كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الجميع رابح في “غرب آسيا للطائرة”… كتبها المهندس أشرف العواملة
الكاتب المهندس أشرف العواملة والد اللاعب عمر من منتخب قطر يعيش في كندا
ترفع القبعة تحية للشخص الذي خرج بمفهوم بطولات غرب آسيا، مفهوم حديث نسبيا ونتيجة منطقية لما تشترك به تلك الدول من عوامل مشتركة،حيث ان أغلب الإتحادات العالمية ترفض إعتماد بطولات مبنية على عامل العرق او اللغة او الدين، و هنا مكمن الذكاء في استحداث مفهوم “غرب اسيا” .
حيث ان التقسيمات الجغرافية مقبولة و معتمدة عالميا و يصدف أن جميع هذه الدول هي دول عربية بالإضافة الى إيران، هذه الدول تشترك بعادات و تقاليد وثقافة متشابهة الى حد كبير،حتى ان رياضي تلك الدول متقاربون في المستوى الرياضي.
بطولات غرب آسيا فرصة كبيرة لرياضي تلك الدول للمنافسة إقليميا مع اقرانهم المقاربين لهم في المستوى لتعزيز ثقتهم بأنفسهم و تجهيزهم للبطولات العالمية الأكبر و الاوسع نطاقا.
وقد اذهلني ما رأيته من تفاعل رائع للاعبين المشاركين في بطولة غرب آسيا لكرة الطائرة تحت 19 سنة مع بعضهم البعض خلال مشاركتهم التي استضافتها السعودية مؤخرا، و هي تجسيد لما يحصل في باقي البطولات لنفس المنطقة.
حيث كان جميع اللاعبين العرب يجتمعون في غرف بعضهم البعض بعد أنتهاء المباريات للتعارف والغناء و الدبكة أحيانا، كان هنالك الكثير من الحب و الكثير من الضحكات، لما لا وهم تجمعهم لغة واحده و تاريخ واحد و ثقافة واحدة، هم متنافسون شرسون صباحا و أصدقاء ليلا.
وفي استعراضي لحسابات اللاعبين على مواقع التواصل الاجتماعي تجدهم ينشرون صورهم مع لاعبي المنتخبات الأخرى مع عبارات تثلج القلب مثل، اشتقت لكم ، استمتعت بمعرفتكم وهكذا.
وكانوا قد تبادلوا القمصان التي تحمل شعارات دولهم مع إخوانهم من الدول الاخرى، و كان لاعبي المنتخب الأردني فاكهة تلك اللقاءات لما ابدوه من تجسد للصداق البريئة تجاه إخوانهم العرب.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ان ابني لاعب منتخب قطر قام اليوم بارتداء قميص منتخب الكويت و خرج به فخورا ليلتقي باصدقائة،وقال لي “بكرا ارتدي قميص منتخب الأردن” مع ابتسامة عريضة.