كافة الحقوق محفوظة © 2021.
باسم العلاوين يروى “قصة اول كأس لنادي شباب عيرا في بداية التسعينيات”
كتب الكابتن باسم عبدالرحيم العلاوين أحد أعمدة لاعبي و مؤسسي نادي شباب عيرا القدامى، قصة أول كأس لنادي شباب عيرا في بداية التسعينيات.
بداية هذا المقال للمهتمين بمعرفة قصة أول كأس لنادي شباب عيرا … ولمتابعيني الاعزاء ولكن قبل ان ابدأ .. اولا ان اعتذر عن الاطالة فهناك تفاصيل لا ينفع فيها الاختصار لانه يفقدها معناها وثانيا مع حفظ الالقاب فالكثير ممن سيرد اسمائهم الان في مراكز ومواقع واصحاب شهادات مع احترامي للجميع ولكن حتى نستطيع التعايش ونعيش مع تلك المواقف كما هي في ذلك الوقت …وكذلك اعتذر ممن لم يرد اسمه من ادارة وجمهور ولاعبين لانني ركزت في هذا المقال على مجريات المباربات ….فهناك الكثير ممن يستحقون الذكر والشكر وهناك الكثير من المواقف مررت بها مع كثير من الاخوان لو اردت ذكرها وشرحها فلن يكفيها صفحات ….
لم اكتب في هذا الموضوع سابقا ولكن ما رايته هذه الايام من افراح بحصول نادي شباب عيرا على بطولة الدوري وما رايته من مساندة من جماهير عيرا الحبيبة والحماس والتلاحم .. وما رايته من تهنئة تعبر عن صدق المحبة من جيراننا واهلنا في يرقا العز ومن كل ناحية وقرية من قرايبنا العبابيد ..ومن احبائنا في السلط العزيزة صاحبة الامجاد واهلها الطيبين ..ومن كل من هنأنا بهذا الانجاز …دفعني واثار في نفسي الذكريات ..ذكريات الشباب والزمن الجميل ..الزمن الذي لن يكون ماضي فالتلاحم والترابط وصدق المشاعر والوقوف معا في السراء والضراء لنشامى ونشميات بلدتنا الحبية عيرا لن يكون ماضي وسيبقى بهمة واصالة هذا الجيل والاجيال القادمة خير دليل ومثال على صدق وتلاحم ابناء عيرا….عيرا المحبة والصمود…وما الفوز في هذا الكاس اليوم الا صورة اثبتت ان الانجازات لا تتوقف وهي تحتاج منا جميعا الى الدعم والمساندة والاستمرار في هذه العزيمة فالمحافظة على الانجازات اصعب من تحقيقها …
في منتصف الثمانينات شاءت الاقدار والنصيب ان ادرس تربية رياضية في جامعة اليرموك وخلال هذه الفترة انضممت الى النادي العربي لفريق الكرة الطائرة وكان يرافقني ابن الخالة صالح العلوان مما اكسبني بعض الخبرة في هذه اللعبة..وعندما انهيت من الجامعة كان نادي عيرا يرغب في تاسيس فريق لكرة الطائرة وفعلا بدات الحكاية ودخلنا دوري الدرجة الثالثة وكان ذلك بمجهود الادارة في ذلك الوقت وبحماس الجميع لانها المرة الاولى التي سيلعب فيها النادي بشكل رسمي في البطولات الرسمية ….
