كافة الحقوق محفوظة © 2021.
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ …. بقلم : منير حرب
من سنة الحبيب المصطفى عليه وعلى آله وجميع صحبه أفضل الصلاة وأتم السلام الفرح والبهجة والسرور بالعيد وهذا بعون الله ما سأحاول فعله رغم أنه اول عيد بعمري أنا وأخوتي وأخواتي وأمي بدون وجود أبي رحمه الله وغفر له … كل السيناريو تغير وتبدل وخصوصا لوالدتي حفظها الله التي كانت توقظه لصلاة العيد وتلبسه اجمل ما لديه من ملابس ويتعطر ما شاء من عطور قدمت له من أبناءه وبعد الصلاة يعود للبيت ليتوسد صدر الديوان بإنتظار الأبناء والأحفاد !!!
هو الآن هناك في حياة البرزخ عند الكريم الرحيم روحه الطاهرة تطالع عيدنا ودعائنا له فالعيد له دعاءا واستدعاءا لكل حكاياته الجميلة وحركاته وحنانه الذي غمرنا به طيلة عمره .
كم سنفتقد تقبيل يدك الطاهرة وجبينك ودعواتك التي تحمينا وتسعدنا وتمدنا بأكبر قوة ممكنة لنجابه ظروف الحياة .
وان عادت الذاكرة لعقود طويلة مضت نتذكر عيدياتك لنا التي كنت توفرها من اشهر لاسعادنا … ديونك علينا كبيرة جدا وسنبقى مقصرين معك مهما عملنا فأنت مجاهد من طراز نادر قاتلت الحياة من أجلنا وقدمت الكثير ونسأل الله العلي العظيم أن يأجرك عنا خير الجزاء لأنه الوحيد القادر على تقدير كل ما عملته من اجلنا ومن أجل الآخرين .
أرقد هانئا مطمنئا فأبنائك وبناتك كلهم صالحون ولن ينقطع دعائنا لك حتى نلتقي في جنان الخلد … اللهم آمين .
وهذه كلمات أبنتك الغالية على قلبك ليلى التي تقول :
وآتى العيد حاملاً معه ألم لا يشعر به إلا من فقد عزيز عليه…
ُدُفنت يا أبي بقبرك ودُفنت معك فرحتي وأعيادي
قد أتى العيد بدونك يا أبي
لن أقبلك صباح العيد ولن أُمتع ناظري بك
فأي عيد سيشرق بدونك
أي عيد الذي سيجمعنا دون صوتك دون بسمتك التي أحبها دون ذلك الوجه السموح
وأي لذة بالعيد في غيابك ..؟!
رحمك الله يامن كنت كل شيء وأصبحت الحياة بدونك لا شيء . ..
كل عام وقبرك نور ونعيم وكل عام ورحمة الرحمن تضلك كل عام ودعائي لك لا يفارق لساني .
عيدك بالجنة اجمل يا أبي .
الله يرحمك.
وأختم بقصيدة رثاء من أبنك الشاعر الكبير أكثم يقول فيها :
أَتى العِيدُ الحَزينُ ، فَكَيفَ آبا
ومَنْ أَهواهُ يا دُنيايَ غابا ؟
ومَنْ أَرجوهُ في لَيلِ المآسي
غَدا في اللَّحدِ ، والتَحَفَ التُّرابا ؟
أَبي كَيفَ السُّلُوُّ ، وأَنتَ ذِكرى
ومِنها القَلبُ يَضطَرِبُ اضطِرابا ؟
أَبي يا ساعِدي في كُلِّ كَربٍ
ويا سَنَدي إِذا ضَرَبوا الرِّقابا
ويا مَنْ إِنْ نَبا بِيَ شَرُّ خَطبٍ
تَحَمَّلَ عَنْ وَدِيعَتِهِ العَذابا
أُسائِلُ بَعَدَ ظَعنِكَ كُلَّ رُكنٍ
صَدى صَوتي يُبلِّغُني الجَوابا
أَ حَقًّا قَد رَحَلْتَ ، فَلَيتَ شِعري
مَتى للمَوتِ أَنتَسِبُ انتِسابا ؟
أَ تَدري مُذْ رَحَلتَ ، أَنا غَريبٌ
عَنِ الدُّنيا ، وبِي عَقلي استَرابا ؟
أَ تَدري كَم سَكَبْتُ الدَّمعَ ، أَهذي
ولَمْ أُسِغِ الطَّعامَ ، ولا الشَّرابا ؟
وعاذِلَةٍ تَقولُ : كَفاكَ حُزنًا
فَمَزِّقْ عَن هَوى الدُّنيا الحِجابا
وعُد طَلْقًا ، فَهذا الخَلقُ يَمضي
كَذا وارفقْ بِقلبِكَ حَيثُ ذابا
فَقُلتُ لها ، ودَمْعِيَ في انحِدارٍ :
“أَقِلِّي اللَّومَ عاذِلَ ، والعتابا”
بُكائيَ رَحمَةٌ ، والدَّمعُ سَلوى
وذِكرُ الرَّاحِلينَ صفا ، وطابا
سأَبقى ما حَييتُ رهَينَ دَمعي
أُنافِسُ في سَواكِبِها السَّحابا
أَبي ، والعِيدُ يَطرقُ كُلَّ بابٍ
فَتَحتُ على فيافي الحُزنِ بابا
أَتى العِيدُ الحَزينُ ، فَكُلُّ عامٍ
وعِيدُكَ في جِنانِ الخُلدِ “بابا” !