سراب سبورت
مجلة رياضية

بنيامين نتنياهو: المهندس، والمظلة، و”طاقة الدفع”؟ … د . اسعد عبد الرحمن

لبنيامين نتنياهو، عدة كتب تناول فيها ما أسماها بقضايا “التطرف” و”الإرهاب”، وخاصة في كتابه: “مكان بين الأمم” (A Place Among the Nations) وكتابه: “محاربة الإرهاب” (Fighting Terrorism) حيث عرض من خلالهما رؤيته للتطرف والإرهاب العالمي، وربطه بشكل مباشر بالإسلام السياسي والفكر “المتطرف” الذي يهدد –وكل هذا وفقًا لرأيه- الأمن العالمي!!
ففي كتابه: “مكان بين الامم”، يعرض نتنياهو رؤيته للصراع العربي الإسرائيلي، ويبرر سياسات “إسرائيل” تجاه الفلسطينيين من خلال تصويرهم كتهديد أمني وجودي، رابطاً “التطرف” الفلسطيني بالمعارضة المستمرة لوجود “دولة إسرائيل”، وداعياً إلى ضرورة استخدام القوة للحفاظ على أمن “إسرائيل” ضد ما يعتبره “قوى التطرف” التي تسعى إلى تدميرها. كما يركز نتنياهو في الكتاب ذاته على رفضه الشديد لاتفاقيات أوسلو الموقعة في 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية و”إسرائيل”، باعتبارها تمثل عنده تهديدًا لأمن الدولة الصهيونية ومكانتها في المنطقة، مركزاً على أن أي تنازل عن الأراضي المحتلة للفلسطينيين (الضفة الغربية وقطاع غزة) يشكل خطرًا وجوديًا على الدولة اليهودية. وعليه، فإنه متشدّد في رفضه “حل الدولتين” الذي كان محور تفاهمات أوسلو (رغم تباين المفاهيم بخصوص هذا “الحل”). ويعتبر هذا الكتاب بمثابة وثيقة تعكس أفكار نتنياهو اليمينية ليس بخصوص فلسطين فحسب، بل هي تشمل مواقفه المعادية تجاه العالم العربي وتحديداً تجاه الأردن، ولبنان، والهضبة السورية، والقدس واللاجئين الفلسطينيين، وهي الأفكار التي تمثل اليوم أساس ائتلاف حكومته المتطرفة الراهنة.
أما في كتابه: “محاربة الإرهاب”، فيشدد نتنياهو على ضرورة التصدي للتطرف الإسلامي الذي يراه مرتبطًا بعدة دول ومنظمات مثل: إيران وحزب الله وحماس، الأمر الذي يقتضي قيام تحالف عربي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة هذه الدول والقوى. غير أن منتقديه –حتى من الغرب- يرون أن هذه الرؤية غالبًا ما تكون منحازة، حيث يربط التطرف بالدين الإسلامي بشكل عام! كما أنهم يتهمونه بتجاهل الأسباب السياسية والاجتماعية التي تدفع البعض إلى “التطرف”، وبمراهنته فقط على الحلول العسكرية والأمنية. وبالإضافة إلى التركيز على “الإرهاب” الخارجي، يتناول نتنياهو “الإرهاب” داخل “إسرائيل”، لكنه يعزز فكرة أن الخطر الرئيس يأتي من الخارج، خاصة من الجماعات الإسلامية المتطرفة، داعياً إلى مواجهة هذه التحديات بحزم.

والحال كذلك، يعد نتنياهو أحد أبرز الشخصيات السياسية الإسرائيلية موضع الانتقاد عالمياً؛ نظرًا لتطرفه السياسي وتوجهاته القومية الشوفينية التي انعكست بوضوح في استراتيجياته وممارساته خلال السنوات الأخيرة. بل ان نتنياهو شكل (لاعتبارات مصلحية بعضها انتهازي) تحالفات مع قوى سياسية “أكثر” تطرفًا على الساحة الإسرائيلية ابرزها حزبا بتسلئيل سموترتش، وإيتمار بن غفير، علماً بأن هذين الاخيرين معروفان بتوجهاتهما المتطرفة ضد الفلسطينيين وبدعواتهما إلى ضم كامل الضفة الغربية لإسرائيل.
نتنياهو، الطامح الأبدي للسلطة، دائمًا ما يبحث عن تحالفات سياسية لتشكيل حكوماته، ولا غرابة في كونه قد وفر “مظلة” سياسية لعديد الشخصيات الموسومة بالإرهاب (داخل إسرائيل وخارجها). وعبر تحالفه معهم، ساهم نتنياهو في تطبيع أفكارهم المتطرفة في السياسة الإسرائيلية العامة، مما أدى إلى تعزيز الخطاب اليميني المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي….والذي هو، في الواقع، خطاب نتنياهو الحقيقي. لذلك، كان دوماً لهذا الاخير دور كبير في تقويض اتفاقيات/تفاهمات أوسلو ورفض أي مفاوضات مع “السلطة الفلسطينية الإرهابية”، مع التوسع في بناء المستعمرات/”المستوطنات” في الضفة الغربية، رافضاً، أي تسوية مع الفلسطينيين تستند إلى التنازل عن الأراضي. هذا الفكر (الموروث عن والده) يقع في صلب استراتيجيته، وأصبح جزءًا ثابتاً في سياساته.