كان زملائي في الفريق لاعبين لم يخوضوا مباريات رسمية وقليلي الخبرة في مثل هكذا بطولات رسمية ولكنهم اصحاب عزيمة وهمة واصرار فكنت استغل اوقات الاجازة لنتجمع ونتدرب…. فقد انضم للفريق الى جانبي علي السموعي وصالح العلوان وخلف احمد الغثيان والمرحوم حامد الفاضي الكايد والمرحوم احمد عبدالله الطواهية ثم انضم الينا لاحقا جيل الشباب بشير العلوان وشادي العلاوين وباسم العوامرة واحمد العواد وغالب الكايد وسامي المحاسنة ..اعذروني اخواني ان نسيت بعض الاسماء…..فللجميع الحب والاحترام
المهم في الموضوع دخلنا في مباريات دوري الدرجة الثالثة وبتوفيق من رب العالمين وهمة الاخوان ودعم الادارة والجمهور الذي كان يعشق اللعبة وخاصة كبار السن استطعنا الوصول لنصف النهائي وكان لا بد ان نفوز على فريق سموع في نصف النهائي لنضمن التاهل للدرجة الثانية حيث كان يتاهل للدرجة الثانية اصحاب المراكز الاول والثاني وكانت المباراة في صالة رم في مدينة الحسين للشباب … وكان معظم فريق سموع من اللاعبين زملائي ايام ما كنت العب في النادي العربي والذي اذكر منهم عماد ابو دلو وغيره من الزملاء ….
وبدأت المباراة وجماهيرنا يحذوها الامل في الفوز كاول انجاز للصعود للدرجة الثانية وكان ذلك في شهر عشرة عام 1992… واستمرت المباراة سجالا حتى الشوط الخامس وهنا المشكلة …. فنحن متاخرين بما يقارب 5 نقاط وفريق سموع بحاجة لنقطتين للفوز بالمباراة…. هنا بدأت الشمس بالمغيب … وخطرت لي فكرة ذكرني فيها صالح .. ما احنا خسرانين خسرانين طبعا كانت الاعصاب والاجواء مشحونة والكل على اعصابه … لماذا لا اقول للحكم انه بطلنا نشوف الكرة كون الصالة لا يوجد بها اضاءة .. وفعلا بكوني رئيس فريق واعرف القوانين فمن حقنا ذلك … فذهبت للحكم واخبرته بذلك وهنا شاط لاعبي فريق سموع زملائي سابقا .. يا رجل كلهن نقطتين .. يا اخي كلها دقيقتين ومن هذا الكلام .. ولكني اصررت على ذلك فلم يكن يهمني في تلك اللحظة الا الفوز فسمعة نادي عيرا والفوز في هذه المباراة لايقدر بثمن.. وفعلا وافق الحكم وانتقلنا الى صالة قصر الرياضة التي كانت مغلقة وتم فتحها ونصب الشبكة واضاءتها وتم اعادة الشوط الخامس من البداية …. هنا ارتفعت المعنويات خاصة اننا كنا سابقا متاخرين بخمس نقاط وبدانا بحصد النقاط بمساندة جمهور عيرا الذي اذا وقف خلفك لن تهزم .. كما هوجمهورنا الرائع الان… وبتوفيق من رب العالمين استطعنا الفوز بالشوط الخامس بفارق نقطتين وضمنا الصعود للدرجة الثانية وسط فرحة ونزول الجماهير للملعب ووسط عتاب وزعل من زملائي لاعبي سموع … وهنا بقيت القصة الاكبر .. المباراة النهائية التي تجلب الكاس …
