المهندس سعدون حسن بطل العراق السابق بالتنس يكتب ….هل يتحقق الإنجاز الرياضي بالجهد الشديد والألم؟مفهوم يحتاج لمراجعة!!

المفهوم الرياضي الشائع بأن النجاح لا يتحقق إلا بالجهد الشديد والشعور بالألم في التدريب المكثف No Pain No Gain يفنده بعض المختصين الرياضيين حيث يخالفون هذا المفهوم ومنهم البروفسور والعالم الرياضي الأمريكي ستيفن سيلر المقيم في النرويج المختص في علم فسيولوجيا التدريب الرياضي حيث يقول بأن الوقت الأطول بالتدريب بكثافة منخفضة يؤدي الى تحسن الأداء ويتم الوصول للإنجاز المطلوب وهو أفضل من التدريب القاسي بالوقت القصير ولغرض أن تتم معرفة مقدار التحمل للرياضي خلال التدريب فهناك علاقة بين كثافة التدريب مع الزمن حيث إن تحديد زمن التدريب يكون سهلاً ولكن الصعوبة في تحديد شدة التدريب وتوزيعها على الزمن , فالشدة لها تأثيرات خارجية وداخلية على الرياضي وتختلف بين شخص وآخر خلال الزمن المحدد للتدريب لمجموعة لاعبين متدربين , فالتأثيرات الخارجية هي العطاء الذي ينتجه الرياضي والتأثيرات الداخلية هي الاستجابات الفسيولوجية عند الرياضي اعتماداً على قدراته البدنية التي يتم تحديدها من خلال الفحوصات الفسيولوجية بالمختبر الرياضي على افتراض واقع تدريب مشابه لما في الميدان فيتم قياس معدل ضربات القلب والتنفس واستهلاك الأوكسجين ومقدار تكوٌن حامض اللاكتيك في الدم وعند ظهور النتائج يتم تقييم حالة الرياضي في الأداء مع التدريب ونحو تحقيق الإنجاز المؤمل.
كما ويؤكد البروفسور ستيفن على توزيع شدة التدريب بتقسيم حصص التدريب الرياضي مثل الأسبوعية أو الشهرية إلى ثلاث مناطق خضراء وصفراء وحمراء مع النسب لكل منها, تُعطى للمنطقة الخضراء نسبة حوالي 80% من حصص التدريب وهي المنطقة الأهدأ فيكون تحسين الأداء ليس بالألم والقسوة بالتدريب بل بالتمتع والصبر وقضاء الكثير من الوقت وهذا يكسب الرياضي قدرة تحمل جيدة.
وفي هذه المنطقة الخضراء من التدريب تستطيع أن تتبادل الحديث مع زميلك خلال التدريب دون الإحساس بعناء من ضيق في تنفس أو دقات قلب متسارعة وإذا كنت تتدرب جرياً ويأتيك مرتفع فتجاوزه مشياً لنهايته ثم انطلق راكضا كما بدأت .
وتُعطى للمنطقة الصفراء نسبة حوالي 8% وهو التدريب المُسمى صعباً بحيث تبدي استجابات محددة وقليلة نحو خارج التدريب وثم المنطقة الحمراء بنسبة حوالي 12% وهو التدريب من صعب إلى صعب جداً بحيث يصل الرياضي لحالة صعوبة في التنفس وصعوبة التكلم ويلهث.