سراب سبورت
مجلة رياضية

جهاد مساعده يكتب…العقل الإداري والعقل الريادي.. الشباب بين التقييد والتمكين

 

في عصرٍ تحكمه الأرقام، يجد الشباب أنفسهم أمام معضلة حقيقية: هل يُنظر إليهم كطاقة وطنية تستحق التمكين، أم كعبء اقتصادي يستدعي التحكم؟ بين منظورٍ إداريٍّ يُحصيهم في تقارير التنمية، ورؤية رياديةٍ ترى فيهم قوةً تتجاوز الحسابات المادية، يتشكل مستقبل الأجيال القادمة.

يتعامل العقل الإداري مع قضايا الشباب بمنطق الروتين والبيروقراطية، حيث تتحول الأسئلة إلى أرقام وإحصائيات: كم فرصة عمل متاحة؟ ما نسبة البطالة؟ ما العائد الاستثماري من المشاريع الشبابية؟ وهل تحقق الفعاليات الشبابية مكاسب اقتصادية أم تشكل عبئًا ماليًا؟ في هذا الإطار، يصبح الطموح والإبداع خارج الحسابات، لأن ما لا يُقاس مادياً لا يجد مكانًا في معادلة التنمية. ونتيجةً لذلك، تكتفي العديد من الدول بتقديم الحد الأدنى من الدعم للشباب، دون استثمار حقيقي في قدراتهم أو تمكينهم من المشاركة الفاعلة في صنع القرار.

على النقيض، ينظر العقل الريادي إلى الشباب ليس كأيدٍ عاملة تُحرك عجلة الإنتاج فحسب، بل كقوة محورية في رسم ملامح المستقبل. في هذا المنظور، لا يقتصر الاهتمام على عدد الوظائف المتاحة، بل يمتد إلى خلق بيئة تحفّز الإبداع وتُعزز التأثير الفعلي. فالشباب ليسوا مجرد مستهلكين للفرص، بل هم صُنّاعها. ولذلك، فإن الدول التي تدرك هذه الحقيقة تستثمر في تعليمهم، وتدعم مشاريعهم الريادية، وتوفر لهم مساحات أوسع للتعبير والمشاركة في صنع القرار الوطني.

لننظر إلى بعض النماذج العالمية، سنجد أن الدول التي تتبنى نهجًا إداريًا جامدًا في التعامل مع الشباب تعاني من بطالة مرتفعة، هجرة عقول، وتراجع في الابتكار، بينما الدول التي تحتضن شبابها وتتعامل معهم بعقلية ريادية تحقق أعلى معدلات التنمية، وتستفيد من طاقاتهم في دفع عجلة التطور. على سبيل المثال، عندما قررت سنغافورة تحويل الشباب إلى قوة إنتاجية عبر الاستثمار في التعليم والتكنولوجيا، أصبحت من أسرع الدول نموًا في العالم. في المقابل، هناك دول تنفق الملايين على مؤتمرات وفعاليات شبابية لا تترك أثرًا حقيقيًا، لأنها تنظر إليهم كمادة استهلاكية وليسوا كمنتجين حقيقيين.

في هذا السياق، قد يسأل البعض: هل يمكن تحقيق توازن بين العقلين؟ هل يمكن المزج بين منطق الإدارة التقليدية ومنطق الريادة؟ الحقيقة أن الحل لا يكمن في إلغاء الحسابات الاقتصادية، بل في جعلها خادمة للشباب، لا قيدًا عليهم. الاستثمار في الشباب لا يعني بالضرورة التخلي عن المنطق الإداري، لكنه يتطلب عقلية تفهم أن التنمية ليست مجرد تقارير سنوية، بل عملية مستمرة تحتاج إلى رؤية تتجاوز المكاسب السريعة إلى بناء مستقبل مستدام.

العقل الإداري سيبقى يردد: “انظروا إلى الأرقام، البطالة مرتفعة، والموارد محدودة، والأحلام لا تبني اقتصادًا.” بينما العقل الريادي يرد: “الأحلام هي التي صنعت أعظم الإنجازات، والأمم التي لا تؤمن بشبابها تبقى عالقة في حسابات قصيرة النظر.”

إذن، الخيار واضح: إما أن نُسلّم مستقبل الشباب لعقلية إدارية تُحصيهم بالأرقام، أو نؤمن بالعقل الريادي الذي يرى فيهم قادة التغيير وحملة الأمل. فالتاريخ لم يُكتب بجداول المال والإحصاءات وحدها، بل صاغته أيادي الشباب الذين رفضوا أن يكونوا مجرد أرقام في معادلات جامدة، وأصروا على أن يكون لهم دور في رسم ملامح الغد.

اقرأ ايضاً
أخبار عاجلة
 البازار الخيري بالتعاون بين جامعة مؤتة ومدين الخيرية تعديلات على جدول بطولة السعودية للراليات بعد إلغاء «جولة تبوك» اتحاد غرب آسيا يؤكد موقفه الداعم للاتحاد الفلسطيني لجنة التطوير تؤكد أهمية الجانب التثقيفي والتدريبي عمر العزام ناطقاً لوزارة الشباب منتخب واعدي أمانة عمان الكبرى يحتفل بعيد الاستقلال مناقشة أول رسالة ماجستير في التربية البدنية والصحية في عمان الأهلية ليون وسان جيرمان إلى المربع الذهبي لدوري السيدات 5 أندية أردنية تحصل على الرخصة الآسيوية سباق الدرفت "تاندوم" الأول يقام يومي الخيمس والجمعة بالبحر الميت بمشاركة 37 متسابقا من الأردن وفلسط... وزير الشباب يتفقد عدداً من المرافق الشبابية والرياضية في محافظة إربد مجلس محافظة الكرك يزور نواة المدينة الرياضية ويطّلع على سير العمل صالة أونيكس جدة تشتعل الجمعة بنزالات " PFL MENA" والنجوم يعلنون التحدي أيلة والمجموعة الفنية العربية توقعان اتفاقية لتوريد وتشغيل أنظمة تكييف ذكية السيب بطلا لدوري طائرة عمان امام مجلس إدارة اللجنة الأولمبية قبل 7 ايار "فوضى وتخبط عاملة منزلية فلبينيه تشارك في دورة التحكيم" مهند محادين إعلامي "المملكة " نموذج يُحتذى به في المهنية والاتزان والطرح المسؤول "ألعاب القوى"في مهب الريح "مركز اخير"في ثلاث مشاركات وتخبط وشكاوى على الإدارة الجولف يغادر الى مصر للمشاركة في البطولة العربية للناشئين والسيدات الأميرة غيداء طلال تكرم الشوملي لدعمه مرضى السرطان  محمد بن سليم: ملتزمون بتحول «دولي السيارات» إلى منظمة عصرية الفارس راشد ارتيمات يستعد للسباق الدولي للقدرة والتحمل الجمعة... انطلاق الموسم الثاني من دوري المقاتلين المحترفين في جدة بين العسكرية والدبلوماسية: عرابها رئيس إتحاد الرماية حسين هزاع المجالي مركز شباب الوسطية ينظم بطولة "الاستقلال لخماسيات كرة القدم" 350 هدفا في 132 مباراة في دوري المحترفين لموسم 2024-2025 على طاولة "جلسة اللجنة الأولمبية " وقف نزف المال العام في إتحاد المبارزة ختام فعاليات تصفيات المنتدى الأفرواسيوي للابتكار والتكنولوجيا المؤهلة "للدولية السادسة" مركز الصيفي ينظم بطولة الدريساج الاولى للفروسية الحسين يتوج بلقب الدوري الأردني للمحترفين