كافة الحقوق محفوظة © 2021.
فارسة “الصهيل”سجى التميمي من رياضة الجمباز..إلى تصدر في رياضة القفز عن الحواجز
التميمي:للمدرب محمد الزيني دورٌ محوري في تطوير مهاراتي
سراب سبورت _تصوير رائد قطينة
في عالم الرياضة، قد تكون نقطة البداية مجرد دعوة صغيرة أو تجربة عابرة، لكنها قد تفتح أبواب الشغف والطموح على مصراعيها.
هكذا بدأت قصة الفتاة الصغيرة سجى التميمي، التي لم تكن تتجاوز الثامنة من عمرها عندما دعيت لحضور عيد ميلاد في نادٍ مختص برياضة الجمباز على ظهر الخيل.
كانت تلك المناسبة البسيطة بمثابة الشرارة التي أشعلت حب سجى للخيل، رغم أنها أتمت دورة صغيرة فقط في الجمباز على ظهر الخيل، إلا أن هذا اللقاء الأول كان كفيلاً بزرع بذور شغفها بالخيل والتعلق بها.
تركت سجى الولايات المتحدة بصحبة عائلتها وعادت إلى الأردن حيث بدأت مرحلة جديدة من حياتها. وكان لوالدها محمد التميمي الدور الأكبر في دعمها وتشجيعها خلال مسيرتها في رياضة القفز عن الحواجز.
في عمر العاشرة، انضمت سجى إلى مركز الصهيل للفروسية، حيث استقبلها مدربو النادي بحب ودعم كبيرين. هناك، بدأت سجى مشوارها في رياضة قفز الحواجز، وأظهرت منذ البداية إمكانيات مميزة وشغفًا لا حدود له.
لم يكن الطريق سهلاً، لكن عزيمتها وإصرارها دفعاها للتقدم بسرعة ملحوظة.
كان للمدرب محمد الزيني (أبو رامي) وكل من أبنائه المدرب والفارس المحترف عمرو الزيني والمدرب والفارس رامي الزيني دورٌ محوري في تطوير مهارات سجى وصقل موهبتها.
من خلال خبرتهما الطويلة في رياضة الفروسية، قدما لسجى برامج تدريبية مكثفة، تراعي نقاط قوتها وتسعى لتحسين أدائها في قفز الحواجز. يقول أبو رامى: “رأينا في سجى شغفًا لا يُقاوم، وكان من واجبنا أن نوفر لها الدعم الكامل لتصل إلى أعلى المستويات.” أما عمرو الزيني، فقد كان مثالاً يُحتذى به لسجى، إذ شاركها في تدريباتها اليومية وقدم لها نصائح عملية حول كيفية التحكم بالخيل وتطوير أدائها في المسابقات.
تضيف سجى: “كان لعمرو دور كبير في تعزيز ثقتي بنفسي داخل المضمار، وأنا ممتنة لكل ما تعلمته منه ومن والده.” حققت سجى بطولة التحدي الكبرى لنادي الجواد العربي، بالإضافة إلى عدة بطولات محلية أخرى، وحصدت مراكز متقدمة، حاملةً معها ميداليات وكؤوسًا أضافت بريقًا لمسيرتها الرياضية.
ورغم هذه الإنجازات، فإن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد، تقول سجى: “أطمح لدراسة القانون الدولي، وفي موازاة هذا الطموح، أهدف إلى تمثيل الأردن في البطولات العربية والدولية، وصولاً إلى تحقيق حلمي الأكبر بالمشاركة في البطولات الأولمبية.”
كلمات تعكس نضجًا كبيرًا وطموحًا يتجاوز عمرها الصغير. لم يكن لسجى أن تصل إلى ما وصلت إليه لولا دعم والديها المستمر.
فقد كانا السند الذي يقف خلف كل خطوة تخطوها، يشجعانها على تحقيق أحلامها، ويوفران لها كل ما تحتاجه لتواصل مسيرتها الرياضية والأكاديمية. لم يكن التأثير الإيجابي للرياضة على سجى مقتصرًا على الجانب البدني فقط، بل أسهم في صقل شخصيتها وزيادة ثقتها بنفسها. يقول مدربها في مركز الصهيل: “سجى ليست فقط فارسة موهوبة، بل فتاة تتمتع بصفات قيادية وشخصية قوية تعكس شغفها بما تقوم به.” هذه الصفات كانت واضحة في تعاملها مع زميلاتها في البطولات، حيث أصبحت مصدر إلهام وتشجيع لكل من حولها.