كافة الحقوق محفوظة © 2021.
تعايش وأمل: الأردن يشارك الإحتفال بعيد الميلاد المجيد… د. شوقي أبو قوطة
يُعتبر الأردن نموذجًا فريدًا في التعايش والتآخي بين المسلمين والمسيحيين، حيث يتشارك المواطنون في مشاعر الوحدة والتضامن ضمن مجتمع يقوم على أسس الاحترام المتبادل والتفاهم العميق.
مع حلول عيد الميلاد المجيد، تتزين المدن الأردنية بالأضواء والفعاليات التي يشارك فيها الجميع، مسلمين ومسيحيين، في مشهد يعكس قيم المحبة والمودة.
تُعد مدينة الفحيص مثالًا بارزًا على هذا التلاحم، حيث تُنظم فعاليات تجمع الصغار والكبار في أجواء مليئة بالفرح والمشاركة.
ورغم التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، تظل الأعياد فرصة لتعزيز الروابط الإنسانية وترسيخ قيم المحبة والسلام.
ويُظهر المسيحيون في الأردن إصرارًا على الاحتفاء بعيد الميلاد بالتركيز على القيم الروحية والتضامن مع المحتاجين والمتضررين، مما يعكس عمق إيمانهم بالإنسانية المشتركة.
كما يتجلى التعايش الديني في الأردن بوضوح من خلال الحقوق التي يتمتع بها المسيحيون، الذين يمثلون حوالي 4% من السكان، حيث يحظون بتمثيل في البرلمان والمؤسسات الرسمية.
هذا التوازن يعكس وحدة النسيج الوطني ويظهر في المناسبات المختلفة، حيث يشارك المسلمون والمسيحيون في الاحتفالات ويتبادلون التهاني والتبريكات، مما يعزز من قوة التماسك الاجتماعي.
ولا ننسى الدور المحوري الذي تلعبه القيادة الهاشمية في ترسيخ قيم التعايش لا يمكن تجاهله،حيث يحرص جلالة الملك دائمًا على تقديم التهاني للطوائف المسيحية في أعيادهم، ويؤكد على أهمية الوحدة الوطنية كركيزة أساسية لاستقرار المملكة.
إن هذا الدور القيادي يرسّخ مكانة الأردن كنموذج يُحتذى به في المنطقة، إلى جانب ذلك، تلعب المؤسسات المجتمعية دورًا فعّالًا في تعزيز الحوار بين الأديان.
حيث يسهم المركز الأردني لبحوث التعايش الديني، على سبيل المثال، في إزالة الحواجز وبناء جسور من التفاهم والاحترام بين المسلمين والمسيحيين.
كما تُنظم فعاليات تجمع الطرفين في أجواء من الود والمحبة، مما يعزز من التلاحم الوطني.
ومع حلول الأعياد المجيدة، تحمل القلوب الأردنية رسائل المحبة والسلام لإخوانهم المسيحيين في الداخل والخارج.
إنها لحظة للتأمل في معاني التعايش وقيم الإنسانية المشتركة، وللتأكيد على أن الأردن سيظل نموذجًا متفردًا في وحدته الوطنية وتماسك شعبه، فيما أن هذه الأجواء التي تملأ المملكة بالأمل والفرح ليست سوى انعكاس لروح الأردنيين وتطلعاتهم نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
إن المحبة والوئام اللذين يميزان هذا البلد هما القوة الدافعة لبناء مجتمع قوي ومستدام، يظل عنوانه الأكبر الوحدة والتكاتف.
في هذا السياق، كتبت جلالة الملكة رانيا العبدالله عبر حسابها على منصة “أكس” تهنئة للأخوة المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، حيث قالت: “ميلاد مجيد تُضاء فيه بيوتكم بالخير والبركة”.
وفي ذات السياق، هنأ سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، المسيحيين بمناسبة عيد الميلاد المجيد، حيث نشر عبر خاصية “ستوري” على إنستغرام، صورة تحوي موقع المغطس وموقع أم الجمال الأثري وفسيفساء داخل كنسية جبل نيبو، وكتب عليها “عيد ميلاد مجيد”.
إن هذه التهاني الملكية تعكس التلاحم الوطني والروح المشتركة بين أبناء الوطن، وتؤكد على أن الأردن سيظل دائمًا نموذجًا للتعايش والتآخي بين مختلف مكونات المجتمع.