كافة الحقوق محفوظة © 2021.
فؤاد سعيد الشوابكة يكتب …التحديات التي يواجها الأردن اليوم تتطلب استجابة من الأحزاب السياسية لتعزيز الوحدة الوطنية
نداء إلى الأحزاب السياسية:
إن الدعم الذي يقدمه جلالة الملك عبدالله الثاني يشكل بوابة أساسية نحو بناء مستقبل أفضل الأردن.
هذا الدعم ليس مجرد خطوة مؤقتة، بل هو إلتزام استراتيجي يهدف إلى إحداث تغييرات عميقة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. إذا أردنا أن نكون جزءًا من هذا التحول الوطني، فإن على الأحزاب السياسية أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تكون على قدر التحديات التي تفرضها المرحلة الحالية.
جلالة الملك عبدالله الثاني وضع رؤى واضحة لاستعادة الأردن مكانتها على الساحة الدولية، والعمل على نهضة شاملة في مختلف المجالات. لكن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بتكامل الجهود بين الحكومة والأحزاب السياسية.
نحن بحاجة إلى قوى سياسية تتجاوز النزاعات الداخلية والمصالح الشخصية، وتعمل على ترجمة هذه الرؤى إلى سياسات وخطط عمل تكون قادرة على التأثير في حياة المواطن الأردني بشكل مباشر.
إذا كانت الحكومة تعمل على تحسين البنية التحتية، فإن الأحزاب يجب أن تركز على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتنمية القيم الديمقراطية، وبناء ثقافة سياسية تقوم على الشفافية والمشاركة المجتمعية الفعالة.
الأحزاب السياسية اليوم مطالبة بأن تكون الجسر الذي يربط بين طموحات المواطن الأردني وتطلعات القيادة السياسية، من خلال ابتكار حلول واقعية للمشاكل اليومية التي يواجهها المواطن، مثل البطالة، والفقر، وتدهور الخدمات العامة. وهذا لا يتم إلا إذا تحلت الأحزاب بالقدرة على تقديم برامج قابلة للتنفيذ بعيدًا عن الخطابات العامة والشعارات الرنانة.
إن الدعم الذي يقدمه الملك عبدالله الثاني يجب أن يُترجم إلى خطوات عملية من قبل جميع الأطراف السياسية، ويجب أن تشارك الأحزاب في صياغة السياسات التي تتناسب مع المرحلة الحالية.
الأحزاب هي الحامل الأساسي للأفكار والرؤى الجديدة التي تساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي لذا، ينبغي عليها أن تكون في مقدمة الركب السياسي، تعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومة لتطوير البلاد في جميع المجالات. ولن يتم ذلك إلا بتوفير بيئة تشجع على الحوار والنقد البناء، وتسمح بظهور قيادات سياسية شابة قادرة على مواجهة تحديات العصر.
إن التحديات التي يواجها الأردن اليوم تتطلب استجابة فورية من الأحزاب السياسية عبر تعزيز الوحدة الوطنية والعمل المشترك. لا يكفي أن تقتصر الأحزاب على الانتقاد أو المناورة السياسية، بل يجب أن تكون فاعلة في تقديم حلول عملية ومبنية على أسس علمية وتقنية، تواكب التطور الذي يشهده العالم في مختلف القطاعات. فالأردن بحاجة إلى تنمية اقتصادية مستدامة، تترافق مع إصلاحات تعليمية وصحية تضمن للمواطنين حياة كريمة، ولأجيال المستقبل فرصًا أفضل.
إن القيادة السياسية بقيادة الملك عبدالله ثاني وفرت الأرضية والظروف المناسبة لتحقيق التحولات الكبرى، ولكن على الأحزاب السياسية أن تواكب هذه اللحظة التاريخية وتساهم بكل جهدها في تنفيذ رؤية الدولة. إن اللحظة الراهنة هي لحظة الفرص الكبيرة، وهي لحظة التحول الحقيقي، التي تتطلب تضافر الجهود على مستوى جميع الأطراف السياسية. هذه هي الفرصة الذهبية للانتقال من مرحلة الجمود إلى مرحلة الفعل، من خلال تقديم حلول مبتكرة وواقعية.
لذا، على الأحزاب السياسية أن تضع مصلحة الوطن في المقام الأول، وأن تتخلى عن الحسابات الحزبية الضيقة، وأن تعمل بروح الفريق من أجل تحقيق التقدم الذي ننشده جميعًا. لأن المستقبل لن يبنى إلا بتعاون جميع الأطراف السياسية، ومن خلال انخراط كافة مكونات المجتمع في عملية الإصلاح. إن دور الأحزاب في هذا السياق ليس فقط التنسيق مع الحكومة، بل تقديم رؤى سياسية قادرة على بناء دولة ديمقراطية حديثة، وتوفير الفرص لجميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية.
إن الدعم الذي يقدمه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ،هو دعوة للعمل المشترك، والتضحية من أجل المصلحة العامة.
وعليه، يجب على الأحزاب أن تكون حريصة على الاستجابة لهذا النداء الوطني، من خلال العمل الجاد والمستمر لتفعيل هذا الدعم على الأرض وتحقيق التحولات الكبرى التي تؤمن بمستقبل مشرق الأردن، مرفوع الرأس بين الأمم.