كافة الحقوق محفوظة © 2021.
الأهلي بين الجرأة والتهور: انسحاب القمة بين حسابات الخطيب وتبعات القرار
الكاتب-محمد حسن _ مصر
عندما أعلن النادي الأهلي انسحابه من مباراة القمة أمام الزمالك، لم يكن القرار مجرد رد فعل لحظي، بل خطوة أحدثت زلزالًا في المشهد الكروي المصري. فمن جهة، هناك من يراه موقفًا شجاعًا من محمود الخطيب، رئيس النادي، يؤكد أنه لا يفرط في حقوق فريقه، ومن جهة أخرى، هناك من يعتبره قرارًا متسرعًا قد يكلف الأهلي كثيرًا على المستويين الرياضي والمالي.
الخطيب.. بين الثقة والاندفاع
الخطيب ليس مجرد رئيس نادٍ، بل هو أسطورة داخل المستطيل الأخضر وخارجه، مما يجعل قراراته دائمًا تحت المجهر. إذا كان قد قرر الانسحاب بثقة تامة، فهو إما يمتلك رؤية بعيدة المدى تضمن للأهلي حقوقه على المدى الطويل، أو أنه وقع في فخ اندفاع عاطفي سيدفع الفريق ثمنه غاليًا.
في الحالة الأولى، ربما أراد الخطيب أن يبعث برسالة واضحة: الأهلي لن يقبل بسياسات تضر بمبدأ تكافؤ الفرص. وربما يراهن على أن الضغط الإعلامي والجماهيري سيدفع اتحاد الكرة إلى مراجعة سياساته التحكيمية في المستقبل، مما يجعل الانسحاب خطوة استباقية لحماية الفريق من أي ظلم محتمل في المباريات القادمة.
أما في الحالة الثانية، فقد يكون القرار نابعًا من غضب لحظي، دون دراسة كاملة للعواقب. فخصم ثلاث نقاط إضافية من رصيد الأهلي يعني أن الفريق يواجه معركة أصعب في سباق الدوري. كما أن العقوبات المالية المحتملة والخسائر المرتبطة بالبث والرعاية قد تؤثر على النادي اقتصاديًا، خاصة إذا أدت هذه الأزمة إلى تراجع الأداء العام للفريق.
بين موقف الأهلي والواقع الجديد
بعيدًا عن العواطف والانتماءات، الواقع الآن أن الزمالك حصل على نقاط المباراة، والأهلي خسر ثلاث نقاط إضافية، مما يعيد ترتيب الحسابات في صراع القمة. فهل كان هذا القرار يستحق التضحية بموقع الفريق في جدول الدوري؟ وهل يمكن أن يستفيد الأهلي من هذا الموقف مستقبلًا، أم أنه سيكون مجرد ذكرى لقرار لم يحقق مكاسب حقيقية؟
الخطيب، بعقليته التي تمزج بين الروح القتالية والخبرة الإدارية، يدرك جيدًا أن المعركة الحقيقية لا تُحسم بالقرارات الانفعالية، بل بقراءة المشهد من جميع زواياه. فإما أن يكون هذا الانسحاب نقطة تحول إيجابية في مشهد الكرة المصرية، أو أنه سيكون درسًا قاسيًا في أهمية اختيار التوقيت المناسب للمواجهة.
ختامًا: قرار للتاريخ أم خطأ استراتيجي؟
ما حدث ليس مجرد انسحاب من مباراة، بل اختبار حقيقي لمدى قدرة الأهلي على إدارة الأزمات. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان قرار الخطيب خطوة شجاعة ستغير موازين القوى في الكرة المصرية، أم أنه سيكون أحد أكثر القرارات المثيرة للجدل في تاريخ النادي. في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل كانت هذه الخطوة مقامرة مدروسة، أم أن الأهلي قد وقع في فخ لا يمكن التراجع عنه؟