كافة الحقوق محفوظة © 2021.
“علومُ الرياضةِ”في الجامعةِ الأردنيّةِ تعرضُ لمستجداتِ الرّياضةِ التّنافسيّةِ والصّحّيّةِ في فعّاليّاتِ أيّامها العلميّةِ
سراب سبورت_
تحتَ شعارٍ “آخرُ المستجدّاتِ العلميّةِ في الرّياضةِ التّنافسيّةِ والصّحّيّةِ”، انطلقتْ في الجامعةِ الأردنيّةِ اليومِ فعّاليّاتُ الأيّامِ العلميّةِ الدوليّةِ التي تنظِّمها كلّيّةُ علومِ الرّياضةِ في الجامعةِ برعايةِ رئيسِ الجامعةِ الدّكتورِ نذيرِ عبيدات، ومشاركةِ نخبةٍ من الباحثينَ والمتخصّصينَ في القطاعِ الرّياضيِّ من مختلفِ الجامعاتِ المحلّيّةِ والعربيّةِ والعالميّةِ المنتشرةِ في أكثرِ من (20) دولةٍ حولَ العالمِ. وتعدُّ الأيامُ العلميّةُ الدوليّةُ بمثابةِ منصّةٍ دوليّةٍ يجتمعُ تحتَ مظلّتِها الخبراءُ والباحثونَ وصنّاعُ القرارِ والرّياضيّونَ وطلبةُ الدّراساتِ العليا لمناقشةِ أبرزِ القضايا والبحوثِ العلميّةِ وآخرِ المستجدّاتِ العلميّةِ الحديثةِ للرّياضةِ الصّحّيةِ والتّنافسيّةِ، إلى جانبِ نشرِ وغرسِ الثّقافةِ الرّياضيّةِ في جيلِ الشّبابِ وبناءِ قدراتهمِ ومعارفهمِ والأثرِ الإيجابيِّ للرّياضةِ في التّنميةِ المستدامةِ.
وتهدفُ في فعّالياتِها الممتدّةِ على مدارِ يومينِ إلى تشجيعِ الطّلبةِ على الاطِّلاعِ والمشاركةِ فيها، وتمكينهمْ في مجالِ البحثِ العلميِّ لإيجادِ حلولٍ تسهمُ في تعزيزِ الأداءِ الرّياضيِّ، ونشرِ الثّقافةِ الرّياضيّةِ، وتعزيزِ التّعاونِ البحثيِّ الدّوليِّ، وخلقِ فرصٍ جديدةٍ للمشاريعِ البحثيّةِ المشتركةِ، بالإضافةِ إلى تبادلِ أفضلِ الممارساتِ والبحوثِ العلميّةِ لتطويرِ الإنجازِ الرياضيِّ، ونشرِ الثقافةِ الرّياضيّةِ الصّحّيةِ والإنجازيّةِ. وفي كلمتهِ خلالَ حفلِ الافتتاحِ قالَ عبيدات: “لا بدَّ أنْ تكونَ الرّياضةُ بنّاءةً جسورًا، تهدمُ كلَّ لونٍ وشكلٍ من أشكالِ وألوانِ العنصريّةِ، وحينما تكونُ الرّياضةُ هادمةً للطّمعِ، وللعجرفةِ، والأنانيّةِ، تلكَ التي تعزّزُ وتحمي جذورَ هذهِ الدّنيا، بممارسةِ الإبداعِ، ويحيطُ بها الجمالُ”، ثمّ موجِّهًا نداءً إلى الرّياضيينَ لإنقاذِ الرّياضةِ من الخوفِ والكراهيةِ والفقرِ والبؤسِ والجشعِ. وأكّدَ رئيسُ الجامعةِ أهمّيّةَ بذلِ مزيدٍ من العملِ وتحقيقِ الإنجازِ؛ وتعليمِ أبنائنا أنَّ العملَ عبادةٌ، فالتّراجعِ عن العملِ أو التّوقفِ عنهُ بمثابةِ هروبٍ للوراءِ وسيكلّفُ اقتصادَنا الذي يعاني من تحدّياتٍ كثيرةٍ فُرضتْ علينا، معربًا عن أملهِ في أنْ تستثمرَ الكوادرُ التّعليميّةُ ما تقومُ بهِ الجامعةُ لفتحِ صفحاتِ مناهجنا وبرامجنا، للدخولِ إلى علومٍ جديدةٍ حديثةٍ، والتّفكيرِ باستعمالِ الذكاءِ الاصطناعيِّ في مناهجِ الرّياضةِ وتدريباتِ الرّياضةِ، وأساليبِ تدريسنا لعلومِ الرّياضةِ. وأوضحَ عبيدات أنَّ الرّياضةَ وعلومَ الرّياضةِ لم تعدْ كما كانتْ، وسيسبقنا الآخرونَ إنْ تقاعسنا، مشدّدًا على ضرورةِ تعليمِ أبناءِ اليومِ الذينَ سيعلّمونَ الأجيالَ القادمةَ بمناهجِ المستقبلِ، وإكسابهمْ كلَّ ما هو جديدٌ ومفيدٌ.
