كافة الحقوق محفوظة © 2021.
غياب تسليط “الإعلام الرياضي” عن الأبطال خارج ملاعب كرة القدم في الأردن
كتب.. دحام الخوالدة
رغم الشعبية الجارفة التي تحظى بها كرة القدم في الأردن، إلا أن الإنجازات الرياضية الأردنية تمتد إلى مجالات أوسع، حيث تألقت الرياضات الفردية وحققت إنجازات عالمية تفوق ما قدمته كرة القدم. ومع ذلك، لا تزال هذه النجاحات تعاني من ضعف التغطية الإعلامية، وكأن الأضواء لا تسلط إلا على نجوم المستديرة.
التايكوندو: رياضة الإنجازات الذهبية
لطالما كانت التايكوندو الرياضة الأكثر تحقيقًا للإنجازات للأردن على الساحة الأولمبية. البداية الأبرز جاءت مع أحمد أبو غوش، الذي منح الأردن أول ميدالية ذهبية في تاريخه خلال أولمبياد ريو دي جانيرو 2016. لم يكن هذا الإنجاز استثناءً، فقد واصل الأردن تألقه في أولمبياد طوكيو 2020 عبر صالح الشرباتي، الذي حصد الميدالية الفضية. وفي أولمبياد باريس 2024، تألق زيد كريم مضيفًا فضية أخرى إلى سجل التايكوندو الأردني.
كما لم تقتصر النجاحات على الرجال، بل أثبتت السيدات حضورهن بقوة من خلال البطلة جوليانا الصادق، التي وصلت إلى التصنيف الأول عالميًا قبل اعتزالها. ويعود تاريخ الأردن في التايكوندو إلى ما قبل اعتمادها رسميًا كرياضة أولمبية، إذ حصد أبطالها ثلاث ميداليات برونزية قبل أولمبياد سيدني 2000. ومع ذلك، ورغم كل هذه الإنجازات، فإن التغطية الإعلامية لا تتجاوز نطاق صفحات اللجنة الأولمبية.
أبطال في الظل: الجمباز وكرة السلة نموذجًا
لا تقتصر الإنجازات الأردنية على التايكوندو، فقد دخل الجمباز الأردني التاريخ عندما أصبح أحمد أبو السعود أول عربي يحقق المركز الثاني في بطولة العالم. ورغم عظمة هذا الإنجاز، إلا أن صداه في الإعلام المحلي كان خافتًا مقارنة بأخبار كرة القدم.
وفي الرياضات الجماعية، يبرز منتخب كرة السلة الأردني، الذي بات بين الأفضل في المنطقة، بمشاركته في آخر نسختين من كأس العالم، ليؤكد مكانته كقوة رياضية مؤثرة. لكن رغم ذلك، لا يحظى هذا المنتخب بالاهتمام الإعلامي الذي يليق بمكانته، وكأن الأضواء الإعلامية لا تبرح ملاعب كرة القدم.
لماذا كرة القدم فقط؟
من السهل فهم شعبية كرة القدم، كونها الرياضة الأكثر متابعة عالميًا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا التفاوت الكبير في التغطية الإعلامية؟ هل يعود السبب إلى ضعف الثقافة الرياضية لدى الجمهور، أم أن الإعلام الرياضي الأردني بات حبيس القوالب التقليدية التي لا ترى سوى كرة القدم؟
في النهاية، يحتاج الإعلام الرياضي الأردني إلى مراجعة شاملة لدوره في دعم جميع الرياضيين، وليس فقط لاعبي كرة القدم. فالأبطال الذين يرفعون علم الأردن في المحافل العالمية يستحقون تسليط الضوء عليهم، ليكونوا مصدر إلهام للأجيال القادمة، تمامًا كما يفعل نجوم المستديرة.