائر بالمعنى الحرفي . ترى ما سر هذه الدوائر ..!!
نهاية الممر الطويل في الشقة الباريسية للكاتب البرازيلي ( باولو كويللو) قطعة مربعة من الإسفنج المقوى بها دائرتان, الكبيرة بيضاء والصغيرة حمراء , شد القوس إلى صدرك, وبقلبك أطلق القوس فالقلب هو الذي يبصر , أكتب ما يرى قلبك . …
لوحة سيدة منهمكة في القراءه..هنري ماتيس ١٨٩٤