كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الأميرة دانا فراس ترعى في جامعة اليرموك الحفل الختامي للبرنامج التدريبي “تراثنا” – صور
سراب سبورت _
رعت رئيس الجمعية الوطنية للمُحافظة على البترا وسفير اليونسكو للنوايا الحَسنة للتُراث الثقافي سمو الأميرة دانا فراس، في جامعة اليرموك، وبحضور سمو الأمير هاشم بن فراس، ورئيس الجامعة الدكتور إسلام مسّاد، الحفل الختامي للبرنامج التدريبي “تعزيز التراث الثقافي – تراثنا” الذي نفذته الجامعة من خلال عمادة شؤون الطلبة وكلية الآثار والأنثروبولوجيا بالتعاون مع متحف الأردن وجمعية تراسنطا.
وعبرت سموها في كلمتها الافتتاحية، عن سعادتها بوجودها في جامعة اليرموك، “ذلك الصرح العلمي العريق، الذي يُعد أحد أبرز وأهم الجامعات الأردنية، حيث يأتي اجتماعنا اليوم فيه للاحتفال بخريجي كلية الآثار والأنثروبولوجيا الذين أكملوا البرنامج التدريبي “تعزيز التراث الثقافي (تراثنا)” بنجاح”، معبرة سموها عن فخرها بهذه الشراكة مع جمعية ترسنطا الأردن ومتحف الأردن وجامعة اليرموك في تنفيذ هذا المشروع الذي يساهم في الحفاظ على التراث الثقافي الأردني وديمومته، ونقله للأجيال القادمة.
وأضافت سموها أن الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، هي جمعيّة غير حكومية وغير ربحية تأسست عام 1989 كجمعية رائدة بالمحافظة على التراث الثقافي وصونه، تركّزت جهودها عند التأسيس على موقع التراث العالمي البترا، وبعد ثلاثة عقود أصبحت مركزًا إقليميًّا متميّزًا يهدف إلى حماية التراث الثقافي وتقديم أفضل الحلول والخدمات المتعلقة به في الاردن وجميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتابعت سموها: يٌعتبرُ التعليم جوهرُ رسالة الجمعية، وأهم أدوات المحافظة حيث تعمل الجمعية جاهدةً على تمكينِ الجيل القادم ليكونوا حماة للتراث، فمنذ إطلاقِ برنامج التعليم والتوعية في العام 2009، انخرطت الجمعية بشكل هادف وفعّال مع آلاف الأطفال والشباب في جميع أنحاء الأردن والمنطقة، لتعزيز انتمائهم وشعورهم بالفخر بتراثهم وبواجبهم على حمايته.
وأشارت سموها إلى أن الأردن هو مهد الحضارة، ومن هذه الأرض انتشرت أساليب الحياة التي نعرفها اليوم – من الزراعة والحصاد المائي والاستيطان والعمارة والبناء – فالأردن هو موطن الأديان السماوية وعلى هذه الارض المقدسة جلس الأنبياء وتعايش الإنسان باختلاف عقائده وشعائره وبنى قيمه الإنسانية السمحة المرتكزة على العدل والرحمة والمساواة، مشددة سموها في حديثها إلى الطلبة “على أن هذا هو الإرث بالنسبة لكم”.
ورأت سموها أن للشباب دور حيوي في صون هذا الإرث والحفاظ على التراث الثقافي، وخصوصا خريجو الجامعات من كليات الآثار وغيرها من التخصصات ذات العلاقة، إذ يساهم هذا الجيل في تعزيز المعرفة وفهم التاريخ وبناء الجسور بين الماضي والحاضر، بما يعزز من استمرارية التراث الثقافي بطريقة مبتكرة ومستدامة، لافتة سموها إلى أنّ المشاركة الفعالة للشباب في جهود الحفاظ على التراث تساهم في تعزيز الوعي بأهمية هذا التراث وتعزيز الشعور بالهوية والانتماء الوطني والمسؤولية المجتمعية.
ودعت سموها الشباب إلى تقديم أفكار جديدة ومبتكرة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، وإيجاد اقتصاد ثقافي حيوي والمشاركة في مشاريع ترميم المباني التاريخية وإعادة تأهيلها لتكون مراكز ثقافية واجتماعية تساهم في تعزيز السياحة الثقافية وتحقيق التنمية المستدامة، لإن إشراك الشباب في هذه العمليات يعزز من قدراتهم القيادية ويزيد من روح المسؤولية لديهم تجاه تراثهم الثقافي، وبالتالي تقديم جيل واع قادر على حماية تراثه فخر واعتزاز.
