كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“طريق الأحلام… وذاكرة الكوابيس
بقلم: محمد أحمد حسن (مصر – أسيوط)
في ليلة من ليالي القاهرة، كان استادها العريق شاهداً على البداية. هدف يتيم من محمد هاني، وهتافات تزلزل المدرجات… الأهلي ينتصر على الهلال السوداني في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، ويضع أول قدم على طريق الحلم.
لكن الحسم لم يكن سهلاً، ولا عادياً. فمباراة الإياب، التي أُقيمت مساء امس الثلاثاء (08\4\2025)، لم تُلعب في الخرطوم، بل في نواكشوط، عاصمة موريتانيا، بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة في السودان. أرض محايدة بالاسم، لكن الضغط لم يكن محايداً أبداً.
90 دقيقة إضافية… أجواء غريبة، أعصاب مشدودة، وكل شيء معلّق على لحظة. ثم جاءت. إمام عاشور، بلمسة حاسمة، يضع الأهلي في نصف النهائي، ويؤكد التفوق الأحمر بهدف ثانٍ في مجموع المباراتين.
لكن كما أن لكل نصر طعمه، فإن لكل طريق أشواكه. الأهلي الآن على موعد مع كابوس مألوف… صن داونز الجنوب أفريقي. ذلك الفريق الذي لا يزور ذاكرة المشجع الأهلاوي إلا بصور الخسارة، والوجوه الصامتة بعد صافرة النهاية.
في السنوات الأخيرة، لم يكن صن داونز خصماً فقط، بل عقدة. يتفوق في القاهرة كما في بريتوريا، ويغرس في قلوب الأهلاوية شعوراً بالعجز، لا تشفيه كلمات ولا تخفيه شعارات.
مارسيل كولر، المدرب السويسري صاحب الفلسفة الهادئة، يجد نفسه الآن في عين العاصفة. الانتقادات تنهال، والأسئلة تتكاثر: لماذا يصر على الدفع بثنائية وسام أبو علي وجراديتشار رغم الأداء الباهت؟ وأين ملامح الشخصية الحمراء التي عرفها الجميع؟
جمهور الأهلي لا يريد فقط عبور نصف النهائي، بل عبور التاريخ. أن يرى فريقه يُقاتل، يُهاجم، يُرعب. أن يستعيد تلك الهيبة التي كانت، يوماً، لا تُكسر.
فهل ينجح الأهلي في كسر اللعنة الجنوب أفريقية؟ أم أن صن داونز سيكتب فصلاً جديداً من الألم في الرواية القارية الحمراء؟
الجواب لن يأتي الآن… لكنه يقترب، ومعه إما العبور أو الانكسار.