بدورهِ، أكّدَ عميدُ كلّيّةِ علومِ الرّياضةِ الدّكتورُ حسنُ السعودِ سعيَ الجامعةِ الأردنيّةِ إلى إيلاءِ الرّياضةِ أولويّةً كبرى، فأنشأتْ كلّيّةَ علومِ الرياضةِ كإحدى كلّيّاتها التي أخذتْ على عاتقها النّهوضَ بالرّياضةِ والرّياضيينَ وتجهيزهمْ بما يحتاجونهُ من معرفةٍ نظريّةٍ وعمليّةٍ وبناءَ الإنسانِ الأردنيِّ جسديًّا وعقليًّا وصحيًّا بأحدثِ الطرقِ والأساليبِ الرياضيةِ الموجودةِ في العالمِ، مشيرًا إلى حرصِ الكلّيّةِ على مواكبةِ كلِّ ما هو جديدٌ وعصريٌّ في برامجها الأكاديميّةِ وطرقِ تدريسها وأدائها العمليِّ. وقالَ إنَّ كلّيّةَ علومِ الرّياضةِ بذلتْ جهودًا عظيمةً في التّوسّعِ ببرامجها الأكاديميّةِ التي تحاكي سوقَ العملِ، حيث طرحتْ برنامجَ الماجستيرِ في تخصّصِ علومِ الحركةِ والتّدريبِ، وبرنامجَ الدّبلومِ العاليِ في الإعدادِ البدنيِّ، وبرنامجَ الدبلومِ العاليِ في تغذيةِ الرّياضيّينَ، منوِّهًا إلى مواصَلةِ عملِها للتّوسّعِ في برنامجِ الدّكتوراهِ ليشملَ أربعَ مساراتٍ هي: الإدارة الرّياضيةِ، والتّدريب الرّياضيِ، والإشراف والتّدريس، وعلم النّفسِ الرّياضيِّ التّطبيقيِّ. وأوضحَ السعودُ أنَّ كلّيّةَ علومِ الرّياضةِ وبفضلِ دعمِ إدارةِ الجامعةِ وتنوّعِ الخبراتِ الإداريّةِ والعلميّةِ التي تحفلُ بها استطاعتْ أنْ تتقدّمَ من المرتبةِ (335) إلى المرتبةِ (230) أي بواقعِ (105) مراتبَ بحسبِ مقياسِ تصنيفِ الـ (QS) العالميِّ للعامِ (2023-2024)، معربًا عن أملهِ في أنْ تُواصِلَ الكلّيّةُ تقدُّمها في العامِ (2024-2025) وأنْ تكونَ ضمنَ أولِ (150) كلّيةً متميزةً حولَ العالمِ. وخلالَ عرافتهِ للحفلِ، قالَ مساعدُ عميدِ الكلّيّةِ لشؤونِ الجودةِ والإعتمادِ والتّصنيفاتِ العالميّةِ والاستعدادِ الوظيفيِّ الدّكتورُ آدم عماوي: إنَّ فعّاليّاتِ الأيّامِ الدّوليّةِ الممتدةِ على مدارِ يومينِ، تحفلُ بمحاضراتٍ غنيّةٍ ومعمَّقةٍ تناقِشُ في مَحاوِرها موضوعاتٍ علميّةً حديثةً يقدّمها كوكبةٌ من الباحثينَ المرموقينَ والخبراءِ في القطاعِ الرّياضيِّ أمثالِ اللّجنةِ الأولمبيةِ الأردنيّةِ، وذلك بما يعكسُ رؤيةَ الكلّيّةِ في الرّبطِ ما بينَ البحثِ العلميِّ وسوقِ العملِ. وأضافَ أنَّ من هذهِ الموضوعاتِ؛ العلاج بالخلايا الجذعيّةِ بعدَ التمارينِ عاليةِ الشدةِ، والتغذية التّنافسيّةُ والأنظمة المثلى للأداءِ الرّياضيِّ، واضطرابات النّومِ لدى الرّياضيّينَ، والذّكاء الاصطناعيُّ في التّعليمِ الرّقميِّ والبحثِ العلميِّ، منوّهًا إلى أنَّ مُلتقى الأيّامِ العلميّةِ الدّوليّةِ سيناقشُ أيضًا موضوعاتٍ تلامسُ القضايا الإنسانيّةِ والاجتماعيّةِ في الرّياضةِ تفضي في نتائجها إلى أنَّ الرّياضةَ ما هي إلّا أسلوبُ حياةٍ وساحةٌ لبناءِ المجتمعاتِ، منها: العلاقةُ المتشابكةُ بينَ الرّياضةِ والاقتصادِ، والرّياضةُ كمحرّكٍ للأملِ لذوي الإعاقةِ، وأيضًا واقعُ التّحكيمِ الرّياضيِّ والقانونِ الأردنيِّ.
وما يميّزُ فعّاليّاتِ الأيامِ العلميّةِ مشاركةُ كوكبةٍ من الأساتذةِ الفخريّينَ من جامعاتٍ عربيّةٍ وعالميّةٍ كمتحدثينَ رئيسيّينَ لتقديمِ جلِّ خبراتهمِ العلميّةِ والعمليّةِ في مجالِ علومِ الرّياضةِ، مثلَ الأستاذِ الدّكتور (Hua-Chia Kuo) من تايوان الذي سيفتحُ نافذةً في محاضرتهِ على دورِ نخاعِ العظمِ في التّكيّفِ مع التّمارينِ البدنيّةِ واللّياقةِ البقائيّةِ، والأستاذِ الفخريِّ (Noirez Phillippe) من فرنسا الذي سيعرضُ لرؤيتهِ العلميّةِ حولَ الهواءِ النقيِّ وجودةِ النّومِ والنّشاطِ البدنيِّ في الشيخوخةِ، وأيضًا الدّكتور خالد الطرابلسي من تونس الذي سيثيرُ تساؤلاتٍ عميقةً عن التّدريبِ خلالَ الصّيامِ، وتأثيرِ رمضانَ على الأداءِ الرّياضيِّ. وجديرٌ بالذكرِ أنَّ جلسةَ افتتاحِ ملتقى الأيّامِ العلميّةِ، جاءتْ بحضورِ نوّابِ رئيسِ الجامعةِ وعددٍ من عمداءِ الكلّيّاتِ وأعضاءِ الهيئتينِ التّدريسيّةِ والإداريّةِ والطّلبةِ، إلى جانبِ حضورِ ممثّلينَ عن القطاعاتِ الرّياضيّةِ على رأسهم نائب رئيس الوزراء الأسبق العين جمال الصرايرة بوصفه رئيسُ مجلسِ أمناءِ جمعيّةِ الثّقافةِ الرّياضيّةِ، ووزيرةُ التّربيةِ والتّعليمِ في الحكومةِ العراقيّةِ السّابقةِ الدّكتورة سهى الخليل، وتخلّلها عرضُ فيديو تسجيليٍّ للّتعريفِ بكلّيّةِ علومِ الرّياضةِ التي أضحتْ بينَ مثيلاتها منبرًا علميًّا وحاضنةً للإبداعِ الرّياضيِّ. وافتُتِحَ على هامشها، معرِضٌ للملصقاتِ والمنشوراتِ العلميّةِ الخاصّةِ بطلبةِ الكليّةِ، يعرضونَ من خلالها دراساتِهمْ ومشاريعَهمْ البحثيّةِ طيلةَ الأيّامِ العلميّةِ.