إذاعة القوات المسلحة الجيش العربي نموذج الإعلام الواعي لترسيخ الهوية الوطنية… بقلم: جهاد مساعدة

إذاعة القوات المسلحة الجيش العربي تعدّ واحدة من أبرز الوسائل الإعلامية التي تسهم بشكل كبير في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ التربية الإعلامية في المجتمع الأردني. فمنذ انطلاقها، حملت هذه الإذاعة رسالة وطنية سامية تهدف إلى نشر الوعي بين المواطنين وتعميق فهمهم للقضايا الوطنية، مع الحفاظ على روح الانتماء والولاء للوطن والقيادة الهاشمية.
تلعب الإذاعة دورًا محوريًا في تعزيز التربية الإعلامية من خلال تقديم محتوى يعكس القيم المجتمعية ويثري ثقافة التعامل الواعي مع وسائل الإعلام. فهي تسعى إلى تمكين المستمعين من التعامل النقدي مع الأخبار والمعلومات، مما يساعدهم على التمييز بين الحقائق والشائعات. وتبرز أهمية هذا الدور في ظل التحديات التي يواجهها العالم من انتشار الأخبار المضللة وسرعة تداول المعلومات غير الموثوقة.
على مستوى الهوية الوطنية، تسهم إذاعة القوات المسلحة في ترسيخ قيم الولاء والانتماء من خلال برامجها التي تسلط الضوء على التاريخ الأردني والتراث الثقافي الغني. كما أنها تعمل على إبراز دور القوات المسلحة في حماية الوطن وتقديم الخدمات الإنسانية والتنموية، مما يعزز الشعور بالفخر والانتماء بين أفراد المجتمع، وخاصة الشباب. ولا يقتصر هذا الدور على البرامج المباشرة، بل يمتد إلى الأناشيد والخطابات الوطنية التي تبثها الإذاعة، والتي تلهم المستمعين وتشجعهم على العمل بروح جماعية لخدمة الوطن.
الإذاعة تُبرز أيضًا الجهود العظيمة التي تقوم بها القوات المسلحة في دعم الأمن والاستقرار، سواء داخل المملكة أو على المستوى الإقليمي. هذا التركيز يعكس الأهمية الكبرى للأمن كركيزة أساسية للتنمية الوطنية، ويعمل على توعية المواطنين بدورهم في الحفاظ على هذا الاستقرار من خلال تعزيز الوحدة الوطنية والتكاتف في مواجهة التحديات.
إن إذاعة القوات المسلحة الجيش العربي ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هي منبر يعبر عن صوت الوطن ويوجه رسائل إيجابية وبناءة تساهم في صياغة مجتمع واعٍ وقادر على مواجهة التحديات. ومن خلال هذا الدور، تؤكد الإذاعة أنها شريك استراتيجي في بناء الدولة وتعزيز مسيرتها نحو التنمية والازدهار، لتظل رمزًا للإعلام المسؤول الذي يجمع بين المهنية والالتزام الوطني.
تحية لكل العاملين في هذه الإذاعة من ضباط، وضباط صف، وأفراد، الذين يتمتعون بمهنية عالية في إعداد، وصياغة، وتقديم الرسائل الإعلامية. إن جهودهم المبذولة لا تقتصر فقط على نقل المعلومة، بل تتجاوز ذلك لتشمل بناء وعي المجتمع وتعزيز القيم الوطنية. إنهم نموذج يحتذى به في التفاني والعمل الإعلامي الهادف، مما يجعلهم أحد أعمدة القوة الناعمة للدولة ودعامة أساسية في تعزيز الروح الوطنية.