كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حكايات القهوة… بقلم : د. منتهى الطراونة
وأنت تحتسي فنجان قهوتك على مهل؛ في طقس يوميّ فرضه عليك إدمانك غير المبرر؛ تأتيك الأحاديث فرادى وجماعات؛ منها ما تعاتب فيه نفسك، وتجلدها، ومنها ما تضحك منه وكيف أنك فعلته، ومنها ما تفرح لأنك فعلته، ومنها ما إن يأتيك حتى تتمنى لو تصفع وجهك، مرددًا؛ أين كان عقلي؟!
ومنها ما إن يأتيك حتى تحمد الله أنك نفذت بريشك، ومنها ما إن يأتيك حتى تبكي فراق أحبة رحلوا على عجل، ومنها ما إن يأتيك حتى تطرده شر طردة، وتغلق وراءه كل مسامات الذاكرة وتجاويفها!
ومنها ما تسأله لمَ فعلت هذا؟!
حكايات القهوة لا تنتهي؛ فهي رفيقة الوقت، وسميرة تغنيك عن مخالطة من لا يروق لك من البشر.
فنجاني لا يشبه فناجين (أتاتورك)؛ التي التقطتُ صورتها خِلسة من قصره الذي فُتح ليشاهده الناس، وكل يتوقف عند ما يلفت نظره، ويلامس مشاعره!
تلك الفناجين المعروضة على عيون الخَلْق، المختبئة في ذواكر العرب، ومعها كل حكايا القهر والظلم، لم يكن منها فنجان للضيف، ولا للهيف، ولا للكيف!
كانت كلها (للسيف)؛ الذي قصّ رقابنا، وتركنا نهبًا لضعفنا، وغبائنا، وقلّة حيلتنا، وعنجهية ورثناها من أبي لهب تقول؛ نحن، ونحن، ونحن، ولم نلتفت لذلك النداء الخالد يقول؛ “تبت يدا أبي لهب وتب”
فناجين (أتاتورك)؛ التي التقطها عقلي، وكاميرا هاتفي الرديء، من قصره في (طرابزون)؛ المتربعة على شاطىء البحر الأسود، في الشمال التركي، ذات سفر؛ تمنيت لو أنني كسرتها واحدًا واحدًا على رأس كل من أوصلنا لمشهد؛ تفنّن فيه هو وزبانيته بقهرنا، وذلنا، والتضييق علينا، والتدخل في تربية أبنائنا، وتعليمهم، وصحتنا، وأداء مناسكنا، ووظائف مقننة، ومقتصرة عليه، وعلى دائرة معارفه، وأقاربه، وأصهاره، وفرض ضرائب عجيبة غريبة، لم تخطر ببال أتاتورك نفسه، وكل ما وصلنا إليه، ونحدّث أنفسنا به، أو ننثره هنا على صفحات قاصرة، لا يأبه بها أحد!