وبموازاة سياساته اليمينية المتطرفة، يمكن القول إن نتنياهو لم يكن مجرد زعيم متطرف، بل هو “المهندس” الذي جعل “إسرائيل” تمضي نحو تطرف أكبر من خلال تعميق الفجوة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ولاحقاً عبر تحالفه مع سموترتش وبن غفير (والذي هو تحالف أيديولوجي المبتدى والمنتهى ) وليس مقتصراً فقط على الاعتبارات الانتهازية لضمان صعوده وبقائه في قمة السلطة!!!. بل ان نتنياهو-من خلال ما ورد في كتبه وفي سياساته- يتبنى ويمتلك “مظلة” أيديولوجية متطرفة ينضوي تحتها فكر ومواقف سموترتش وبن غفير وامثالهما. اما الفارق الوحيد بينه وبينهما فيكمن في ان منطلقهما “ديني ميسياني” في حين ان منطلقه “قومي شوفيني”!
والحال كذلك، يجسد نتنياهو “طاقة الدفع” التي تزود “بارجة التطرف” الإسرائيلي المعاصر بالوقود. والشاهد الأكيد على السعار القومي اليميني لديه و”ثباته” على مقولاته الفاشية يتجلى في كتبه ومحاضراته سواء منذ شبابه المبكر او في سياساته ومقارفاته الراهنة. ــ الراي

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
فريق النقع يتوج بلقب بطولة الشابات 3 ذهبيات تتوج مربط دبي بطلاً لكأس كل الأمم بألمانيا إعلان قائمة النشامى لمواجهتي كوريا الجنوبية وعُمان بتصفيات كأس العالم الحسين إربد يفتتح انتصاراته الآسيوية أمام الكويت الاتحاد يتوّج بلقب كأس الأردن للسيدات 2024 "شيخ الإعلاميين" محمد قدري حسن وعودة لمهنة المتاعب وزارة الشباب واللجنة الأولمبية الأردنية تبحثان سبل تعزيز التعاون الرياضي المشترك "قطيشات"..مهمتنا المقبلة المنافسة..."الحصري"..العمل الجماعي وعزيمة اللاعبين سبل النجاح قطيشات.. يشيد بإنجازات المصارعة ويقرر عدم الاستمرار مع الإتحاد بالدورة القادمة "الكشافة والمرشدات" تبارك للحمود انتخابهِ رئيسٍ للمنتدى الاقتصاديِ الأردنيِ تواصل الاستعدادات للملتقى الأردني المقدسي الثالث إشادة دولية بالمهرجان الدولي ال41 للبريدج...وتكريم للجهات الداعمة "الفروسية الملكي" يفتح المجال للتسجيل في السباق التأهيلي الرابع للقدرة د . مي الرقاد مساعدا لعميد شوؤن الطلبة في كلية الاميرة عالية الجامعية جمعية الكشافة والمرشدات تواصل احتفالاتها باليوبيل الفضي لتولي الملك سلطاته الدستورية تواصل بطولة ناشئات كرة الطائرة اتحاد كرة القدم ينظم بطولة ودية للناشئات الزعبي ومجلس ادارة الطاولة يهنئون زميلهم د.عمر الجعافرة الحمود ينقل ترحيب واعتزاز الأميرة بسمة بالوفد الكشفي و الإرشادي الليبي الشوابكة يفتتح مشروع الجدران التفاعلية في مدرسة شجرة الدر الأساسية المختلطة الأميرة سارة الفيصل ترعى تكريم مدارس إقليمي الشمال والجنوب الفائزة بمبادرة سنبلة 2024 المنتخب الوطني ت20 يتأهل إلى نهائيات كأس آسيا 2025 تدشين اتفاقية التعاون بين الكشافة الأردنية والكشافة الليبية الجولف الأردنية يهيمن على ألقاب فردي الناشئين للبطولة العربية للناشئين بتونس شكوك في عضوية اللاعبين .. واللجنة الأولمبية تحابي اتحاد الملاكمة  الأردنية لرياضة السيارت تعلن قائمة المشاركين في الجولة الخامسة والأخيرة من بطولة الأردن للراليات نادي حرثا ينعي لاعبه مراد الرداد..ونادي خرجا يعلن الحداد المنتخب الوطني لكرة الطاولة للرجال والسيدات يشارك في البطولة الآسيوية بالصور...ختام المؤتمر الشبابي لجمعية الأيدي الواعدة برعاية الرواشدة...ختام البطولة التنشيطية الثانية لنادي التنس الاردني