كافة الحقوق محفوظة © 2021.
د.ثروت المعاقبة تكتب…دور الشباب في تحقيق الأمن المجتمعي
تعتبر الطاقات الشبابية المحرك الأساسي للتغيير والنمو في المجتمعات، حيث يتميز الشباب بالحماس، الانفتاح على التجديد، والرغبة في التحدي والتعلم المستمر، وتشير الطاقات الشبابية إلى الإمكانات والقدرات الكبيرة التي يمتلكها الشباب، سواء على مستوى الأفكار، الإبداع، أو العمل الجاد.
ولكي نستثمر هذه الطاقات يجب علينا المعرفة الكاملة لآليات توجيهها بالشكل الأمثل وهذا الأمر سيساهم في التنمية الإقتصادية، الابتكار، والريادة في مجالات متنوعة مثل التكنولوجيا، العلوم، الفنون، وحتى السياسة، والاستثمار في الشباب يعني الاستثمار في المستقبل، حيث يُنظر إليهم على أنهم قادة المستقبل ومفتاح تحسين جودة الحياة في المجتمع.
ويلعب الشباب دوراً حيوياً ومهما في تحقيق الأمن المجتمعي من خلال التأثير الإيجابي في المجتمع، وهناك الكثير من الأدوار التي يمكن أن يؤديها الشباب لتحسين الأوضاع الإجتماعية من خلال العمل التطوعي والمشاركة الفاعلة في حملات التوعوية والمبادرات المجتمعية التي تعزز التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع والتي يتصدر لها الشباب في معظم الأحيان لتحقيق الأمن المجتمعي، حيث يمكن للشباب المشاركة في نشر الوعي حول القضايا الاجتماعية مثل المخدرات، والعنف، والإرهاب، وذلك من خلال الحملات التثقيفية وورش العمل التي تستهدف الجزء الأكبر منهم، بالإضافة إلى ابتكار حلول تقنية تساعد في الإبلاغ عن الجرائم، أو نشر الوعي حول الأمن الإلكتروني لمكافحة التطرف والانحراف، ونشر القيم الإيجابية ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تؤثر سلباً على استقرار الوطن.
يتطلب تعزيز الأمن المجتمعي مشاركة واسعة من الفئة الشبابية التي تعمل على التأثير في صنع القرار السياسي والسياسات المتعلقة بالأمن، وذلك من خلال الانخراط في المنظمات المجتمعية والأحزاب السياسية للمساهمة في بناء سياسات عادلة ومستدامة، تمكن الشباب أن يكونوا قدوة للأجيال القادمة، مما يساهم في تعزيز الاستقرار والتلاحم الاجتماعي، فإن تمكين الشباب وإتاحة الفرص لهم لتحقيق تطلعاتهم يسهم بشكل مباشر في خلق مجتمع آمن ومستقر، حيث يشكلون العمود الفقري لأي مجتمع يرغب في التقدم والازدهار والنمو.
وهناك أدوارا حقيقية للشباب في بناء السلام
من أهمها نشر ثقافة الحوار والتفاهم بين مختلف الفئات داخل المجتمع، مما يساعد على الحد من النزاعات وتحقيق التسامح، وفي حالات النزاعات المحلية، يمكن للشباب أن يلعبوا دور الوسطاء بين الأطراف المتنازعة، مستفيدين من قدراتهم على التواصل وتفهم احتياجات الآخرين.
وكما عودنا الهاشميين في التعامل مع القضايا التي تهم المجتمع توجهت جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لتبني مجلس الأمن لقرار رقم 2250 “الشباب و السلم و الأمن ” لما له أهمية لتعزيز مشاركة الشباب في السلم و الأمن الدوليين وحث الدول الأعضاء على النظر في السبل الكفيلة لزيادة التمثيل الشامل للشباب في عمليات صنع القرارات على جميع المستويات لمنع نشوب النزاعات وحلها.
استثمار طاقة الشباب يتطلب استراتيجيات عملية وتعاونًا بين الحكومات يسهم في بناء المجتمع الذي نحب أن نعيش فيه….. الأردن يستحق منا الكثير …… .