كافة الحقوق محفوظة © 2021.
خسرنا بفعل فاعل وربحنا “منتخب”… ريما العبادي
قدر الله وما شاء فعل.. نقولها في ذروة الحزن و”الغضب المشروع” على فقدان “نشامى” المنتخب الوطني لكرة القدم، فرصة الفوز بلقب بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم في قطر، وانتهاء “الحلم” الذي راود جماهير الكرة الأردنية، وهو الفوز بلقب النسخة الحالية من البطولة، بعد خسارة مني بها منتخبنا بفعل فاعل أمام المنتخب القطري في النهائي، والفاعل هو الحكم الصيني الذي تحامل على “النشامى” واحتسب عليه 3 ركلات جزاء مشكوك في صحة اثنتين منها، لكن كل ذلك لن ينسينا لحظات الفرح التي جلبها “النشامى” للوطن من أقصاه إلى أقصاه خلال المحطات السابقة من مشواره الآسيوي الرائع.
والواقع وبعيدا عن العواطف، أننا إذا كنا قد خسرنا مباراة لكن كسبنا “منتخب وطني” لفت الأنظار اليه، حيث خرج منتخبنا الوطني من معترك البطولة بطلا غير متوج، وهو ما اجمعت عليه اوساط الخبراء الفنيين والإعلاميين في البطولة، بعد ما قدمه “النشامى” من أداء فني مميز ونتائج لافتة خلال مشواره في البطولة، تجاوز خلالها منتخبات قوية وأبرزها المنتخب العراقي الشقيق في أول الأدوار الاقصائية، ومنتخب كوريا الجنوبية في نصف النهائي ولذلك يستحق منا المنتخب الوطني كل التقدير والاحترام، على مجمل ما قدمه في مشاركته الناجحة وغير المسبوقة في البطولة.
والتحدي الأصعب الذي يواجه “النشامى” والجهاز الفني واتحاد كرة القدم في المرحلة المقبلة، هو كيفية المحافظة على هذه الصورة الفنية المميزة التي ظهر عليها المنتخب في كأس آسيا، في التحضير للاستحقاق الأكبر والأهم الذي ينتظر “النشامى” في المرحلة المقبلة، وهو استكمال مشواره في التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، ولعل منتخبنا في واقعه الحالي بات مؤهلا للمنافسة الجادة على انتزاع إحدى بطاقات التأهل إلى نهائيات المونديال المقبل، استنادا إلى امكاناته الفنية الحالية، واستثمارا لفرصة زيادة عدد المنتخبات المشاركة في نسخة كأس العالم المقبلة، ما يعزز من حظوظ “النشامى” في تحقيق الحلم المونديالي لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية.
في الختام، أمام “النشامى” فرصة ذهبية لبلوغ أفضل إنجاز للكرة الأردنية منذ نشأتها، وهي التأهل إلى المونديال المقبل، وهي مسؤولية شاملة لكافة أركان منظومة كرة القدم المحلية، من أجل توفير كافة سبل الرعاية والنجاح للمنتخب، خصوصا مع اقتراب موعد استئناف المنتخب مشواره في تصفيات آسيا لكأس العالم خلال آذار المقبل.