في اليوم الموعود حيث كان الامل والتصميم والعزيمة عنوان اللقاء تحشدت الجماهير على امل ان يحصل الفريق لاول مرة على بطولة وكاس والاهم من ذلك ان كبار السن في ذلك الوقت كانوا يتقدمون الجماهير واغلبهم الان في دار الحق رحمهم الله جميعا واذكر منهم المرحومين احمد العيسى وموسى الفلاح وعطية العلاوين ووالدي وحمزه الشرعة ….والكثير الكثير واعذروني فلم تعد الذاكرة تسعفني لاتذكر الجميع … وبدات المباراة وكان ذلك يوم الخميس الموافق 1992/10/1 وكانت المباراة مع فريق الاتفاق الذي كان لاعبيه يمتازون بطول القامة وبحضور الاستاذ تيسير عرفة رئيس الاتحاد الاردني لكرة الطائرة انذاك ..بدأت المباراة وعيننا على الكاس بالرغم من الخبرة القليلة للكثير من لاعبينا وقلة التدريب حيث كنت وقتها في القوات المسلحة ولم تسنح الظروف للتجمع والتدريب حيث كنا عندما نجتمع نتدرب في ملعب خارجي في مدرسة عيرا والمرة الوحيدة التي تدربنا فيها في صالة كانت صالة جامعة البلقاء… من هنا ومع هذه الظروف تقدم فريق الاتفاق بشوطين مقابل شوط لفريقنا ثم في الشوط الرابع تقدم الاتفاق بفارق عشر نقاط …. وهنا بدأت اعصاب لاعبينا في الانهيار فقد ذهبت المباراة وذهب الحلم …فاخذت وقت مستقطع وشحذت الهمم للاخوان وكان يساندني في ذلك الاخ وائل العلوان وقلت لهم العبوا بهدوء اعصاب ولا يهم النتيجة فقد رايت البعض منهم كان يرسل الارسال من الاسفل ويقول اهم شي اعديه الشبكة … وبتوفيق من رب العالمين استطعنا بشحن الجماهير والعزيمة والاستقتال ان نتقدم ونفوز بالشوط الرابع .. هنا ارتفعت المعنوية .. وبدأ الشوط الخامس نقطة بنقطة… حتى لم يبقى على الشوط سوى نقطة واحدة ونحن متقدمين بنقطة عن الخصم … هنا اللحظة التي لن انساها كانت نقطة واحدة تكفي للكاس والارسال للفريق الاخر .. فكنت ادعو ان يكون استقبالها جيد ليتمكن بشير من رفعها كما اريد فذهبت الى بشير والذي كان معد الفريق وقلت ارفع الطابة اقصى ما يمكن للخارج عند الانتين ..ففكرت ان لا العب الكرة باتجاه الملعب نظرا لقوة حائط صد الفريق الاخر ووضعت سقف الصالة بين عيني على امل ان اضرب الكرة في اطراف اصابع حائط الصد لتذهب الكرة باتجاه المدرجات وفعلا نجحت كما خططنا لها وذهبت الى بشير وقلت والله انك اسد … هنا قفزت الجماهير الى الملعب محتفله وهي تدور وترقص وتهتف … وحصلنا يومها على اول كاس لنادي شباب عيرا وصعدنا للدرجة الثانية…
وهنا اقول للادارة منذ تاسيس النادي بارك الله في جهودكم وان الانجازات لا تاتي بيوم وليلة ورغم قلة الامكانيات والصعوبات فانها تعوض بالعزيمة والاصرار وبوجود النشامى ..واقول لاخواني الاعضاء الحاليين الدكتور بشير رئيس النادي ولاعضاء النادي الذين يسهرون ويكدون لرفعة سمعة النادي ولتحقيق انجازات ترفع اسم هذه القرية المعروفة بهمة وعزيمة وشهامة ابنائها .. استمروا في عطاءكم فعيرا تحتاج لامثالكم ولامثال شبابها الرجال الرجال ليبقى اسمها عاليا في جميع المجالات .. فنشاطات النادي ما هي الا جزء رئيسي ومكمل لباقي المجالات والانجازات ..فشكرا لكم وللجمهور الرائع الذي اثبت حبه واصالته وعشقه لتراب عيرا.. شكرا لكل من شارك عيرا فرحتها …..حفظ الله اردننا العزيز ورحم الله جميع امواتنا ممن اسسوا وزرعوا فينا حب الغير وحب الخير للغير وزرعوا فينا الاصالة والشهامة ….
الصورة المرفقة والتي ما زلت احتفظ بصفحة الجريدة هي صفحة من جريدة الدستور الصادرة يوم الجمعة الموافق 1992/10/2 اثناء تسلمي الكاس من رئيس الاتحاد ويظهر في الصورة من الفريق زملائي صالح العلوان وعلي السموعي