كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“جائزة الحسين للعمل التطوعي”…وثقافة العمل التطوعي والشباب…د.ثروت المعاقبة
الشباب يمثلون فئة حيوية ومهمة في المجتمع، حيث يحملون طاقات وإمكانات كبيرة يمكن أن تساهم في تحقيق التقدم والتنمية في كل بلد، وتتميز هذه المرحلة لكونها مرحلة انتقالية تتسم بالحماس والطموح والقدرة على التعلم السريع والمغامرة.
و بالعادة تبنى تطلعات الشباب من خلال طموحهم ورغبتهم في تحسين حياتهم والمساهمة في بناء مجتمع أفضل، تتنوع هذه التطلعات بناءً على الخلفية الثقافية والإجتماعية والاقتصادية لكل شاب من شباب هذا الوطن .
ولكي يكون هناك تغيير في الواقع يجب أن يكون لأفكار الشباب توجها لإستثمارها والبناء عليها خصوصا أن الكثير منها تقدم حلولاً جديدة للمشكلات الحالية، ويمكن أن تسهم بنهظة جديدة لأن الشباب يستمدون إلهامهم من بيئاتهم والتحديات التي قد تواجههم، وبهذا فإن الحلول التي يجدونها تكون أكثر صدقا وتعبيرا ويمكن تعميمها والعمل بها.
ومن هنا جاءت فكرة جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي كترجمة للرؤى الملكية السامية بتبني أفكار الشباب وتعزيز قيم العطاء والمساهمة المجتمعية، لإبراز نماذج ملهمة من العمل التطوعي، والتي تسهم في تحسين حياة الآخرين وتعزيز التنمية المستدامة.
وتهدف الجائزة إلى تشجيع وتعزيز روح العمل التطوعي في الأردن وتكمن أهميتها في تعزيز المسؤولية المجتمعية بتسليط الضوء على العمل التطوعي في خدمة المجتمع وتعزيز قيم التعاون والمساعدة المتبادلة، وتشجع الشباب على الانخراط في الأنشطة التطوعية التي تنمي مهاراتهم القيادية والاجتماعية.
ويلعب الشباب دوراً محورياً في العمل التطوعي، حيث يمكن أن يؤثروا إيجابياً على المجتمع بطرق متعددة، مما يعزز من فهم المجتمع لهذه القضايا ويحفزهم على المشاركة في مشاريع تنموية تستهدف تحسين البنية التحتية والخدمات العامة في المجتمع، مثل بناء المدارس والمراكز الصحية، وتنظيف الأحياء، وغرس الأشجار. بالإضافة إلى الحملات التي يديرها الشباب باستخدام المنصات المتاحة لهم فمجالات التطوع متنوعة منها “التعليم، الصحة ، البيئة، الرعاية الإجتماعية، الإغاثة الإنسانية، الثقافة والفنون، الرياضة، التنمية الاقتصادية، حقوق الإنسان، الإعلام والتوعية، ” ، مما يسهم في تحقيق أهداف أكبر وأثر أوسع من خلال الجهود المشتركة.
وللشباب في محافظة الكرك قصصا مع التطوع نجح أفرادها ولمع نجمهم وكان للعمل التطوع أثرا ايجابا في صقل شخصيتهم وتعزيز مهاراتهم وقدموا الكثير للمجتمع واصبحوا قادة نفتخر بهم من خلال المبادرات التي ساهمت وعززت مفهوم العمل التطوعي لدى الكثيرين وأحيت عادات قديمة من التعاون والتآزر والإحساس بالآخر، فجذور التطوع عميقة، حيث كان جزءًا من حياة الناس والمجتمعات منذ العصور القديمة، وكان يُنظر للعمل التطوعي بشكل مختلف عما هو عليه اليوم.
ومن المبادرات التي كان لها أثرا كبيرا في نفوس الشباب وامتدت لتخدم أكبر شريحة من الشباب مبادرة “عربكم التطوعية” التي انطلقت لخدمة المجتمع المحلي وطلبة الجامعات والمدارس وغرس قيم المواطنة الصالحة والتشاركية الخدماتية، وتفعيل دور الشباب داخل المجتمع المحلي لتكون دفعة جميلة لغرس بذرة الحب والشغف للعمل الإنساني في مراحل متعددة من حياة الشباب.
وهناك العديد من المبادرات التطوعية في مختلف المجالات كمبادرة “كرك الخير للتمريض المنزلي المجاني” التي قدمت خدمات للمرضى الذين تعرضوا للإصابات بمختلف أنواعها ويتعذر عليهم الوصول للمستشفى بسبب سوء أوضاعهم المعيشية.
ولن أننسى أن تحدث عن مبادرة متطوعوا الأغوار التي تهدف إلى إشراك الشباب في العمل التطوعي وإيجاد فرص تطوعية لهم لزيادة خبراتهم وتنمية قدراتهم وتمكينهم في ظل التغيرات الطارئة، وظلت مصرة على جذب أكبر شريحة من الشباب وعمل فرق تطوعية تعمل جنبا إلى جنب مع مؤسساتنا المختلفة لتكون شريكة بالمسؤولية المجتمعية.
مبادرات الشباب كثيرة خصوصا في محافظة الكرك وترفع لها القبعات بالتميز والإبداع والإبتكار والحداثة فالشباب اليوم قادة التغيير المجتمعي، وبوصلة الأمان فلنبني على أفكارهم وندعمها وكان أكبر داعم للشباب إطلاق جائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي لدورتها الثانية، فهي أكبر محفز لشبابنا على إمتداد هذا الوطن، فلنبني وطنا بأيدي شبابنا …