كافة الحقوق محفوظة © 2021.
حسين الذكر يكتب …سالني أحد المشجعين .. هل يحق لنا العمل في إدارات الأندية !
اتصل بي احد الأصدقاء في عطلة أيام العيد وسالني سؤال عن : ( رغبته بالترشح لعضوية إدارة نادي ما ) ومدى قانونية واحقية ذلك . مع ان السؤال يبدو غريبا نوع ما لكنه مهم جدا ويعد ثقافة ينبغي ان نبحث في شؤونها وشرعيتها ومدى تاثيرها على الوسط الكروي عامة والناديوي منه خاصة . سيما وقد تبادر الى سمعنا خلال سنوات عشرون خلت عن تدخل بعض الجماهير في عمل إدارات الأندية والتاثير عليها بل والسيطرة بشكل ما على بعض شؤونها .. والذي عبر عنه من خلال التدخل في شؤون تعاقدات اللاعبين والمدربين وامور أخرى . وهي مسالة يعدها البعض مفروغ منها سيما في ظل الوضع اللبرالي العراقي العام المعزز بحرية الاعلام ومسلمة التاثير التواصلي وما اوجدته من قدرة للراي العام الذي هو أساس العملية التشجيعية .
فقلت له : –
أولا :- من ناحية عامة ان تاثير المشجعين على الأندية اصبح عالمي وليس عراقي فالعملية التشجيعية هي الأساس ولا كرة قدم بلا تشجيع وهذا لا يعني وضع صلاحيات الإدارة ورقبتها بيد المشجعين .. بل على الادارات ان تنشط بمجال العلاقات العامة والاعلام الذي تبدل مفهومها في ظل التواصل وتاثيرات الواقع العولمي مما تطلب ضرورة تشكيل لجان تأخذ على عاقتها التواصل مع المشجعين بمختلف مسمياتهم وروابطهم والبحث في إمكانية التقييم بين الغث والسمين ومحاولة اشراكهم بصورة إيجابية في تطوير النادي وتصحيح المسارات فان النادي لا يمكن ان تقوم له قائمة دون الجماهير والتنسيق معها خاصة لمن يسمون انفسهم بالمحترفين .
ثانيا : ان اغلب الأندية في العراق يشترك في ادارتها عمليا الكثير ممن كانوا مشجعين قبل 2003 وهذا ليس عيب بحد ذاته .. فهو حق مشروع شريطة ان يات عبر القنوات الرسمية والقانونية وتحقق ظروفه الموضوعية والبحث عن مدى قدرته في تعزيز التاثير الإيجابي وما يمتلكه ذلك العضو المشجع في تقديم ما يقدر تقديمه .
ثالثا : قلتها بحسرة له ( اني اعرفك انسان محترم ومثقف وتمتلك المؤهلات وان من في الأندية ليس افضل منك بشيء الا باتاحة الفرصة لهم وغيابها عنك .. لكن عليك ان تتحلى بمواصفات وتمتلك مؤهلات غير التي تحدثت عنها ففي العراق الجديد الكثير من التعيينات والتسميات لا تقوم على أساس المؤهلات فالموهبة والرغبة في العمل وامتلاك القدرة والشرعية القانونية وحدها لا تكفي لتحقيق ذلك .. اذ ينبغي ان يكون هناك دعم حزبي او عشائري او جماهيري او مالي او أي شكل من اشكل القوة اللازمة لولوج عالم الطموح ) .
رابعا : الجماهير اليوم ومن خلال حضورها ودعمها وتشجيعها المباشر او عبر منصات ومواقع التواصل تمتلك قدرة كبيرة في التاثير في ملفات الأندية مما يجعلها قوة تستحق الالتفات اليها والتفكير فيها والتعاون معها والتنسيق بينها والادارات لغرض خدمة الأندية وتحقيق الكثير من المصالح المشتركة .. فلا ينبغي ان يذهب بال الادارات ان تدخل الجماهير سلبي ومصلحي شخصي .. فكثير منه يمثل جنبة مشروعة ويمكن لها ان تفيد شريطة ان تتوفر الظروف والمسوغات المشروعة وان لا تبنى العملية على تسقيط الافراد والابتزاز وان لا يكون الهدف المستتر هو المصلحة الشخصية .. فان حبل الكذب قصير مهما طال شوط المعركة واتسع الميدان الذي لا يصح فيه الا الصحيح .. وتذكر قبل كل شيء ان كل ما كان لله ينمو .. وان الله فوق الجميع والعاقبة فعلا للمتقين .