سراب سبورت
مجلة رياضية

الشباب خارج النص؟! … بقلم جهاد مساعده

 

في عالم يُفرض فيه على الشباب مسارات محددة مسبقًا، يأتي بعضهم ليكسروا القواعد، ليخرجوا عن النص المكتوب لهم، ويعيدوا رسم معالم مستقبلهم بأسلوبهم الخاص. الخروج عن النص ليس تمردًا بقدر ما هو إعادة تعريف للواقع، واستجابة لاحتياجات عصر يتغير أسرع من أي وقت مضى.
يواجه الشباب اليوم تحديين مزدوجين؛ فمن ناحية، هناك التوقعات المجتمعية التي تحصرهم في قوالب جاهزة تحدد لهم ما يجب أن يكونوا عليه، ومن ناحية أخرى، هناك عالم متغير يفرض عليهم مهارات وخبرات لم تكن حتى مطروحة قبل سنوات قليلة.
بين هذين التحديين، يظهر جيل جديد يختار أن يكون “خارج النص”، لا ليهدم القديم، بل ليعيد تشكيله بأسلوب يتماشى مع احتياجاته وتطلعاته. إنه جيل يسعى إلى الابتكار بدلاً من التكرار، وإلى إيجاد حلول تتجاوز القوالب التقليدية المفروضة عليه. فبدلاً من اتباع المسارات الجاهزة، يرسم طريقه الخاص، مستفيدًا من الأدوات الحديثة التي يتيحها العصر الرقمي، مع الحفاظ على هويته ورؤيته الفريدة لمستقبله.
لطالما ارتبط النجاح بالمسار التقليدي: التعليم، ثم الوظيفة المستقرة، ثم التقاعد. لكن هذا النموذج لم يعد صالحًا لجيل يجد نفسه أمام فرص جديدة لم تكن متاحة من قبل. ريادة الأعمال، الاقتصاد الرقمي، العمل الحر، وحتى الوظائف التي لم تكن تُعتبر وظائف حقيقية سابقًا مثل صناعة المحتوى والتسويق الرقمي، أصبحت اليوم مصادر دخل حقيقية وأحيانًا أكثر استقرارًا من الوظائف التقليدية. الشباب الذين يخرجون عن النص التقليدي في التعليم والعمل لا يفعلون ذلك بدافع الكسل أو التمرد، بل لأنهم يدركون أن سوق العمل لم يعد كما كان. الجامعة لم تعد الضامن الوحيد لمستقبل ناجح، بل أصبحت المهارات، التجربة، والقدرة على التكيف مع التغيرات السريعة أكثر أهمية من أي شهادة أكاديمية.
التكنولوجيا منحت الشباب أدوات لا حدود لها للخروج عن النص، لكنها في ذات الوقت قيدتهم داخل حدودها الرقمية. فمن جهة، أصبح بإمكان أي شخص أن يتعلم، يعمل، ويؤسس مشروعه الخاص دون الحاجة إلى رأس مال ضخم أو شبكة علاقات واسعة. ومن جهة أخرى، أصبح الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يشكل تحديًا نفسيًا واجتماعيًا، حيث أصبح من الصعب التمييز بين العالم الافتراضي والواقع الحقيقي.
الشباب اليوم أمام خيار صعب: هل يستخدمون التكنولوجيا كأداة لتحرير أنفسهم من القيود القديمة، أم يصبحون أسرى لها، عالقين في دائرة الاستهلاك الرقمي دون إنتاج حقيقي؟
في عصر العولمة، لم تعد الهوية ثابتة كما كانت في الماضي. الشباب الذين يخرجون عن النص التقليدي يبحثون عن هويتهم خارج التعريفات الضيقة التي حددتها المجتمعات لهم. فهم يتنقلون بين الثقافات، يتعلمون من تجارب الآخرين، ويخلقون هويتهم الخاصة التي تمزج بين التراث المحلي والانفتاح العالمي. لكن هذا البحث عن الذات قد يكون مربكًا، فقد يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان الأصول بدلاً من تطويرها. كيف يمكن للشباب أن يكونوا “خارج النص” دون أن يفقدوا توازنهم بين الماضي والمستقبل؟
وعليه، فإن الخروج عن النص ليس هروبًا من المسؤولية، بل هو إعادة كتابة القواعد بما يتناسب مع واقع جديد. فالشباب اليوم لا يريدون أن يكونوا مجرد شخصيات في نصوص كتبها آخرون، بل يسعون ليكونوا المؤلفين لقصصهم الخاصة.
يبقى السؤال مفتوحًا: هل نسمح لهم بذلك؟ أم أننا سنحاول جرّهم دائمًا إلى النصوص القديمة التي لم تعد صالحة لعالم يتغير كل يوم؟

