كافة الحقوق محفوظة © 2021.
رسالة ليست الحادية .. وصلتني عبر مسجات ما بعد الاطلنطي ! … حسين الذكر
بمفاجئة من خلف المحيطات .. قال لي المتحدث : ( قرات واطلعت على بعض كتاباتك ولقاءاتك في تويتر وغوغل … وقد اعجبتني كثير وأود مناقشتك مما طرحته ببعض تلميحاتك الموجزة التي شدتني للتعمق فيها ) .
ه ج ز .. هكذا ختم بتوقيعه مضيفا انه من أصول عربية لبنانية ويعيش بالبرازيل .
وصلتني هذه الرسالة من صديق تواصلي يعيش في البرازيل وقد تفرغ – بعد عقود العمر – لاستكشاف جوهر الانسان وسر الخلق سعيا خلف الحقيقة . وقد ارسل لي بعض تصوراته وما سماها يقينياته التي كتبها على شكل نقاط اشبه ما تكون برسائل روايات .
: ( انا لا انتمي لاي دين لاني جسد وعقل والعقل بتوسع دائم كما الكون .
لذا لا يمكن تأطير العقل ضمن دين ، لا انكر الأديان ولا الرسل الذين هم بشر مثلنا لكنهم استطاعوا ان يكونوا مقامات نورانية باخلاقهم وافكارهم . لذلك لا افقد الامل بملامسة النور داخل كل البشر) .
بعد ان قرات وتمعنت رسالته بروح ملئها الاحترام المتبادل مع حسن النوايا في عالم متكالب العوالم :-
قلت له : ( اطلعت على ما كتبته وبلغته .. ولم ار فيه جديدا عن الالياذة وكلكامش وكليلة ودمنة والف ليلة وليلة … حتى افانين احدث تقنيات الزمان ..) .
هناك ثمة ملاحظات ثلاث ارجو الانتباه لها .. هي من اليقينيات عندي واطرحها عليك كزميل فكر.. اعدها بمثابة نصائح ليست مغرورة ولا مبالغ فيها :-
اولا : بحر العلم متلاطم سرمدي .. اذ فوق كل ذو علم عليم وهذه القاعدة السماوية .. مع ما سبقها من فضول وافضلية طلب العلم فريضة مقدسة للمضي نحو المعرفة واللحاق في سبيلها سيما تلك التي تسعى لخلاص الانسان وتبحث عن كنهه وسيادة العدالة الاجتماعية .
كل ذاك يدعونا دون توقف عند عتبة معينة او حد ما .. اذ سنرحل دون ادراك ذلك .. لكن قدسيتنا تكمن في نوايانا للمضي بفكر وضمير حي غايته تحسين حال الصالح العام والسعي في خدمته .
وهذه اهداف مقدسة اتاحها الله جل وعلا ومنحنا إياها القدر ولا يدركها الا ذو حظ عظيم.
ثانيا : لا نكون كمن قيل بهم ( كل قوم بما لديهم فرحون ) .. فنحن لم نبلغ المقام ولم نحوز الكمال وانما نسير في طريقهما … وهذا بحد ذاته انجاز يدفعنا ويحفزنا للأفضل .
بما فيه الصالح العام ، بعيدا عن الذات المريضة والمصالح الضيقة .
ثالثا : يجب الايمان المطلق بالله المقتدر الخالق الخلاق .. فضلا عن يقينية عدم عبثية الخلق .. مع الإقرار بعجز تغييرنا للعالم على المزاج ووفقا لرؤيتنا وذلك ما اخفق به غيرنا من طوابير الفضلاء والابطال والرسل والنبين والصالحين والعلماء والشهداء والمضحين .
لذا اقترح التمعن والاستئناس بجمالية حكمة الامام علي بن ابي طالب ( ع ) الذي تعلمت من كتبه الكثير وثقفت نفسي بالاطلاع على سيرته وحكمه ، اذ قال : ( ادراك عدم الادراك .. ادراك ) .
وهذا ليس يئس او احباط او استنتاج بشري عادي .. ولا اعني به بلوغ منتهى العلم .. لدرجة اسدي بها النصائح … ولكن اشعر انه افضل منهج حتى الان متاح .
فلنعش بخير ونستزد من العلوم والمعارف ونسعى للخير بنوايا مخلصة لله والأخر .. صادقة خالية – قدر الإمكان – من الشرور .. والبقية نتركها لرب العزة لعلنا نعتز ونعز من خلاله .