كافة الحقوق محفوظة © 2021.
السوشل ميديا .. حرب من نوع آخر ! ….حسين الذكر
بدات حرب التصريحات تنطلق من بعبعها المفترض اسيويا كحق مشروع لاستخدام احدث تقنيات التعاطي في الحرب المعنوية والأسلحة الناعمة لتحقيق اهداف وطنية عليا لا يمكن احصرها بزاوية الفوز والخسارة الكروية . فتلك خلفيات ومخرجات فنية – ان جازت التسمية – .. القضية اكبر وابعد من ذلك .. وعلى المسؤول التفكير بطريقة نابليون بونبارت بادارة المعارك واحرازه معجزات النصر التي اختزلها بكلمات أدبية معبرة وان كان الميدان حربي ثقيل حد الاغتصاص .. فحينما سؤل كيف تحقق النصر وتباغت الأعداء ، قال : ( اني اهتم برؤية ما خلف الاكمة ) . بمعنى تحري العمق وليس رؤية القشور كما يتوهم البعض حد السذاجة بل المفرطة منها .
صراع المستطيل الأخضر لم يعد متقوقعا على المدرجات بل امتد الى ساحات وشوارع الدوحة التي شهدت صراع آخر سابق للمباريات ويعد احدى مقدماتها المؤثرة فيها .. هذا بحد ذاته عرف جديد بالاستثمار الأفضل لقوى الرياضة الناعمة .. فحينما تجول بصرك بسوق واقف تلك التحفة التاريخية الارشيفية الاثرية النابضة بكل حياتها سيما خلال مواسم السياحة الرياضية القطرية – كما اخبرني بعض رواده – . ستجد جموع غفيرة تهتف باسم بلدانها وترفع اعلامها وصور رموزها كما انها تمرر تحت الشعارات الكروية بعض ساخنات الملفات الأهم على الساحة وان لم يتجلى بشكل صريح ببعض مخرجاته الا انه يعد فن واعي متميز بالتمرير بكل احواله .
قبل مواجهة العراق والأردن المرتقبة قال المغربي الحسين عموتة مدرب الأردن : ( لا نتابع ما يتردد عبر السوشيال ميديا ونجتهد في إبعاد لاعبينا عن كل ما يتم تداوله حتى نبقى بقمة تركيزنا الذهني) . من جانبه الاسباني كاساس مدرب منتخب العراق قال : ( نحن جاهزون للمباراة ولدينا جماهير كبيرة ) . ايمانا منه بما تقوم به وتؤديه الجماهير المشجعة عامة والسوشل ميديا خاصة اولائك الرجال الذي يجوبون الشوارع ويمدون وسائل التواصل والاعلام برفد معنوي كبير وشحذ مسؤولية وطاقة تعبيرية خارقة للمدرب واللاعبين والوفد كله بتعابير وطنية ابعد ببعض تفاصيلها من كرة القدم حيث يكون اعلاء شان الوطن أولا .
تجسيدا لظاهرة بدات تتجلى بشكل مؤثر خلال بطولة اسيا الدوحة 2023 مع ضرورة تعاطي المسؤولين عنها وقراءتها وتبنيها .. شريطة ان يكون التوظيف والتوجيه بعقل مركزي واعي خفي يجيد كل الفنون وليس الرياضية والاعلام فحسب .