كافة الحقوق محفوظة © 2021.
مبادرات الحسين تؤسس لمستقبل وطن… مؤسسة ولي العهد نموذجًا
بقلم: جهاد مساعده
في زمن تتعاظم فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، تبرز رؤية سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، كنموذج وطني رائد في تمكين الشباب الأردني وتعزيز دورهم في صناعة المستقبل. فمن خلال مؤسسة ولي العهد، تجسدت رؤية عصرية تؤمن بأن الاستثمار في طاقات الشباب هو المسار الأكثر رسوخًا لبناء وطن قوي ومستدام.
لقد أسست المؤسسة منذ انطلاقها لبنية عمل فاعلة ترتكز على إتاحة الفرص أمام الشباب، وتوفير أدوات التعلم والعمل والإبداع. فكانت جامعة الحسين التقنية (HTU) تجسيدًا لهذا التوجه، عبر تقديم تعليم تقني حديث يلبي متطلبات سوق العمل، ويمنح الطلبة مهارات عملية تنافسية. وتكامل هذا النهج مع مصنع الأفكار (TechWorks)، الذي أتاح بيئة خصبة للابتكار والتصنيع الرقمي، تُمكّن الشباب من تحويل أفكارهم إلى منتجات ومشاريع حقيقية.
في السياق ذاته، جاءت مبادرة مليون مبرمج أردني لتمنح الشباب مفاتيح الاقتصاد الرقمي، وتؤهلهم للانخراط في سوق العمل التكنولوجي بمهارات متقدمة.
كما مثلت جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية فرصة لتحفيز الإبداع التقني في مجال الخدمة العامة، وتشجيع التفكير الشبابي في تطوير حلول حكومية ذكية.
أما في مجال بناء الشخصية والقيادة، فقد أطلقت المؤسسة مبادرة حقق، التي تستهدف النشء في مرحلة مبكرة من حياتهم، لصقل مهاراتهم القيادية وتعزيز قيم المواطنة والانضباط.
وتواصل هذا التوجه عبر برنامج خطى الحسين، الذي يسعى إلى تمكين الشباب في الحياة العامة وتوجيههم نحو المشاركة في السياسات وصنع القرار.
ولأن التنمية لا تكتمل دون بُعد اجتماعي وإنساني، جاءت منصة نَحْن كإطار وطني ينظم العمل التطوعي ويشجّع مشاركة الشباب في خدمة مجتمعاتهم. كما حملت مبادرة قصي رسالة سلامة الرياضيين، عبر تأهيل الكوادر الطبية، فيما هدفت مبادرة سمع بلا حدود إلى دمج الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية في المجتمع، وتقديم ما يلزم لتمكينهم من الحياة الكريمة.
إن مؤسسة ولي العهد، عبر هذه المبادرات، لا تقدم حلولًا مؤقتة، بل تصوغ مشروعًا استراتيجيًا يعيد تعريف العلاقة بين الدولة والشباب.
إنها نموذج يحتذى في استثمار الطاقات، وبناء الإنسان، وتأسيس مستقبل وطن يُبنى بسواعد أبنائه.
ولا يكتمل هذا الحديث دون توجيه أسمى آيات الشكر والعرفان إلى أولئك الذين يقفون خلف هذه المبادرات، ممن يعملون بإخلاص خلف الكواليس في مؤسسة ولي العهد، وإلى الجنود المجهولين الذين يشرفون بصمت وتفانٍ على تنفيذها. هؤلاء الذين لا تُسلّط عليهم الأضواء، لكنهم يضيئون الطريق أمام الشباب، مؤمنين بأن خدمة الإنسان هي أسمى أشكال خدمة الوطن، وبأن بناء الوعي والقدرة هو حجر الأساس لأي نهضة حقيقية. لهم كل التقدير، فهم سرّ النجاح وصمّام الاستمرار.