كافة الحقوق محفوظة © 2021.
من كتاب بانوراما العرب .. من يحكم واشنطن !! …حسين الذكر
برغم مواجع الأيام التي عصفت بي بعد فقدان ولدي الا ان بعض الأصدقاء كانت لهم مساهمات ودعوات الغاية منها التخفيف وخروجي من الازمة – بقدر ما – وقد زرت مهرجان الكتاب الأخير في معرض بغداد الدولي برفقة الصديق د يحيى علوان حينما وقعت عيني على كتاب ( من يحكم واشنطن ) لمؤلفه خضر عواركة .. حيث سارعت لاقتنائه لفضول معرفي تاق بكل وجداني لمعرفة السر الكامن منذ اكثر من ثلاثة قرون حول تلك لقارة البعيدة المكتشفة بمرحلة مفصلية من تاريخ البشرية .
الكتاب لم يتطرق الى ديمغرافيا وثروات وموقع وسكان واصول الامريكيين … بقدر ما ركز على أصول القوة التي تعتمد عليها هذه القارة في توحدها وفرض ارادتها على اكثر من مفصل بصورة قسرية او متفق عليها او طوعية .. الكتاب لم يتطرق كثيرا الى صناعة القوة العسكرية مع انها هي السيف المشهور منذ مئة عام تقريبا لفرض سياساتهم .. الا ان التركيز صب على ثلاث نقاط أساسية تتمثل في صناعة واكتناز المال الذي يعني ضمنا حيازة السلاح وإدارة ملف الاقتصاد .. والنقطة الثانية تتمثل في صناعة وسيطرة الاعلام التامة على العالم و اغلب رايه العام وما تعنيه من عجينة ضرورية لخبز أي رغيف شكلا وطعما ووجبة .. اذ ان التغذية الفكرية والنفسية والعقائدية تعتمد بجوهرها على ذلك الرغيف المصنوع باتقان حرفي تام .
اما النقطة الأساس اللافتة للانتباه والخاطفة للالباب ذلك العدد الكبير من مراكز البحوث العلمية التي بلغت حوالي أربعة الاف مركزاً بحثياً نصفها – كما جاء بالكتاب والمصادر – يرتبط بالجامعات الامريكية والنصف الاخر يسيطر ويدار ويضم كبار رجالات النخب بكافة الاختصاصات المطلوبة حتى وان بدت لبعض الأمم النائمة انها بسيطة لا تحتاج الى مركز بحوث ..
المراكز صنفت الى ثلاثة :- منها البسيط بميزانية سنوية لا تتجاوز مليوني دولاراً وبعشرة عاملين فقط .. اما الصنف الثاني فميزانيته تعدت 15 مليون دولاراً ويضم حوالي مئة موظفاً .. اما الأهم والاكبر فتتجاوز ميزانيته الظاهرة – والله وأصحاب الشأن وحدهم يعلمون الرقم الخفي – تبلغ مئة مليون دولاراً سنويا وبعاملين يصل عددهم الى خمسمئة .
الأهم من ذلك كله والمخرج المثير الذي يمكن له ان يوجز اعلمية واهمية هذه المراكز .. يكمن في ان هذه المراكز مهمتها الأساسية – فضلا عن كثير الخدمات الأمنية والصناعية والفكرية والعسكرية التي تنهض بمسؤوليتها – الا ان الأساس يكمن في تهيئة وتقديم مستشارين وقادة للمؤسسات الامريكية منها من خضع للدستور الأمريكي او عمل خارج السياقات المرئية .