كافة الحقوق محفوظة © 2021.
فلسفة التعليق الكروي . وبيع حقوق النقل التلفازي .. ! … حسين الذكر
دعونا نؤكد نقطتين قبل الخوض في تفاصيل مادة البحث : –
أولا : هل من حق اتحاد الكرة بيع حقوق النقل التلفازي وفقا لمن يشاء وبناءً على معاييره هو وحده .. ام ان القضية تخص الحكومة لانها تحمل جنبة وطنية وتعد قضية راي عام وما يعنيه من خطر محدق في زمن السوشل ميديا والتوظيف العولمي .
ثانيا : هل التعليق على المباريات ملف بيد إدارة القنوات سواء كانت حكومية او خاصة .. يتم قرار تنفيذه عبر مدير القسم الرياضي او أي موظف ينوب عنه او مديرها العام .
دعونا قبل ذلك نقدما وصفا عاما لكلا النقطتين : ( اذ ان مباريات المنتخبات الوطنية تعد قضية وطنية مهمة جدا وتخص الراي العام التي ينبغي ان تكون مسؤوليتها بيد الحكومة لخطورتها ومهامها الكبرى في امن البلد سيما الاجتماعي منه . وذلك يتطلب ان يكون للحكومة محددات ومعايير تلزم الاتحادات بالتعاطي من خلالها بهذا الملف .. وان سلمنا حد القناعة بان اتحاد الكرة هو الجهة المختصة والتي تتولى تنفيذ سياسة الحكومة بهذا الملف . بمعنى آخر ان الاتحاد ليس حر ببيع الحقوق الخاصة بالمنتخبات الوطنية – حصرا – وان كان الجهة التي تقوم بالتنفيذ وهي المعنية بإجراءاته .. اذ هناك جملة من الشروط الخاصة بالامن المجتمعي وترفيه المواطن وسلامة الراي العام وحمايته من أي تلاعب مقصود او بغيره وامور أخرى عديدة لا نريد ان نخرج فيها عن محور البحث الذي يهمنا في هذه الجزيئية ) .
اما فيما يتعلق بالقنوات ( حكومية او خاصة ) من حقها ان تشتري وتتعاقد مع الجهة المختصة بذلك شريطة ان تنفذ وتذعن للشروط التي يتبعها الاتحاد بوصايا محكمة من الحكومة والجهات الرقابية العليا .. فالقضية لا تتعلق فقط بالجانب المالي .. ببيع الاتحاد وقبض الثمن ثم يسلم الملف برمته وخطورته الى الجهة المشترية للحقوق دون ضوابط وثوابت ورقابة صارمة بالتنفيذ .. على صعيد المستوى الفني والأمني والذوقي .
قد يكون الحديث طوباويا .. وربما يوصف من قبل البعض بما لا قيمة له .. لكن بصراحة الشكاوى التي سمعناها من كثير ونقرئها في الكروبات والمواقع التواصلية سيما فيما يتعلق بطريقة تعليق مباريات المنتخبات الوطنية – خاصة – وطرق الإخراج والتحليل .. تستحق إعادة النظر في المخرجات والمتبنيات التي ينبغي ان تتم بناء على فلسفة وطنية تأخذ بنظر الاعتبار مصلحة الوطن العليا .. فالقضبة ليست كما يعدها البعض ويتعاطى معها على انها ( مجرد لعبة طوبة وكرف فلوس وطز بمن يعترض ) .
ان رياضة اليوم عامة وكرة القدم خاصة .. أصبحت توظف بما يخرق الامن القومي والاجتماعي ويسقط الحكومات ويهدم الأوطان .. والعكس صحيح اذا ما وظفت وفقا لسياسة وطنية واعية وبناء على خطط استراتيجية واضحة .
والله من وراء القصد وهو ولي الامر .