بدوره قال مسّاد: إن هذا الاحتفال يأتي تتويجاً لرسالة جامعة اليرموك، وجهود كلية الآثار والأنثروبولوجيا وعمادة شؤون الطلبة، في المُحافظة على تُراثنا الحضاري وإشراك المُجتمعات المحلية في الحفاظ عليه واستدامته.
وأضاف لقد استطاعت الدولة الأردنية بقيادة جلالة الملك نقل التُراث الأردني من ساحته المحلية إلى العالمية، عبر تبنّي مشاريع تعزز التنمية السياحيّة والتُراث الوَطني؛ وعليه صدرت الإرادة الملكيّة السامية بإنشاء “مَتحف الأردن” ومركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي”، لتكريس الأهداف الوطنية بحفظ التراث الأردني والتعريف به، مشيدا باهتمام جلالته وحرصه على تقديم الأُردن ووضعِه بالمكانة اللائقة التي يستحقها لماضيه وتاريخه الحضاري ومُستقبله المُشرق.
وأكد مسّاد أن ما نراه اليوم كمؤسسات أكاديمية أردنية من جُهود مُخلصة لتأهيل طلبة كُليات الآثار والانثروبولوجيا للانخراط في سوق العمل، يُمثل إضافةً نوعيةً لخريجي هذه التخصُصات المُرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمُحافظة على التُراث الثقافي الأردني، مبينا أن هذا التفاني من مؤسساتنا الوطنية في دعم برنامج “تعزيز التراث الثقافي” يُعتبر مثالاً يُحتذى للتعاون بين الجامعات والمؤسسات المُجتمعية المَعنية بالتُراث والمُحافظة عليه.
ودعا مسّاد إلى استمرار هذا التعاون المُثمر بين جامعة اليرموك ومُختلف المؤسسات المعنية بهذا المجال مستقبلا، لتحقيق المزيد من النجاحات في خدمة التعليم وتقديم التدريب الميداني المميز لطلبتنا، لتحقيق التطوير المُستدام بالمحافظة التراث الوطني.
من جهته، أشار مدير عام متحف الأردن المُهندس إيهاب عَمارين، إلى ما ركز عليه هذا البرنامج التدريبي وأهميته في بناء القدرات فيما يخص تعزيز المعرفة بتاريخ الأردن ومساهماته في الحضارة الإنسانية عبر العصور، وما ينطوي عليه هذا التعزيز من نتائج وفوائد من أهمها تحفيز الإبداع لدى الشباب في إطار تعزيز الانتماء والهوية الوطنية.
وأضاف أن هذا البرنامج تضمن عمليات تدريب عملي وتأهيل وبناء للقدرات بواقع 280 ساعة تدريبية على مدى أربعة شهور، إضافة إلى زيارات ميدانية لمواقع أثرية مختارة ومحاضرات في الحفاظ على اللقى الأثرية وأخرى في التوثيق والترميم ومنهجيات التعامل مع طلبة المدارس، وقيادة الجولات داخل المواقع الأثرية وتقديم الشروحات اللازمة وتقييم المتدربين قبل بدء البرنامج وبعد إنجازه، مشيدا بالجهود الكبيرة للبرنامج بوصفه جزءا من جهد وطني تراكمي وتعاوني لإدارة أرث الأردن وإظهاره بأفضل السبل استنادا الى المعايير العالمية.
كما وتخلل حفل الافتتاح، جلسة حوارية حول البرنامج التدريبي “تراثنا” تولت إدارتها مساعد عميد شؤون الطلبة الدكتورة يارى النمري، وتحدث فيها كل من المدير القُطري لجمعية ترسنطا الأردن طارق رزق الله، وعميد كلية الآثار والأنثروبولوجيا الدكتور مصطفى النداف، وأمين متحف رئيسي/ متحف الأردن الدكتور يوشع العمري، ومديرة التدريب في الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا هدى عمارين، والطالب محمد اللامي أحد الطلبة المشاركين في البرنامج التدريبي.
وفي نهاية الاحتفال، كرمت سموها الطلبة والخريجين الذين اتموا متطلبات التدريب لبرنامج “تعزيز التراث الثقافي – تراثنا”
كما وتخلل الحفل، عرض فيديو قصير لطلبة وخريجي الجامعة المشاركين في البرنامج التدريبي.
وكانت سموها، قد افتتحت أيضا على هامش الحفل الختامي للبرنامج، معرضا فنيا تراثيا لأعمال فنية لطلبة من عمادة شؤون الطلبة وكلية الآثار والأنثروبولوجيا وكلية الفنون الجميلة.