كافة الحقوق محفوظة © 2021.
اللامركزية .. استراتيجية خراب مركز ! … حسين الذكر
الكثير من مؤسساتنا الرياضية وانديتنا تحديدا فضلا عن بعض اتحاداتنا ما زال مؤشر العمل فيها دون مستوى الطموح .. مسؤولية بعض ذلك يقع على عاتق الحكومات التي لم تهيء الأرضية والبنية التحتية والبيئة المناسبة للتطور وكذا لم تضع الفلسفات المطلوبة لتحقيق الأهداف الوطنية العليا من خلال الرياضة .. كذا فان القوانين لم تعبر مرحلة الخراب ولم تتجاوز عقلية الدكتاتوريات السابقة .. لا ننسى الشعارات التي رفعها بعض المسؤولين لاصلاح الرياضة وتبين انها مجرد ديكورات او وسائل لتحقيق طموحات شخصية ودعاية انتخابية ومواقع حزبية على حساب مصالح عامة .
لا نريد الدخول بما هي المساويء والسلبيات التي عشعشت بجميع مفاصل الدولة ودوائرها منذ العمل بما يسمى اللامركزية كنظام مستمد من الديمقراطية واحد مفرداتها التي للأسف لم نعي منها شيء سوى تحويل المؤسسات الى أملاك حزبية او جماعاتية او شخصية افرغت مصالح الوطن من محتواها وفلسفتها ان كانت لديها فلسفة تذكر .. ولا نريد التشعب بالموضوع لكن دعونا نتحدث عما يسمى بمراكز الشباب والأندية والمنتديات التي كانت من قبل زاخرة معطاء سيما أيام السبعينات بالكثير مما يسهم بخلق جيل جديد قادر على العطاء .
اليوم خصوصا بعد ( خدعة اللامركزية ) التي فصلت الجسد الرياضي الشبابي بكل محتواه وفلسفته وسلمته الى جهات اقل ما يقال عنها بانها ليست اختصاص او غير متفرغة للعمل فيه .. فبعد سنوات من هذا الفصل السياسي بعنوان اللامركزي .. ماذا أدى .. ( المنديات شبه ميتة بلا نشاطات بلا دعم بلا فلسفة ، كل ما حدث هو وظائف لصالح أحزاب وجماعات منتمية مدعومة وان حملت عنوان تخصصي .. لكن الهدف الذي تتحدث عنه اللامركزية لم يبق منه شيء مركزي ) .
دون الخوض بتفاصيل وحقائق تعرفها الحكومة ووزارة الشباب والرياضة والاولمبية والاتحادات والأندية والشباب والرياضيين انفسهم .. يجب على وجه السرعة ولحفظ ما الوجه إعادة الأمور الى نصابها .. من خلال إعادة ادارة المنتديات من قبل الجهة الاختصاص القطاعية المتمثلة بوزارة الشباب والرياضية ( مع رسم سياسات مركزية واضحة مدعومة لهذه المنتديات خصوصا ما يتعلق بالشباب والمساعدة على بث الوعي في ارواحهم واجسادهم ) ..
فان منتديات اللامركزية لم يبق منها الا موظفين يستلمون رواتب لا يقدرون فعل شيء إزاء ما يحيط بهم من ظروف واحكام اجبروا على معايشتها .. خصوصا وان الكثير من موظفيهم يتمتعون برغبة جامحة للعمل والعطاء شريطة ان تتغير فلسفة الحكومة في خلاص المنتديات من ربقة ( اللامركزية ) سيما المسيسة والحزبية منها ..
والله ولي الامر .. وهو من وراء القصد !