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
انطلاقة قوية لبطولة العالم لكرة الطاولة "الدوحة 2025" تخصيص صالة لممارسة الأنشطة الرياضية في موسم خريف ظفار 2025 قضية تحرش جديدة تهز مصر.. هذا ما كان يفعله مدرب كرة الطائرة مع اللاعبات فلسطين تشارك في مؤتمر الصحافة الرياضية وتطلق مبادرة "مراسلو الأمل" أمين عام وزارة الشباب يشارك شباب مليح في جلسة تدريبية حول " صناعة المحتوى الإعلامي والوصول إلى فرص ا... النتشة والفايز والاحمد أبطال السباق الدولي الأول للقدرة والتحمل لعام 2025 وريكات يفوز بلقب سباق السرعة الأول والدفع الرباعي ونباص وجمعة بطلا الدفع الخلفي والأمامي «كرة اليد الشاطئية… حين يغرق الإنجاز في بحر المحسوبيات أرقام جديدة في جولة الدوحة للدوري الماسي لألعاب القوى الفارس الأردني سطّام بندر الفايز يتألق في سباق القدرة والتحمل وسط صحراء الأردن الكويت تفوز باستضافة المؤتمر العالمي للرواد 2027: إنجاز جديد يبعث على الفخر “أسد أبو عمارة يتألق في ميادين الفروسية: الفارس عبدالله أبو عمارة يحصد المركز الثالث في السباق الدول... غدا انطلاق بطولة العالم لكرة الطاولة الدوحة 2025 وصالة لوسيل تحتضن حفل الافتتاح الاولمبي د.اسماعيل غصاب يفتح النار على اتحاد العاب القوى إهمال إداري يثير الغضب في بطولة سلوفينيا الدولية لكرة الطاولة البارالمبية حفل تأبين للراحل نجم الكرة العراقية ونادي القوة الجوية صاحب خزعل مع التقدم بالعمر... 5 دقائق فقط من النشاط البدني يومياً قد تحمي الدماغ الإماراتي الكمالي رئيساً للجنة الانضباط في «فيفا» أحمد الهندي.. إرادة لا تعرف المستحيل ...بقلم الدكتور محمد نصرالله فرج “تحدّى المستحيل وانتزع المجد: فوز كاسح لعبدالعزيز الفايز ومركز أبو عمارة في سباق الـ100 كم للقدرة وا... تحت رعاية نائب عميد كلية علوم الرياضة: فريق البلاوجرانا يتوج ببطولة الاستقلال بعد نهائي حماسي خيبة أمل في بطولة الفجيرة: التايكواندو الأردنية تتراجع وصفر من الميداليات النزاهة الرياضية: دعامة أساسية للرياضة العادلة والتنمية المستدامة المهندس نسيبة: اتحاد الثقافة الرياضية شريك فعال في مهرجان امير القدس فيصل الحسيني الرياضي والثقافي م.الغويري على هامش بطولة غرب آسيا للجمباز...المدرب العربي يمتلك من الكفاءة والخبرة ما يؤهله لقيادة ا... د.زياد الرميلي أستاذ علوم الرياضة ينعى والدته بكلمات موجعة خروج مبكر لبارالمبي الطاولة من بطولة سلوفينيا بعد خسارة امام فريق الكيان الصهيوني وسط أداء باهت وترك... الكشف عن آخر استعدادات بطولة العالم لكرة الطاولة الدوحة 2025 السفير الأردني لدى السعودية يزور بطل الراليات يزيد الراجحي للاطمئنان على صحته 53 متسابقا من الأردن وفلسطين في الجولة الإفتتاحية من بطولة الأردن لسباقات السرعة