كافة الحقوق محفوظة © 2021.
أبعاد نفسية .. بين الملاعب واستوديوهات التحليل ! …حسين الذكر
ثمة سؤال بريء جدا ضمن اطار المهنية ليس الا . يا ترى ماذا سيكون حديث المحللين لو ان المنتخب السعودي فاز على كوريا الجنوبية باخر دقيقة من المباراة باحتمال قائم جدا .. هل ستبقى التحليلات سيما اللاذعة منها على ذات الجلد ..؟ …
المحلل انسان ولا يستطيع ركب موج مخالف لاتجاه العامة متناغما مع طروحاتهم لانه ذكي ولا يسبح ضد التيار مؤسساتيا كان ( قنوات التحليل وتوجهاتها ) او شعبويا ) .
في احدى محاضرات عالم الاجتماع العراقي الكبير والخطير د .علي الوردي تحدث عن التناقض السلوكي بكل انسان ومنه النفاق .. فقال احد طلابه .. ( انت مشمول بهذه القاعدة ) .. فأجاب الوردي بثقة : ( نعم ) لدي نوع من النفاق لا يخلوا احدنا منه لكن الفارق نسبي يتحول عند البعض لسوء اتجاه الاخرين .
فيما آخر ينجح بترويضه وان لم يلغه تماما .. فالنفاق نتاج بيئة وظروف ونزعات نفسية عامة ليس الا ) .
ما زلنا نتحدث في النسب .. وفي النوابا الحسنة – قدر الامكان – فالمحلل الرياضي أساسه لاعب .. والجماهيرية عنده اهم المكتسبات التي لا يريد خسرانها بعد الاعتزال .. ويحرص على تلك النجومية التي لا يعادلها شيء اطلاقا عنده .. ولن يتحسسها الا في الملاعب وكمدرب اول خاصة . فغوارديولا لا تقل شهرته عن افضل نجوم السيتي كاحدى اهم مخرجات العولمة .
ذلك يربك حسابات من لا تتاح له فرصة التدريب من المعتزلين .. فخمسة بالمائة منهم او دون ذلك يبقي على نجوميته وربما يعززها من خلال فرص المدرب الأول .. اما الاخرون فيقحمون انفسهم كبديل قسري بمجالات أخرى كالاعلام او الإدارة او التجارة او الإعلانات والتمثيل او السفارة ومنهم يلجا الى التحليل .. بفروعه المتعددة الميداني والإحصائي والنفسي .
جميعها مع الحضور الذي تحققه الا انها لا توقف نهم التوق لمقعد المدرب الأول .. هنا تخلق مشكلة تولد ازمات تتحول تلقائيا الى لازمات نفسية تدرج بنوعين :-
الأول – يتجلى بمستلزمات التحليل وما يتطلبه من متابعات فيديوية والبحث عن التشكيل وقراءة التقارير وتطوير اللغة وامور أخرى بعضها تتعلق بالكارزما المختلفة تماما عما الفه اللاعب في الملاعب .. فيتحول بمرور الأيام الى فكر نظري يستعصي عليه النجاح الميداني كقاعدة تنطبق على الاغلب وان نجح البعض كشواذ للقاعدة .
الثانية :- نفسية يعانيها جراء التناقض الذي يجبره على التقولب والانسجام مع متطلبات المؤسسة الاستراتيجية المنظور منها وغيره … مما يضطره للمسايرة وكتم شوقه الدائم والمشروع للتدريب والنجومية وما ينتج من ذلك الرحم التوقي التقوقعي من أزمات اكثرها مازومة بمعطيات اغلبها او بعضها غير واقعي ولا مهني .