كافة الحقوق محفوظة © 2021.
إن بعض الظن إثم … بقلم : د. منتهى الطراونة
كنا صغارًا، نظن أن الفصول صيف، وشتاء، وربيع، ﻻ خريف، وﻻ رحيل، ولا فقد، لا مقاعد فارغة، ولا أوراق متساقطة، وﻻ ورود ذابلة، ولا رائحة كل الأشياء تنفد إلى القلب مثل سهم طائش؛ ﻻ يفرق بين شريان ووريد!
كنا صغارًا؛ نظن أن أمهاتِنا وآباءنا لا يكبرون، ولا يموتون!
كنا صغارًا؛ نظن أن الأخ سند، والعمّ عون، والخالَ والد!
كنا صغارًا؛ نظن أن الصديقَ صدوق، وأنه لا يخون!
كنا صغارًا؛ نظن أن المعلمَ رسول، وأن المسؤول صاحب مبدأ!
كنا صغارًا؛ نظن أن الحياة لن تخذلنا، وستبقى (قمرا وربيع)، وستأتي على مقاس أحلامنا!
كنا صغارًا؛ نظن أن الناس تحبك لذاتك لا لمصلحة، وتبتسم في وجهك لأن الابتسامة صدقة!
كنا صغارًا نظن أن الناس لا تكذب، ولا تغش، ولا تفتري، ولا تصادر المنجزات، ولا تغتال الشخصيات، ولا تحقد، ولا تحسد، ولا تمثّل، وتفعل الخير لأجل الخير، لا رياء ولا سمعة، وتخاف الله!
كنا نظن، ونظن، ونظن، كبرنا، واكتشفنا أن هذا الظن خاب في الكثير من الناس، والأشياء، والمعاني، وأننا رغم كل شيء، ما زلنا نتعلق ببعض الظن الذي لم يندرج تحت قائمة الإثم!
ليتك أيها الخريف ﻻ تأتي، ولا تنكأ الجراح، وليتنا بقينا صغارًا؛ نظن، ونظن، ونظن!