كافة الحقوق محفوظة © 2021.
آسيا عبدالله.. التعليق الكروي لم يعد حكراً على الرجال
سراب سبورت-
خطت الإعلامية اللبنانية، آسيا عبدالله، خطوة تاريخية في مسيرتها المهنية، وفي مسار الإعلام الرياضي العربي، بعد أن أصبحت أول سيدة تعلق باللغة العربية على مباراة كرة قدم، عبر شبكة بين سبورتس، لتكسر بذلك أحد الحواجز التقليدية في عالم يهيمن عليه المعلقون الرجال.
بدأت آسيا عبدالله رحلتها في الإعلام من بوابة قناة «الجديد» اللبنانية، حيث لم تكن مجرد وجه تلفزيوني، بل شخصية طموحة، شقت طريقها بعزيمة وإصرار، ولم يقتصر شغفها على الإعلام فقط، بل امتد إلى الملاعب، حيث كانت من أوائل اللاعبات في أول منتخب نسائي كروي محلي في لبنان، ما منحها فهماً عميقاً لكرة القدم وتفاصيلها، وأكسبها تجربة فريدة، انعكست لاحقاً على أسلوبها المتميز في التقديم والتعليق.
اختيار آسيا عبدالله للتعليق على النسخة الثانية من «مباراة لإحياء الأمل» الخيرية السنوية، التي أقيمت في استاد 974 بالدوحة، لم يكن مصادفة، بل كان تتويجاً لمسيرة مليئة بالاجتهاد والتميز، ولم تكن المباراة، التي نظمتها منصة «كيو لايف» الثقافية، مجرد حدث رياضي، بل مبادرة إنسانية تهدف إلى دعم الأفراد والمجتمعات الأقل حظاً، عبر مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، ما أضاف بعداً إنسانياً إلى هذا الإنجاز التاريخي.
وشهدت المباراة مشاركة نخبة من أبرز نجوم كرة القدم السابقين مثل أندرياس إنيستا، تيري هنري، أندريا بيرلو، وتولى تدريب الفريقين كل من ماوريسيو بوتشيتينو، وأرسين فينغر، ما أضفى على الحدث طابعاً عالمياً مميزاً.
ولم يكن وجود آسيا عبدالله خلف الميكروفون مجرد إضافة صوتية، بل كان إعلاناً بأن المرأة العربية قادرة على تحقيق المستحيل في مجالات لطالما كانت حكراً على الرجال، تجربتها الكروية والإعلامية منحتها أدوات فريدة، جعلت تعليقها ليس مجرد وصف للأحداث، بل تفاعلاً عاطفياً وفنياً، أضفى بعداً جديداً على المباراة.
هذا الإنجاز التاريخي ليس -فقط – تتويجاً لجهود آسيا عبدالله، بل أيضاً دفعة قوية لكل النساء العربيات الساعيات، لترك بصمة في مجال الرياضة والإعلام، كما أنه يفتح الباب لمزيد من الفرص للإعلاميات الرياضيات في المنطقة، ويعيد رسم ملامح الأدوار التقليدية في هذا المجال.
ولم تقتصر مباراة «إحياء الأمل»، التي بثتها beIN SPORTS مجاناً في 24 دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على كونها حدثاً رياضياً خيرياً، بل كانت منصة أكدت أن المرأة ليست – فقط – جزءاً من المشهد الرياضي، بل شريكاً أساسياً في صناعته وروايته.
وتمكنت المبادرة في العام الماضي من جمع 8.8 ملايين دولار لدعم مشاريع مؤسسة «التعليم فوق الجميع»، واستفاد منها أكثر من 70 ألف طفل غير ملتحق بالمدرسة، ومع دخول آسيا عبدالله التاريخ هذا العام، لا يُسجل نجاح شخصي فقط، بل محطة جديدة في مسار تمكين المرأة في الرياضة، ورسالة واضحة بأن الحدود وُجدت لتُكسر.